شبكة ذي قار
عـاجـل










الفارس الذي ترجل واقفاً

خنساء الفارس

 

قبل أيام وتحديداً في الخامس من أيار مرت ذكرى استشهاد بطل القادسية الفريق الأول الركن الطيار عدنان خيرالله "رحمه الله"، ففي مثل هذا اليوم من عام 1989 ودع العراق ابنه البار الأمين وأحد أبطاله البارزين وصاحب الغيرة والشهامة والشجاعة والمواقف البطولية الفذة إلى مثواه الأخير بحزن وشجن عميق يليق بنفس آثرت الوطن بمواقف النضال والتضحية والصمود ...

لقد ورث قيم ومبادئ عظيمة لا ينتهجها إلا من أحبوا أوطانهم فجادوا بأنفسهم من أجلها، ففي حزن عميق لف الزمان والمكان من شمال العراق إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وبدموع دامية وجراح نازفة زف أبناء العراق شهيدهم البطل إلى مثواه الأخير.

لقد فاضت الروح الطاهرة الأبية لفقيد الوطن والأمة وحلقت في سماء المجد لتلتحق بمن سبقوه من العظماء الذين صنعوا لأجيالهم تاريخاً مجيداً، فعندما نتحدث عن تاريخ هذا الرجل العظيم والعملاق ومواقفه النضالية والإنسانية نتذكر مواقع الشرف التي خاضها في معركة القادسية المجيدة، ونتذكر الحس الوطني والإنساني له أثناء توليه عدد من المناصب القيادية، والتي كان أبرزها وزير الدفاع ونائب القائد العام للقوات المسلحة، والبعد الحضاري والتنموي والثقافي الذي كان يجسده من خلال مواقعه وتمسكه بقيم الجندية وإخلاصه وتفانيه بالعمل الثوري والنضالي.

لقد عاش عزيزاً واستشهد شامخاً أبياً، فصفاته الحميدة الرائعة هي من صفات زمن بطولي تسابق فيه العراقيون الأباة لنيل شرف حمل الراية وتحمل المسؤولية، زمن فيه معدن الإنسان يجلى في أصعب كفاح. 

سنبقى نذكر بفخر هذا النجم اللامع الذي هوى من سماء الوطن الصافية ليدخل مملكة الشهداء، متوجاً حياة فذة من الشجاعة والاقتدار والكفاءة والحب والإخلاص، وسنذكر دوماً هذا الاسم والصورة الرائعة التي رسمها عن نفسه كقائد ميداني مخلص ومثابر من خلال عمله المتواصل وتواجده في ساحات القتال.

إن المبادئ والقيم الذي ناضل واستشهد من أجلها باقية منتصرة برعاية الله تعالى ورعاية الشرفاء من أبناء العراق الغيارى، فلك المجد والخلود وعليين أيها البطل الصنديد.






الاحد ٢٤ شــوال ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خنساء الفارس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة