شبكة ذي قار
عـاجـل










اليمن.... هل يستعيد عافيته؟

ميلاد عمر المزوغي

 

عرف تاريخياً باليمن السعيد، أنهك ابناؤه جحافل العثمانيين التي حاولت السيطرة عليه، كما فعلت بباقي البلاد العربية واتخذت من الإسلام شعاراً، لتوهم الشعوب العربية بأنها تدين بالإسلام وأنها تسعى إلى اعمار البلد وتحسين مستوى معيشة أبنائه، لكن العثمانيين وللأسف، حكموا بلداننا بيد من حديد، واستخدموا أبشع أنواع التعذيب بابتداعهم الخوازيق، وتبين أنهم أسوأ المستعمرين في التاريخ الحديث.

التم شمله في 22 مايو 1990 بعد مباحثات ماراثونية بين المسؤولين في الشطرين, واصبح يمنا واحدا لا اثنين, مفخرة في التاريخ العربي ، ونقطة مضيئة على طريق تجسيد الحلم الذي ننشده منذ قرون عن وحدة العرب, لكن اصابته عدوى الربيع العربي, فدب الخلاف المسلح بين ابنائه وتم قتل رئيسه, واصبح هناك من ينادي بالعودة الى الانفصال, إنها ولا شك حجة الانفصاليين الذين لا يريدون العيش المشترك ,أيا تكن الظروف فيجب عدم الرجوع الى الوراء, فالتشرذم آفة تضر بالجميع, وتفتح الباب على مصراعيه للتدخل الاجنبي, ومن ثم استباحة اراضيه ليكون ساحة للصراعات الدولية والاقليمية.

لقد أيقن اللاعبون الاقليميون بالساحة اليمنية، أنه في ظل الظروف الدولية ونعني بذلك الحرب في اكرانيا وما احدثته من ازمات اقتصادية ومالية، وسياسة المحاور وبان العالم يسعى لان يكون متعدد الاقطاب، بات عليهم الاحتكام الى صوت العقل، ونبذ العنف لإبعاد المنطقة عن تداعيات الحرب في اكرانيا.

التقارب السعودي الايراني برعاية صينية وجولات عديدة رعتها دول الجوار، وإن جاء متأخرا بعد ثمان سنوات من الاحتراب، إلا إنه يثبت لكافة الاطراف المتصارعة ان التصالح هو السبيل الوحيد لإعادة الامن والاستقرار الى المنطقة، خاصة وان الحرب استنزفتهم ماديا وبشريا، وأن المستفيد الاوحد هم من أبدوا امتعاضهم وعدم رضاهم من التقارب بين السعودية وإيران ونعني بذلك امريكا ومن يدور في فلكها.

تبادل الاسرى بين الطرفين خطوة في الاتجاه الصحيح وبناء الثقة، ورفع ايدي المتدخلين في الشأن اليمني وترك ابنائه وشانهم، ليضمدوا جراهم ويتعالوا عن الماسي، ندرك ان الامر ليس سهلا ولكنه في متناول اليد متى صدقت النوايا، وعدم الانجرار وراء الاطراف الخارجية التي كل هما ان يبقى البلد ممزقا للاستفادة من خيراته، وجعلة بؤرة لتفريخ الارهابيين ونعني بذلك التنظيمات الارهابية لتنظيم الدولة التكفيري، وجماعة الاخوان المسلمين، الذين لا يريدون الاستقرار لليمن.

 الهدنة التي تم التوصل اليها بين المتحاربين، صمدت الى حد ما ويجب التعويل عليها بتمديدها، من اجل حل الازمة سياسيا، قد يأخذ الامر بعض الوقت، ومراحل انتقالية يتم خلالها نزع السلاح الخارج عن السيطرة بمساعدة الامم المتحدة، وإعطاء حملته بعض الضمانات، لكي يشعروا بشيء من الامان وعدم التهميش ومن ثم الانخراط في العملية السياسية، بعيدا عن التدخلات الخارجية.

نجزم أنها فرصة تاريخية لليمانيين لإعادة بناء دولتهم، والاستفادة من مقدرات بلدهم من النفط والمعادن الثمينة، والتعويض على الشعب الذي عانى لعقود من الفقر والتشرذم. ليستعيد البلد عافيته.




السبت ٢٤ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ميلاد عمر المزوغي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة