شبكة ذي قار
عـاجـل










التخريب الإيراني في العراق – عدم التقيد بالاتفاقيات وفتاوى وصناعة الأحزاب والميليشيات –  الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

 سقط النظام الشاهنشاهي غير مأسوفاً عليه  وفق البرنامج المخابراتي الأمريكي البريطاني الفرنسي وجاءت  ما سميت بالثورة الإسلامية في أيران  وحقيقتها سرقت ثورة الشعوب الإيرانية  ،  واستبشر العرب بشكل عام والعراقيون بشكل خاص بالخير من النظام الجديد الذي أتخذ من الدين الإسلامي  ومنهج ال بيت النبوة  نهجاً دينياً ودنيويا في دستوره ونظام الحكم ، وأمل الكثير ان الحكومة الإسلامية الجديدة ستنصره تجاه السياسيات الشاهنشاهية التعسفية التي تتنافى والعلاقات الدولية ومبادئ حسن الجوار على اعتبار ان النظام الجديد سيمد جسوراً من المودة وعلاقات حسن الجوار مع العرب والأشقاء في الدين ، على أساس انه كان يعارض سياسات الشاه القمعية والتوسعية في الداخل والخارج ، وكانت (( القنبلة الإسلامية الأولى )) التي فجرتها الحكومة الإسلامية تجلت في اعترافها بأن خط التالوك هو ملك لها بموجب الاتفاق الأخير رافضة الالتزام بباقي البنود التي كانت تصب في صالح العراق ، باعتبار إنها غير ملزمة لأنها عقدت في زمن الشاه المقبور؟ ولم تكلف نفسها بتبرير الاعتراف بخط التالوك ورفض بقية البنود في اتفاقية  الجزائر عام 1975  وقد وصف وزير العمل الإيراني الأسبق درايوش فروهر الاتفاقية بأنها (( مشؤومة ))  والغريب أن وزير الخارجية الأسبق قطب زادة قد صرح بأن الوسيط في اتفاقية الجزائر هو اسرائيل معتبراً ((  أن أتفاق الجزائر أنجز أساساً من اسرائيل )) ، أما صادق روحاني فقد قلب ظهر المجن عندما اعلن بأن الشاه ((  تنازل للعراق عن مناطق واسعة في جنوب ايران بموجب اتفاقية الجزائر ))  وفي 14 / 9 / 1980  أعلن الجنرال فلاحي نائب رئيس أركان الجيش الأرياني  في حينه بأن ((  ايران لا تعترف باتفاقية الجزائر بشأن الحدود البرية ))  والمفاجأة الثانية للثورة الإسلامية كانت الاصرار على احتلال الجزر العربية الثلاث – طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى -  التي احتلها الشاه ، معتبرة الأمر حقاً مشروعاً ولم توضح المقصود إن كان من الناحية السياسية أم الشرعية او القانون الدولي ، والغريب أن يرافق هذا الإصرار تهديد واضح وغير مبطن فلا تقية ولا خوف هذه المرة من انه في حالة أصرار العرب على استعادتها أو حتى المطالبة بالتفاوض بشأنها  ((  سيجعل الثوار المسلمون الجدد يؤكدون على أن دول الخليج والعراق فارسي ))   ويصرح آية الله منتظري بأن ((  الجيش الإيراني بإمكانه أن يحتل بقوة أي بلد مجاور))  وهو تهديد واضح علماً ان ميثاق الأمم المتحدة يعتبر التهديد باستخدام القوة معادلاً لا ستخادمها الفعلي ؟  ، ان التصرف بعنجهية صفة ملازمة للفرس منذ فجر التأريخ ولحد الآن سواء أتخذ النظام شكل علماني كما كان في وقت الشاه أو إسلامي كما هو الأمر عليه في الوقت الحاضر ، في  13 / 12 / 1979 سلم العراق مذكرة الى نائب رئيس الوزراء الإيراني لشؤون العلاقات أمير عباس انتظام تضمنت رغبة العراق في بناء علاقات حسن جوار طيبة تقوم على أساس الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، مع عبارات طيبة تبارك النضال التحرري الذي تقوده الشعوب الإيرانية والنصر الذي واكب هذا النضال ، معتزاً بهذا الإنجاز الكبير للثورة الإسلامية ، وبعد شهر واحد وجه القائد الشهيد الحي صدام حسين برقية تهنئة لخميني بمناسبة انتصار ثورة الشعوب الإيرانية معبراً عن رغبة العراق في ان يقوم النظام الإيراني الجديد بخدمة السلام والعدل وبناء عهد جديد من علاقات الصداقة مع الدول العربية والعراق ، ووجهت دعوة الى السيد مهدي البازركان لزيارة العراق ، كما التقى المغفور له القائد صدام حسين على هامش مؤتمر القمة في هافانا لدول عدم الانحياز بوزير خارجية أيران آنذاك ابراهيم يزدى وتم التأكيد على نفس الجوانب التي ذكرها العراق ، وفي عام 1980 نقل السفير العراقي في طهران برقية تهنئة للرئيس الإيراني أبو الحسن بني صدر بمناسبة توليه المنصب الجديد  ، خارج حدود اللياقة والبروتوكول والأخلاق الإسلامية لم يرد الإيرانيون على كل ما قدمه العراق من تهاني وتبريكات  باستثناء الرسالة الجوابية التي أرسلها الخميني بعنجهيتها الفارسية الصفوية وكان من الأجدى لو اكتفى بالصمت ولم يرسلها حالها حال بقية المذكرات فقد ختمها بجملة شاذة في علاقات البروتوكول والمجاملات وهي (( السلام على من أتبع الهدى ))  وكان المسمار الثاني  في نعش  العلاقات الإيرانية  العراقية  بوصف العراق بأبي جهل بقوله  (( موقف العراق تجاه الثورة الإسلامية شبيه بالموقف بين النبي وأبو جهل ))  وتبني ما يسمى بتصدير الثورة الإسلامية الى دول الجوار، فقد قال الخميني في كلمة ألقاها في 21 / 3   1980 ((  يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتصدير ثورتنا الى الدول الأخرى من العالم ونترك فكرة إبقاء الثورة ضمن حدودنا  ))  وفي تصريح آخر  ((  إن مهمة علماء الدين هي إعادة رسالة الإسلام وهذا يتحقق من خلال التحريض على الثورة في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام وافريقيا ودول العالم الأخرى  ))   وكان الكلام عام مع الإشارة الى العراق بشكل ضمني  ،  وفي حديث لقطب زادة في أبوظبي في 1 / 5 / 1980 ذكر بأن  ((  رسالة ثورتنا هي القضاء على الأنظمة الفاسدة  ،  وان كنتم تسمون هذه الأمور تصدير للثورة فأنا موافق )) كما شن منتظري هجوماً عنيفاً على القادة العرب  (( لتخاذلهم في معركتهم تجاه الإمبريالية العالمية )) ووصفهم – بالأذلاء -  كما أنتقد آية الله الطالقاني الأنظمة العربية (( لأنها لا تفي بالشروط الإسلامية مثل العراق والسعودية )) اما صادق روحاني فقد طالب من البحرين احترام القواعد الإسلامية وإلا فأنه سيواصل مطالبته بالبحرين ؟؟ وأخيراً ذكر ابراهيم يزدى ((  بأن الخميني يؤيد روحاني في حركته لتصدير الثورة الى الدول المجاورة ))  ، والمسمار الثالث في النعش كان التدخل في الشؤون العراقية الداخلية ، وقد أتخذ هذا التدخل مسارات غريبة وبدون مبررات ، ومنها ما ذكره الجنرال رحيمي  (( ان الجيش العراقي بالمقارنة مع الجيش الإيراني هو مثل دودة أمام تنين  )) والغريب ان التشبيه كان على العكس فقد تبين ان الجيش الإيراني هو الدودة بعد أن قهره الجيش العراقي في الرد على العدوان الإيراني في 4 أيلول 1980  بالقادسية الثانية في 22 أيلول 1980 ،  لم يشهده الفرس منذ الفتح الإسلامي على يد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب  القادسية الأولى وما تبعها بفتح الفتوح  ، وفي احدى لقاءاته قال الخميني بأن (( ايران ستطالب بفرض سيادتها على بغداد )) وذكر حاكم إقليم الاحواز – عربستان –  تجنيا ومغالطة للحقيقة والواقع  ويعد تدخل سافر في الشأن الداخلي العراقي (( أن البعثيين فشلوا في سياستهم ولم يحققوا للشعب العراقي تقدماً في الميادين الاقتصادية والاجتماعية )) ووصل التمادي الى قيام علماء الدين في طهران بمناسبة  ما يسمى بيوم القدس بإصدار فتوى تحرض الشعب العراقي على تأجيج نار الثورة الإسلامية كما يحلو لهم ويدعون  

 

يتبع بالحلقة الثالثة

 






الجمعة ٩ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة