شبكة ذي قار
عـاجـل










هل حقق البعث أهداف الوحدة والحرية والاشتراكية؟

الأستاذ الدكتور سلمان حمادي الجبوري

 

 

في حوار للمدعو حميد عبد الله مع القيادي الطلابي الأستاذ محمد دبدب في برنامج شهادات خاصة وكعادته في التشكيك ومحاولة الإساءة الى البعث ونظامه الوطني ورموزه قال حميد عبد الله ان اهداف البعث جميلة وراقية لكن الحزب لم يستطيع تحقيق أي منها وأنها محض خيال وأحلام.  استفزني حقا هذا الطرح وانه ان دل على شيء انما يدل على جهل بتلك الأهداف ان لم يكن بقصد الإساءة الى الحزب وانه ينبع من نوايا خبيثة هدفها التشكيك في مصداقية الحزب. ان أصحاب ذلك الطرح انما يجهلون معنى ومفهوم تلك الأهداف وديناميكية تحققها. حيث ان اهداف البعث الوحدة والحرية والاشتراكية ليست مخرجات لأدوات ميكانيكية يتم الضغط على زر التشغيل فتنتج وحدة وحرية واشتراكية انما هي اهداف فكرية نضالية مرتبط تحققها بالظروف المحيطة بعمل الحزب واولها امتلاك أداة السلطة، وهي قابلة للتحقيق على ارض الواقع إذا لم نقل ان بعضها قد بدأ تحقيقه منذ التأسيس والبعض الاخر تحقق جزء كبير منه منذ انطلاق ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة عام 1968. فعلى مستوى الوحدة فأن الحزب قد ولد قوميا متمثلا بقيادته القومية وهي اللبنة الأولى في وحدة العرب والتي عمل من خلالها على تعميق مفهوم الوحدة وضرورة تحقيقها تباعا على المستوى السياسي وما يتبعه من توحيد على مختلف الصعد. وتشكل الوحدة في فكر البعث مفتاح ومحور النضال العربي لان عدم توحد العرب يسهل على الأعداء التمكن منهم والانفراد بكل جزء. اما ما يتعلق بهدف الحرية فقد بدأ تطبيقه على المستوى التنظيمي أولا ، وبإلقاء نظرة على النظام الداخلي للحزب نلمس جذور الحرية من خلال المبادئ والحقوق التي يتمتع بها العضو اما على مستوى التحقق على المستوى العام فأن تحققه يلمس عند استلام الحزب للسلطة في أي بلد عربي فعلى سبيل المثال وطيلة الخمسة وثلاثون عاما من عمر قيادة الحزب للمسيرة في العراق ان الشعب قد تمتع بحريات مصانة عديدة بدءا من حرية الرأي مرورا بحرية التعلم والعمل والحركة ضمن المساحة التي يحكمها الحزب كما لم يغفل الحزب السعي لتحقيقها على المستوى القومي حيث بدأ بها على مستوى العراق حيث سمح بحرية العمل والتعلم والتنقل والإقامة لجميع المواطنين العرب ومعاملتهم كعراقيين. كما دعا الحزب بقية الأنظمة العربية الى اتاحة مساحة من الحرية لجميع المواطنين العرب على مدى مساحة الوطن العربي بغية تجاوز الحدود المصطنعة التي تفصل العرب عن بعضهم وتجذر تباعدهم عن بعض وتعمق القطرية بينهم. كل ذلك كان بهدف الوصول الى حرية العرب وتحررهم من التبعية لأي معسكر خارجي يفرض عليهم الانصياع الى شروطه والانصياع لأوامره وبالتالي فقدان دوره في إدارة شؤنه بمعزل عن التأثيرات الخارجية السلبية. 

 اما على مستوى هدف الاشتراكية فأنها في مفهوم البعث تعتبر نظام حياتي كامل لا يقتصر على التطبيق الاقتصادي فحسب، وإنما يمتد إلى كل لون من ألون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، "ومع ذلك فأن التطبيق الاقتصادي هو أساس هذا النظام ومنطلقه ، ولا يمكن أن يكون ثمة اشتراكية بلا تطبيق اشتراكي، فالاشتراكية لها بداية، ولكن ليس لها نهاية معروفة، فلن يأتي يوم يمكننا القول فيه أن النظام الاشتراكي قد اكتمل نموه، لأن اكتمال النمو يعني توقف الحياة، والاشتراكية ستظل تنمو وترسخ وتمتد جذورها وفروعها إلى كل نواحي الحياة، وستتطور وتتغير ولا يمكن أن نبقى أمد الدهر على لون واحد فكما ورد نصاً في دستور الحزب وتحديداً في المادة الرابعة من المبادئ العامة (حزب البعث اشتراكي يؤمن بأن الاشتراكية ضرورة منبعثة من صميم القومية العربية لأنها النظام الأمثل الذي يسمح للشعب العربي بتحقيق إمكانياته وتفتح عبقريته على أكمل وجه فيضمن للأمة نمواً مطرداً في إنتاجها المعنوي والمادي وتآخياً وثيقاً بين أفرادها فأن إساءة فهم الكثيرين لهذا الهدف جعلهم يجحدون فيما انجز على هذا المستوى. فمن الأخطاء الشائعة بين الناس هو ان الاشتراكية تعني الاخذ من الغني واعطاءه الى الفقير بما يشبه السلب الموجه من قبل السلطة وهذا غير صحيح وهذا الذي دعا الكثيرين الى النظر الى هذا الهدف بمنظور التشكيك في مصداقيته نظرا لأنه لم يتحقق وفق فهمهم الخاطئ له في حين ان الاشتراكية لا تعني قطعا ذلك بل هي العدالة التي تتحقق من خلالها الفرص المتكافئة للشعب في حياة كريمة وسعيدة دون استغلال وبالتالي سيتم التوزيع العادل للثروة بين المواطنين. وقد حقق الحزب خلال مسيرته منذ عام 1968 خطوات كثيرة في هذا المضمار وفي جميع القطاعات بدءا من المساوات في حرية التعلم المجاني وزيادة وعي الناس من خلال محو الامية والاعلام الموجه وإطلاق حرية العمل والتملك والإنتاج ودعم النشاطات الاقتصادية الخاصة وتوفير مستلزمات الإنتاج بأسعار مدعومة وبدفوعات ميسرة وكذلك تيسير الحصول على السكن اللائق وتوفير الخدمات المجانية وما الشعار الذي أطلقه الرفيق صدام حسين رحمه الله من لا ينتج لا يأكل إلا دليلاً ساطعاً على تحقق الاشتراكية.

 

 






الجمعة ٩ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور سلمان حمادي الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة