شبكة ذي قار
عـاجـل










وميض النَّهر في أسوار بابل

 

إلى سلام الشَّمَّاع

في لحظة تعانقنا وفي أبد نتعانق يا رجل..

 

مرَّ العلوجُ عليك وأنت واقف..

رفعوا على يدك المصاحف.

قالوا توقَّفْ عن بلادك والهوى وهوايةَ الميثاق.

كان دجلة والفرات على عروقك والعراق،

وأنت فوق النَّار واقف.

 

طعنوك عن بغدادك الأُولى

كنت بغداداً لوحدك 

جرحك العربيُّ نازف..

غنَّيت وجدك

لم يكن بلدٌ جوارك

غبتَ لكن لم تُغيِّبْ في مدى الدَّارين

دارك

إنَّ ساعدك السَّقيفة والصَّحيفة،

وأنت تحت ركام سقف الدَّار واقف.

 

كنتً في جيش الكرامة تمتطي جبلاً

كان الجيش يزحف في الفلاة

وأنت تطلع من شقوق الأرض..

كأنَّ جيشَك جأشُك..

ورفيف رايتك المدى والموت وارف.

 

قتلوك مرَّات ومرَّات

حيٌّ أنت.. نقشٌ سومريٌّ

بابليٌّ، عربيٌّ..

يا جوهرةَ الفدائيِّين،

يا سليلَ النَّهر

والصَّحراء..

ساموك غارات وغارات

وأنت في حبِّ العراقيِّين عرَّاف وعارف.

 

يا شمَّاعُ يا شمَّاخ..

حين تمشي الأرضُ عن قبر إليك،

اِعرف أنَّها للعاشقين قد مَدَّت يدا

وأنَّك في هذا المدى

تطأ الرَّدى

هكذا شأن اعتزازك في ذُرى شأن المواقف.

 

صاعداً جثمان هذا الموت

يا شمَّاعُ، مثل أيَّة طرفة في الرُّوح،

ونازلاً للقبر واقف.

 

الشاعر السوداني

بابكر الوسيلة

 






الخميس ٨ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الشاعر السوداني بابكر الوسيلة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة