شبكة ذي قار
عـاجـل










الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق أنتج العنف السياسي الطائفي - الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

 لابد من التوقف عند فترة حكومتي نوري المالكي لما تشكله من مفصل مهم من ذلك الصراع وصولا الى تسليم محافظات بعينها الى الدواعش لتعيث فيها الفساد والافساد تحقيقا لأجندة معده سلفا  وبمشورة صفوية لتمزيق النسيج المجتمعي العراق  وتعميق الصراع الطائفي المذهبي ، فبعد إرساء نظام المحاصصة الطائفية من قبل الإدارة الامريكية معطية (( الشيعة )) صفة الأغلبية ، وجاعلة رئاسة الجمهورية للأكراد  والحكومة للشيعة ، والمجلس النيابي للسنة ، ومنح سلطات واسعة لرئيس الحكومة ، أتاح كل ذلك لنوري المالكي أن يملك في قبضته زمام الأمور دون منازع ، تسانده إيران من الخارج والمليشيات الولائية في الداخل  والمالكي قائدا لإحدى هذه المليشيات التي انتقلت من إيران إلى العراق إبان الغزو والاحتلال الأمريكي وكانت ممارساته لها الدور الفاعل في تعميق الهوة فيما بين مكونات الشعب العراقي من خلال  انحيازه إلى طائفته ونتيجة لما سبق طالبت الجماعات (( السنية  ))  بحقها في إنشاء إقليم سني أسوة بالأكراد وهو ما كان مرفوضا من المالكي ، وذلك على الرغم من أنه كان بالأساس إقتراح أمريكي خلال فترة الغزو كما استمرت الأزمة السياسية بين المالكي والمعارضة بسبب انتفاضة السنة التي اتخذت الشكل السلمي بالتظاهر والاعتصام وانتهت إلى حمل العشائر للسلاح ضد الحكومة دفاعا عن النفس بفعل ما قام به دعاة الطائفية الولائيين الذين ينفذون ما يردهم من توجيه من قاسم سليماني  ، ومتهمة حكومات الاحتلال بالمماطلة في الاستجابة للمطالب الشرعية والدستورية  والتي تتلخص في رفع الظلم الذي تعرضوا له طوال العقد الماضي ، وتحقيق التوازن الطائفي في مؤسسات الدولة ، وخاصة الجيش ، وإطلاق سراح المعتقلين والتوقف عن ملاحقة بعض القادة المحليين ، وإصلاح الإعلام لدوره في تضخيم الطائفية ، والحفاظ على العراق الموحد  ،  وجاء اجتياح داعش لمحافظة نينوى ومن ثم صلاح الدين والانبار  وأجزاء  من ديالى  وبعض مناطق شمال بغداد وجنوبها  صدمة بينت المدى الذي وصل إليه الاستقطاب الطائفي في العراق ، كما كشف عجز حكومة المالكي ، وبأنها تقود البلاد بهذه الطريقة إلى الهاوية بسبب تفكك أوصال العراق والمواجهات العسكرية في أرجائه ، واحتمالات تفاقم الموقف في حالة نجاح داعش في تحقيق تهديداتها والتي تمثلت في  -  هدم المراقد المقدسة الشيعية في سامراء والنجف وكربلاء  -  وهنا لابد من الإشارة الى ما وثقته المخابرات الامريكية بان تفجير العسكريين تقف وراءه ايران  والجناح المرتبط بها من تنظيم داعش   فقد استنفرت هذه التهديدات جموع (( الشيعة )) في العراق ، وانكشفت اللعبة الإيرانية القائمة على التسليح ذيولها فيلق بدر التابع للمجلس الأعلى اللااسلامي  وحزب الدعوة الإسلامي برئاسة نوري المالكي  وجيش المهدي التابع للتيار الصدري كل ذلك أوضح أن دور المالكي قد انتهى ، ولم يعد ممكنا لتلبية إصراره على الاستمرار في حكم العراق بولاية ثالثة ، وذلك بعد مطالبة الجميع في الداخل والخارج بالتخلي عن الحكم وكان قرار السيستاني بفتوى الجهاد الكفائي الفرصة الذهبية لإيران للهيمنة بالمباشر من خلال ما يسمى بالحشد الشعبي الذي جير بالكامل لصالح أهدافها واجندتها واصبح الذين انخرطوا في الجهاد الكفائي ايمانا لعقيدتهم الدينية  الخالصة  لأدور لهم سوى تنفيذ ما يطلب منهم من قبل أدوات ايران ك ( أبو مهدي المهندس وأبو فدك  ، أبو حسن هادي العامري والفياض واخرين أمثال الخزعلي وأبو ولاء الولائي  والكعبي .... إلخ

 

 

 

يتبع بالحلقة الثالثة

 






السبت ٣ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة