الذكرى العشرون للغزو الصليبي الأمريكي على عراق العروبة والإسلام

عبد الله الحيدري

ونحن نعيش الذكرى العشرين للغزو الصليبي الأمريكي للعراق العربي التحرري كنا نظن أن الحروب الصليبية مصطلح يقتصر على تلك الحروب التي شنتها المسيحية المتطرفة في القرون الوسطى على بلاد العروبة والإسلام بدعم ومباركة الكنائس الكهنوتية المتشددة ولم نكن نعلم في الحقيقة أن هذا المصطلح إنما هو مصطلح مطاطي ويمكن أن يشمل كل من يستخدم الدين كغطاء و مبرر لشن الحروب العدوانية ضد الآخرين إلا بعد أن ظهر لنا اليوم صليبيو العصر بقيادة المجرم بوش الصغير  حيث شن عدواناً بربرياً صليبياً ضد عراق العروبة والإسلام فاستباح أرض العراق وشعب العراق وسماء العراق بأسلحته المحرمة دولياً التي أحرقت كل شيء على أرض العراق الطاهر فبعد عشرين سنة من الاحتلال والخراب الذي لحق بالعراق العظيم لم تستباح كرامة العراق لوحده بل استبيحت كرامة الأمة كلها والتي تواجه اليوم  تصعيداً غير مسبوق في الاستباحة لكرامتها وحقوقها بعد أن فقدت المنطقة بأسرها بلداً بوزن العراق وحجمه ودوره التاريخي والجهادي المشهود له في مواجهة الصراعات والمؤامرات على الأمة

فبدا العالم اليوم  يدرك أبعاد السياسة الامبريالية الأمريكية المتمثلة بالسيطرة على مقدرات الشعوب  سواء بالضغط او بالعمل العسكري في تحقيق اطماعها الامبريالية الاستعمارية ولكنها اليوم تقف عاجزة امام روسيا الاتحادية  في عملياتها العسكرية في اوكرانيا والتي استطاعت ان تعيد توازنها العسكري والاقتصادي  وتفرض نفسها كلاعب اساسي في السياسة الدولية من جديد وكل هذا الفضل يعود للمقاومة العراقية البطلة التي مرغت هيبة امريكا الصليبية في عراق العروبة والاسلام بمقاومة مسلحة جاءت نتيجة لغزو امبريالي استعماري بغيض ضد العراق أرضاً وشعباً وقيادة مقاومة كبدت المحتل الصليبي خسائر بشرية ومادية هائلة بعدما كانت تخطط لسرقة ثروة العراق ولتبدأ من العراق في رسم معالم العالم الجديد بما يتماشى مع مصالحها الاستعمارية

 فالمقاومة العراقية لم تكن شاناً وطنياً فحسب بل إنها شأن قومي كبير، وشأناً عالمياً، حيث نرى اليوم أن أمماً عدة تتمرد على هيمنة نظام الامبريالية الاستعمارية الأمريكية التي سادت لثلاثة عقود حيث كان غزو العراق مدخلها كما أعلنتها الصليبية الأمريكية ذاتها عن مشاريع العولمة على مستوى الكون ومشروع الشرق الأوسط الكبير على مستوى الأمة.