شبكة ذي قار
عـاجـل










العراق: حصاد عشرون سنةً من الاحتلال!!

كلمة الهدف

 

 

في مارس من سنة 2003م، شنت الولايات المتحدة الأمريكية عدواناً غاشماً على العراق انتهى باحتلاله، كما هو مخطط ومعلن، لإسقاط تجربة الحكم الوطني، التي تخطت بمنجزاتها ومواقفها الوطنية والقومية والدولية، ما يسمى بالخطوط الحمراء، مجسداً أعلى مراحل الإمبريالية العالمية في النهب وانتهاك سيادة الدول والشعوب، وسلبها الحق في تقرير مستقبلها ومصيرها. لقد حشدت الولايات المتحدة لذلك الاحتلال كل قوى الشر الدولية والإقليمية بمستوى غير مسبوق، وبمعزل عن أي مشروعية دولية، وظفت ترسانة التسليح المعدة لمواجهة الاتحاد السوفيتي وعالمه القديم، في مواجهة قطر لا تتعدى مساحته إحدى ولاياتها.

لقد شكل العراق، ممثلاً في نظامه الوطني، حجر عثرة أمام المخططات الأمريكية في المنطقة، وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية الأمريكي بأن العراق يقف حائلا ضد تعميم النظرة الأمريكية للحياة في المنطقة. وقد شكل هذا الأساس منطلق العدوان والاحتلال الذي مهدت له الصهيونية منذ قصف مفاعل تموز النووي في العام 1982م مروراََ بالحرب العراقية - الإيرانية وعدوان 1991م، وصفحة الحصار ومن ثم الاحتلال.

لقد كانت المقدمات السابقة من العدوان، مدخلاََ لجريمة الاحتلال، التي تساقطت وتعرت بموجبها كل الأسباب والحجج الواهية والأكاذيب، وبقيت الحقيقة الجوهرية من الغزو والاحتلال، وهي إسقاط النظام الوطني العراقي، كمقدمة لنهب ثرواته وتقسيمه وإضعافه وتقزيم دوره وعزله عن سياقه الحضاري وعمقه القومي، وربطه بعجلة السياسة الأمريكية - الصهيونية في المنطقة، كمقدمة لإعادة رسم خرائط المنطقة وفق ما أُطلق عليه الشرق الأوسط الجديد.

لقد فشل الاحتلال وأزلامه، الذين أتوا معه على ظهر الدبابة الأمريكية، في تسويق مشروعهم بالتنسيق مع المخطط الإيراني الشعوبي والعثماني في العراق والمنطقة، وأصبحوا وكلاء استعمار بامتياز وجزء من آلة النهب والفساد السياسي والمالي والإداري، مستندين إلى المليشيا والطائفية والمذهبية السياسية، التي تجاوزها النظام الوطني بوحدة العراق أرضاً وشعباً، منذ بيان آذار / مارس 1972م.

إن العراق الذي بلغ مرحلة متقدمة من النهوض والتقدم العلمي والحضاري في ظل حكم البعث، ومستوى متقدم في مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أصبح الآن ضيعة استعمارية تتقاطع فيها المصالح الدولية، مع ارتفاع مخيف في معدلات الفقر والبطالة والتغيير الديمغرافي والفساد، وغياب شبه تام للعراق في المحافل الدولية والإقليمية التي كان يتسيد ساحتها بمواقفه الوطنية والقومية والإنسانية.

لقد كشفت المقارنات البسيطة لدى المواطن العراقي، البون الشاسع بين النظام الوطني ورموزه الشرفاء الذين مثلوا نماذج للنزاهة والتجرد والوطنية، بحيث لم تستطع أي جهة أن تتهم أياً منهم بتهمة فساد أو خيانة أمانة أو خلافه، وبين المجاميع والعصابات الحاكمة بمختلف عناوينها على بؤسها وفقرها وعمالتها، والتي ظل يقاومها ونهجها شعب العراق وقواه الحية، بمقاومته المسلحة الباسلة وانتفاضاته السلمية المتجددة بهدف إسقاط العملية السياسية الاستعمارية، وإزالة آثارها بعراق وطني ديمقراطي تعددي لكل العراقيين.

 






الخميس ٢٤ شعبــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلمة الهدف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة