افتتاحية العدد 357
حكومة السوداني ولعبة التخدير الإعلامي
يلاحظ المتابع
للشأن العراقي في الآونة الأخيرة تعدد قنوات التطبيل لحكومة السوداني والتي يستخدم
معظمها لعبة الإيحاء. الإيحاء بحب الشعب. الإيحاء بالاستقلال. الإيحاء بالسيادة.
الإيحاء بانحسار المحاصصة. الإيحاء بالعروبية.
ومع تعدد الإيحاءات
إلا أن أكثرها استخداماً هو الإيحاء بزيادة الرواتب للموظفين والاهتمام المبالغ
فيه (ايحائياً) وبشكل معلن بشريحة المتقاعدين.
قد تنتج عن هذه
الايحاءات محصلة صغيرة غير إن هذه المحصلة لن تغير من حقيقة أن هذه الحكومة هي من بين
أخطر حكومات الاحتلال على العراق لأسباب واضحة، من بينها أنها تعمل على فلسفة
خطيرة مضمونها أن العراقيين يثورون من أجل المال وإن زيادة الرواتب ستقود إلى
تهدئة التظاهرات، بمعنى أن زيادة الرواتب المزعومة ستفضي إلى انهاء مطالب الشعب
بالحرية والاستقلال والسيادة الحقيقية.
بمعنى أنهم
يريدون الوصول إلى تسفيه إرادة الشعب واثبات ماديته على حساب وطنيته. وبكلام آخر فإن
هذه الحكومة تعمل على عزل العراقيين عن وطنيتهم وتسفيهها.
كما أن التوجه
الإعلامي المكثف للحديث عن الرواتب وزيادتها يحمل أيضاً مضموناً آخر لا يقل خطورة
هو أن العراقيين لا يفهمون بالاقتصاد ولا تهمهم اقتصاديات وطنهم في قطاعات الزراعة
والصناعة والخدمات وغيرها قدر ما يهمهم زيادة قدرة إشباع بطون شريحتي الموظفين
والمتقاعدين، وعندها لن يسأل أحد، ولن يهتم بحال التنمية الاقتصادية.