شبكة ذي قار
عـاجـل










القيادة القومية: الكيان الصهيوني يرتكب جرائم حرب على وقع اجراءات التطبيع.

ولوحدة وطنية فلسطينية على أرضية برنامج مقاوم

 

أدانت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الصمت الرسمي العربي حيال ما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم حرب في فلسطين المحتلة، ودعت إلى وقف كل إجراءات التطبيع معه وتوفير الاسناد المادي والسياسي لدعم صمود وانتفاضة جماهير فلسطين التي تقاوم باللحم الحي آلة الحرب الصهيونية.

 

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب فيما يلي نصه:

 

لم تكد تمضي أيام قليلة عل ارتكاب العدو لجريمته  في  نابلس وقبلها في جنين، حتى أقدمت  مجموعات من المستوطنين الصهاينة وبحماية من قوات الاحتلال على اقتحام بلدة الحوارة واحراقها، في استحضار لمشهديات المجازر التي ارتكبها  العدو ضد جماهير شعبنا في فلسطين المحتلة منذ أقام كيانه الغاصب على أرض فلسطين بدعم واحتضان من القوى الدولية المقررة في النظام الاستعماري وتواطؤ من قبل بعض الأنظمة العربية، التي أدارت الظهر لما تعرضت له جماهير فلسطين التي كانت تقاوم باللحم الحي ارهاب  العصابات الصهيونية قبل احتلال فلسطين وتتالي ارتكاب المجازر بعد الاحتلال المستمر  بدءاً من مذابح بلدة الشيخ ودير ياسين وأبو شوشة ومروراً بمذابح قلقيلة وكفر قاسم وخان يونس والمسجد الاقصى  العام ١٩٩٠، وصولاً إلى  اليوم الذي ينفذ  فيه العدو  مجازر  ترتقي حد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والتي تندرج ضمنها ما حصل في نابلس وجنين والقدس وغزة ،من قتل وتدمير وتهجير وأخيراً احراق بلدات بأكملها كما حصل ليل الاثنين في بلدة الحوارة. 

إن الحركة الصهيونية التي استغلت ما تعرض له اليهود على أيدي النازية في الترويج لمشروعها الاستيطاني لفلسطين  وعمدت إلى  الاستثمار السياسي   في ما سمي بـ "الهولوكوست" ، وهي بالأساس مشكوك في صحة وقائعها ، تمارس اليوم في فلسطين المحتلة مجازر  لم يشهد  التاريخ مثيلاً لها وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي تنتهك احكام قانونه الدولي الانساني ، دون ان يحرك ساكناً لوضعٍ حدٍ لما يتعرض له الشعب الفلسطيني الواقع تحت احتلال دولة تمارس سياسية فصل عنصري ولا تقيم اعتباراً للمواثيق الدولية التي تؤكد على حق الشعوب في  تقرير المصير.

ان الكيان الصهيوني الذي يتمادى في ارتكاب مجازره ضد جماهير شعبنا في فلسطين المحتلة مستقوياً بالدعم الاستعماري له وخاصة الاميركي منه  ، إنما يستقوي ايضاً بالموقف المخزي لأنظمة التطبيع الرسمي العربي التي تعتبر ان ما تتعرض له جماهير فلسطين من قتل وتهجير وتدمير واعتقال وتشريد لا يعنيها ، لا بل اكثر من ذلك فإنها تحابي الموقف الصهيوني على حساب الدم الفلسطيني المراق على مساحة كل الارض الفلسطينية  في تنكر لأبسط الالتزامات القومية تجاه شعب واجه وما زال يواجه الاخطبوط الصهيوني الذي لم يكن استهدافه لفلسطين لذاتها وحسب وانما للامة العربية برمتها وللأمن القومي العربي بكل ابعاده ومضامينه ، وحيث لم يكن  احتلال فلسطين  الا خطوة على طريق تحقيق الاستلاب القومي والذي وصل اليوم إلى  مراحلة متقدمة  بعد الاختراق الصهيوني للعمق القومي من خلال توقيع الاتفاقيات السياسية والامنية والاقتصادية مع العدو وتوسيع مروحة العلاقات التطبيعية معه .

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تكبر بجماهير شعبنا في فلسطين المحتلة صمودها ومقاومتها وتضحياتها اللامحدودة في ظل الامكانات المحدودة مع الحصار المتعدد الاطراف عليها ، تدين بشدة المواقف المتخاذلة لدول النظام الرسمي العربي الذي أدى تواطؤ بعضه إلى  حصول  ما أصبح يعرف بالنكبة قبل خمسة وسبعين سنة، واليوم لا يحركون ساكناً تجاه اندفاع المشروع الصهيوني لتكريس احتلاله على كل فلسطين عبر فرض الصهينة على كل معالم الحياة فيها ودفع جماهير فلسطين إلى  نزوح جديد بفعل المجازر التي ترتكب يومياً  فضلاً عن الانتهاكات للحرمات الدينية وحرم الاقصى نموذجاً.

إن القيادة القومية للحزب، التي لا ترى ما يثير الاستغراب في موقف النظام الرسمي العربي تجاه فلسطين وقضيتها وهو الذي ائتلفت أطرافه  في حلف غير مقدس لضرب العراق واحتلاله وتمكين النظام الايراني من التغول في العمق القومي وتفتيت بناه الوطنية والمجتمعية في ملاقاة لأهداف المشروع الصهيوني، تدعو القوى التقدمية والتحررية  في الأمة العربية  إلى اطلاق حراك شعبي عربي تحت عنوان الانتصار لفلسطين وانتفاضتها في توازٍ مع الحراك من اجل التغيير الهادف إلى  اسقاط انظمة القمع والاستبداد والتطبيع والذي تختلج به اكثر من ساحة عربية.  فالوضع في فلسطين المحتلة لم يعد يحتمل التفرج على ما يجري فيها والاكتفاء ببيانات الشجب والادانة، بل بات الامر يتطلب تحركاً في ثلاثة اتجاهات على قاعدة التكامل والتفاعل بين معطياتها.

الاتجاه الأول، ان تبادر قوى الثورة الفلسطينية فوراً إلى تحقيق وحدتها السياسية والنضالية على ارضية موقف مقاوم متوجه نحو التحرير وان يكون مشدوداً للأهداف الوطنية التي تسقط التناقضات الثانوية لمصلحة التناقض الاساسي الذي يحكم العلاقة الصراعية مع العدو الصهيوني باعتباره عدواً وجودياً، والخروج من وهم التسويات التي تستبطن عقول البعض ظناً انه يمكن عبرها استعادة الحق المغتصب فيما الواقع يفضي إلى العكس.  وعليه فإن الصراع يجب ان يبقى مفتوحاً على مساحة كل فلسطين وان لا دولة فلسطينية مستقلة في ظل واقع الاحتلال وهو ما يستوجب اعادة الاعتبار لشعار ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وان حرب التحرير الشعبية هي السبيل الوحيد لتحرير الارض واستعادة الحقوق. 

الاتجاه الثاني، إطلاق مبادرة شعبية عربية لتشكيل الجبهة العربية الداعمة لثورة فلسطين والحاضنة لأهدافها في تحرير الارض اعادة الحق لأصحابه، والعمل لمحاصرة نهج التطبيع واسقاطه كما كشف ابعاد المشروع الذي يسعى للاستثمار في القضية الفلسطينية خدمة لأجندة اهداف تستهدف الامن القومي العربي والمشروع الايراني نموذجاً.

الاتجاه الثالث، التحرك باتجاه المجتمع الدولي حيث بدأت ترتفع الاصوات التي تدين السلوك الصهيوني وتدعو إلى مقاومة النهج العنصري للسياسة الصهيوني في بحق الفلسطينيين في الارض المحتلة، من مثل موقف وزيرة خارجية جنوب افريقيا ورئيسة بلدية برشلونة ومنظمة هيومن رايتس والعديد من المنابر والاصوات الاعلامية التي تبدي تأييدها للحقوق الوطنية الفلسطينية. 

إن مثل هذه المواقف، تشكل خطوة ايجابية يجب التأسيس عليها في الصراع المفتوح مع المشروع الصهيوني باستهدافاته الأساسية ضد فلسطين والأمة. وإن الأمة العربية التي تواجه أعداءً متعددي المشارب والمواقع، لا خيار امامها لحماية نفسها والدفاع عن وجودها وثوراتها التحررية وخاصة ثورة فلسطين، إلا العودة للصيغ الجماهيرية وتأطير قواها في إطار حركة شعبية منظمة تخوض نضالها على قاعدة التكامل والتفاعل بين اهداف التحرير والتغير والديموقراطية. 

تحية إلى جماهير فلسطين المنتفضة الصامدة الصابرة، وتحية إلى شهداء فلسطين والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والمعتقلين والخزي والعار للعملاء والخونة والمرتدين والمطبعين، وصبراً اهلنا في القدس ونابلس وجنين وغزة وكل ارض فلسطين الحبيبة وما النصر الا صبر ساعة.

 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

 

في ٢٠٢٣/٢/٢٧






الاثنين ٧ شعبــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / شبــاط / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة