كذبة العصر كما فندها كولن بأول/ هل يكفي الندم ؟
أحمد
صبري
في الخامس من شباط 2003، وقف
باول أمام مجلس الأمن يشير بأنبوب اختبار صغير يحتوي على مسحوق أبيض، ليؤكد أنه يقدم
أدلة وصفها بـ "الدامغة" آنذاك عن إخفاءالعراق لأسلحة الدمار الشامل، وأنه
يواصل خروقاته المادية لقرار مجلس كما زعم في شادته بعد ان دعت الولايات المتحدة الى
اجتماع لمجلس الامن الدولي على مستوى وزراء الخارجية للدول دائمة العضوية لابراز مالديها
من معلومات مؤكدة على امتلاك العراق اسلحة دمار شامل في اطار سعيها لتبرير استعدادها
لشن العدوان على العراق
وقدم باول عرضا معززا بالصور المجسمة زعم انها للشاحنات قال انها تحمل معامل صغيرة لانتاج الاسلحة
الكيمياوية واماكن تواجدها الى حد التاكيد ان الصور التي عرضها هي مؤكدة متهما السلطات
العراقية بانها تتفادى رصدها من قبل الاقمار الصناعية وفرق التفتيش بحركتها المتواصلة
على مدار الساعة في العاصمة بغداد وجوارها للتمويه والاخفاء على حد قوله
وتدور الايام وتنكشف الحقائق ومزاعم الكذب والتضليل التي ساقتها ادارة
بوش الابن لتبرير عدوانها على العراق لتؤكد ان العراق بعد احتلاله عام 2003 جالت في
مدنه من اقصاه الى اقصاه فرق المفتشين والمخابرات الامريكية التي لم تعثر على تلك الاسلحة
المزعومة التي كانت تبحث عنها وتوهم العالم ان العراق يمتلكها
.فالبرادعي الذي رأس لجنة المفتشين للبحث عن برنامج الاسلحة النووية واحتمالية
احيائه قبل غزو العراق عام 2003 اقر بما لايقبل الشك ان العراق لم يكن يسعى لاعادة
احياء برنامج اسلحته النووية وان قرار الحرب اتخذ من قبل بوش الابن وتوني بلير قبل
بدء عمليات البحث والتفتيش عن الاسلحة العراقية.
وهنا نستذكر أيضا موقف العراق
من اتهامات كولن بأول بدعوة الصحفيين العرب والأجانب/كنت واحدا منهم كمراسل لراديو مونتي كارلو في تلك الفترة / لمشاهدة
جلسة مجلس الامن على الهواء في قاعة كبيرة
في وزارة الاعلام العراقية عبر شاشات كبيرة بحضور مسؤولين عراقيين الذي اكدوا بطلال اتهامات وشهادات بأول
وعدوها محاولة لايهام الراي العام واستحضارا
لشن الحرب على بلادهم