شبكة ذي قار
عـاجـل










في الذكرى الستين لثورة شباط المجيدة / ١٩٦٣، ثورة البعث عروس الثورات

أبو مجاهد السلمي

 

في العام ١٩٦٣ تعانق شباط مع شهر رمضان المبارك ليعلوا صوت الحق ، ففي الثامن من شباط الذي صادف الرابع عشر من رمضان وفي صبيحته كان صوت البعث مدويا في إذاعة بغداد ، وهو يعلن التصدي للنظام الدكتاتوري لعبد الكريم قاسم الذي سرق ثورة ١٤ تموز /١٩٥٨ وتفرد فيها زعيما اوحدا كما كان يطلق عليه ، وفي هذه الثورة تم القضاء على هذا النظام، الذي ارتكب مجازرا بين صفوف الشعب عندما التف حوله ما سموه بالمقاومة الشعبية التي اسسها قاسم  وهي بمثابة ميليشيات للحزب الشيوعي الذي اصطف مع قاسم ومن خلاله أراد أن يكون هو الحزب الحاكم ، أما قاسم فقد ارتكب جريمة بشعة بحق مجموعة الضباط الاحرار الذين كانوا على رأس حركة الضباط الاحرار التي خططت للإطاحة بالنظام الملكي والقضاء على تبعية العراق لبريطانيا التي استعمرته منذ العام ١٩١٧ بعد احتلال بغداد في ١١ / آذار/ ١٩١٧ على يد مود وجنوده ، وكان على رأس القادة المعدومين الشهداء العقيد رفعت الحاج سري والعميد الركن ناظم الطبقجلي والعقيد خليل سلمان

والمقدم الركن علي توفيق والمقدم الركن عزيز احمد شهاب ورفاقهم الآخرين الذين تم اعدامهم على ثلاث وجبات وبنفس العام ، والذين مثلوا التيار القومي العروبي آنذاك ، فثورة البعث في ٨ شباط كانت ردا على الانحراف الذي قاده قاسم  عن خط الثورة الأصيل الذي خططت له القوى الوطنية التي توحدت في جبهة الاتحاد الوطني عام ١٩٥٧ والتي كان حزب البعث طرفا اساسيا فيها ، فلقد احتكر عبد الكريم قاسم السلطة لنفسه وابعدها عن خطها القومي الذي اتفقت عليه أطراف الجبهة ، فما كان من قيادة البعث الا الثورة التي قررت أن تعيد الأمور إلى مكانها الصحيح ، والثورة إلى أهدافها الحقيقية وهو أن يكون العراق القاعدة المحررة للثورة العربية والأرض التي ستشهد تطبيق مبادئ البعث القومية في الوحدة والحرية والاشتراكية ، وكلنا يتذكر مشروع الوحدة الثلاثية واتفاق ١٧ نيسان لقيام الوحدة بين العراق وسوريا ومصر بعد أن فجر الحزب ثورته في سورية في الثامن من آذار/ ١٩٦٣ ، لكن قوى الردة التي قادها عبد السلام عارف الذي  جاءت به الثورة ونصبته رئيسا للجمهورية أطاح بهذه الثورة القومية الاشتراكية الفتية التي كانت امل الشعب العراقي وأبناء الأمة العربية في ان يأخذ العراق دوره القومي ويكون سندا للقوى والحركات القومية في اقطار الأمة جميعا ، لكن البعث لم تثنيه مؤامرات الأعداء من تحقيق أهدافه التي رفعها منذ نيسان عام ١٩٤٧ في مؤتمره التأسيسي الاول ، ففجر ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز الثورة التي غيرت الواقع العراقي من واقع متخلف تسيطر على مقدرات الرجعية وجواسيس الأجنبي وتنهش باقتصاده شركات النفط الاجنبية إلى واقع متطور في كل مناحي الحياة وما أكثر المنجزات التي تحققت على مدى خمسة وثلاثين عاما ، والتي كانت السبب في التآمر على الثورة بتجربتها الوطنية والقومية وعندما فشلت كل الأساليب للنيل من حزب البعث وتجربته الميمونة  في العراق نزل الكبار المجرمين بأنفسهم من أمريكان وبريطانيين وصهاينة وايرانيين لإسقاط النظام الوطني واحتلال العراق ، لكن البعث لم ينثن وواصل نضاله في المقاومة وفي بناء تنظيمه في العراق وفي ساحات الأمة ، وهو اليوم اصلب عودا واعلى منزلة في نظر وضمير أبناء شعبه في العراق وفي اقطار الأمة الذين يخرجون في كل مناسبة للاحتفاء بالقائد الشهيد الرمز صدام حسين وبالمنجزات التي تحققت في عهده  ، وليعلم أعداء العراق واعداء أمتنا العربية ان البعث لن يموت وانه قادم لا محال ليكون طليعة الجماهير العربية في الحكم وفي البناء والتقدم ومواجهة الأعداء، والرحمة والخلود لشهداء البعث ولشهداء الأمة في كل مكان .

 

 






الجمعة ١٢ رجــب ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / شبــاط / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو مجاهد السلمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة