شبكة ذي قار
عـاجـل










المشروع الفارسي الصفوي وجرائمه بماضيه وحاضره - الحلقة الثالثة

زامل عبد

 

فمنذ اليوم الأول لقيام هذه الدولة الصفوية الخبيثة عملت على إضعاف الدولة العثمانية وطعنها من الخلف بنشر الفتن المذهبية في منطقة الأناضول  مما خفف من اندفاع العثمانيين في فتوحاتهم الأوروبية من ذلك  تلك المؤامرة التي أعد لها الشاه إسماعيل وأدت إلى نشوب فتنة استمرت زهاء سنتين (  915 -  917هـ )  قتل فيها الكثير من الجنود والمدنيين من مواطني الدولة العثمانية هذه الفتنة وأمثالها كانت سببا رئيسا من الأسباب التي أدت بالسلطان سليم الأول العثماني ( 918 - 926 هـ / 1512- 1520م ) لسحب جانب كبير من الجيوش العثمانية من الميدان الأوروبي والتوجه لإيران وإلحاق هزيمة قاسية بالشاه إسماعيل في معركة ( جالديران ) عام  ( 920 هـ / 1514 م )  ،  وبدأ البرتغاليون والصفويون بتبادل الرسائل ( الودية ) بينهما منذ اليوم الأول لوصول البرتغاليين للمياه الخليج العربي في سنة 912هـ/ 1507م ، أي بعد سنوات قليلة من تأسيس الدولة الصفوية ، وكانوا قبل ذلك احتلوا جزيرة سوقطرة قبالة اليمن ، لكنهم شعروا بعدم جدوى احتلالها لفقرها من الموارد الطبيعية ، ثم حاولوا احتلال عدن  ،  لكنه لم يستطيعوا ذلك فرأوا أن يتجهوا شطر منافذ الخليج العربي ومنها القطيف وخشي القائد البرتغالي البوكيرك  أن يثير تحركه هذا حفيظة الشاه إسماعيل الصفوي فأراد أن يكسب ودّه ويأمن جانبه وليخيف بهذا التقرب عرب الخليج فأرسل البوكيرك إلى إسماعيل رسالة فيها {{  إني أقدّر لك احترامك للمسيحيين في بلادك ، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند ،  وإذا أردت أن تنقض على بلاد العرب أو أن تهاجم مكة ستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدّة أو في عدن أو في البحرين أو في القطيف أو في البصرة  وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي ، وسأنفذ له كل ما يريد  }} المصدر ( مجلة الراصد العدد 56 في صفر 1429هـ ) وقد عقدت اتفاقية بين الشاه إسماعيل الصفوي والبوكرك الحاكم البرتغالي في الهند نصت على ما يلي {{  تصاحب قوة بحرية برتغالية الصفويين في حملتهم على البحرين والقطيف وتتعاون البرتغال مع الدولة الصفوية في إخماد ثورات بلوجستان ومكران ،  وتتحد الدولتان في مواجهة الدولة العثمانية  ،  وتصرف حكومة إيران النظر عن جزيرة هرمز , وتوافق أن يبقى حاكمها تابعاً للبرتغال }} وللمقارنة بين هذا الموقف الصفوي المخزي ،  وموقف الدولة الجبرية التي كانت تحكم الأجزاء الشرقية للجزيرة العربية ، إذ تصدت هذه الدولة للاستعمار البرتغالي بكل صور البطولة والفداء ، حتى سقط زعيمها السلطان مقرن بن زامل الجبري رحمه الله شهيدا عام 1521م وهو يدافع عن البحرين  ، وأخذ الشاه عباس بإجراء اتصالات مع القوى الأوروبية المعادية للعثمانيين لتشكيل حلف مشترك ، وقدّم عروضا لإسبانيا لتقاسم أراضي الدولة العثمانية !  {{  ولم يكن هذا العرض سوى واحد من عروض كثيرة حملها سفراء إيرانيون كانوا يقطعون المسافة بين أوروبا وإيران جيئة وذهابا. من ذلك إرسال وفد عام 1008هـ (1599م) برئاسة الإنجليزي السير أنطون شيرلي إلى كل من البابا وإنجلترا والبندقية وفرنسا وبولندا ، في الوقت الذي كانت الحرب بين الدولة العثمانية والنمسا مشتعلة الأوار }} يمكن مراجعة  كتاب ( د. محمد عبد اللطيف هريدي ، الحروب العثمانية الفارسية، ص 72 )  هذه هي الصفوية وحقدها وكراهيتها للعروبة والإسلام المحمدي وهنا لابد من الإشارة  الى ان أصبح مصطلح الصفوية متداولا بكثرة مع ازدياد الخطر الإيراني الطائفي في المنطقة العربية عموما  والخليج العربي خصوصا ، هذا الخطر الناتج عن ازدياد النفوذ السياسي الإيراني المصحوب بالمد العَقدي التشيع السياسي الذي يتناقض جملة وتفصيلا مع قيم ومبادئ ال بيت النبوة عليهم السلام  والذي هو من إفرازات ما يسمى بالثورة الإسلامية الإيرانية  وحقيقتها  - الكهنوتية  -  وأصل التسمية تُـنسب الصفوية إلى الدولة الصفوية التي حكمت إيران في الفترة من 907 إلى 1148هـ ( 1501 -  1724 م )  والتي أسسها الشاه إسماعيل الصفوي ولقب ( الصفوي ) نسبة إلى الشيخ صفي الدين الأر دبيلي الذي كان يتزعّم طريقة صوفية باطنية متطرفة تتبنى الكثير من مبادئ التشيع الباطني المغالي  ،  وقد بدأت الصفوية كحركة دينية ذات تطلعات سياسية خفية ، وأخذت توسع من اهتماماتها السياسية شيئا فشيئا ، حتى انتهت إلى إقامة دولة شيعية مترامية الأطراف  ، على أشلاء الملايين من أبناء أهل السنة والجماعة ، الذين كانوا يشكلون الأغلبية الساحقة من سكان إيران وقد قاد عمليات التصفية هذه الشاه إسماعيل وخلفاؤه ، اعتمادا على قوة ( القز لباش ) ، وهم طائفة من التركمان الذين اعتنقوا مبادئ هي مزيج من النصيرية والتصوف الباطني ، ثم تحولوا إلى الاثنا عشرية  ،  انتهت الدولة الصفوية -  سياسيا - على يد الثوار الأفغان عام 1148هـ (  1724  م  )  ما قد يكشف حقيقة اتباع إسماعيل صفوي الذين قاموا بذبح أهالي ايران في المساجد والذين احتار المؤرخون في معرفة اصولهم وتفسير قيامهم بذبح إخوانهم من اهل السنة ولكن الوسائل التي اتبعوها في القتل هي نفس الوسائل التي اتبعها البرتغاليون والاسبان في قتل مسلمي اسبانيا في محاكم التفتيش واذا ما علمنا ان الدولة الصفوية نشأت بعد سقوط الاندلس بتسع سنوات وان البرتغاليين الذين كانوا يحتلون البلدان المجاورة لإيران اثناء نشوء دولة الصفويين وكانوا يمدونهم  بالقوات العسكرية والأسلحة والمهندسين كما ذكر ذلك د . علي الوردي و كما تفضح ذلك رسائل نائب ملك البرتغال لإسماعيل الصفوي ( المنشورة في أرشيف المتحف البرتغالي ) والتي يدعوه فيها الى احتلال بغداد و دمشق وانه اذا أراد احتلال مكة فان الاسطول البرتغالي تحت تصرفه  المطلوب من الاخوة المهتمين بالتأريخ إعطاء هذا الموضوع أهمية قصوى لان معرفتها مهمة في كشف خبايا الصفويين فكيف يعقل ان يقوم إسماعيل الصفوي وهو طفل عمره 13 سنة بتأسيس دولة لم يكن لها وجود ولم يكن هو نفسه سوى حفيد لاحد شيوخ الطرق الصوفية مات ابوه وهو ابن عام واحد. ومن اين جاء بالاتباع الذين قاموا بذبح اهل السنة  وكيف استطاع اكراه أهالي ايران على اعتناق التشيع الصفوي  وكان معظمهم من  اهل السنة والجماعة ( اكثر من ثمانين بالمائة ) بحيث قتل خلال سنه واحدة اكثر من مليون مسلم إيراني رفضوا سب ابي بكر وعمر كما يذكر ذلك الدكتور علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعيه  ،  ان هذا العدد المخيف من القتلى اذا ما قورن بأعداد أهالي ايران في ذلك الوقت ليعكس مدى العنف والإرهاب الذي مورس ضدهم  ،  وقد ذكر الدكتور علي الوردي الكثير من الأدلة على ان الدول الصليبية كانت تسند الصفويين إضافة الى الاسناد العسكري بوسائل الاسناد الثقافي التي تسهل قيام الصفويين بتحريف منهج اهل البيت  لاسيما ارسال اعداد كبيره من المطابع الى الصفويين ، وقال تعليقا على كتب المجلسي وما احتوته من غث وسمين بحسب رأيه  ان المجلسي كان يحتاج الى ثلاثة اضعاف عمره حتى ينجزها واستنتج ان هناك من كان يؤلف تلك الكتب ويضع اسم المجلسي عليها وأضاف ان تلك الكتب هي المسؤولة عن انتشار الفكر المنحرف بين الشيعة  وذكر الدكتور موسى الموسوي في كتابه  ( ياشيعة العالم استيقظوا ) ان جده المرجع السيد أبو الحسن رفض إعطاء فتوى بطبع وتوزيع  كتب المجلسي  (بحار الانوار)  فتمت طباعتها في احدى الدول الصليبية

 

يتبع بالحلقة الاخيرة

 






الجمعة ١٢ رجــب ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / شبــاط / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة