شبكة ذي قار
عـاجـل










المشروع الفارسي الصفوي وجرائمه بماضيه وحاضره - الحلقة الأولى

زامل عبد

 

 أشرت بالحلقة الاخيرة - الشعوبية هدفها تفتيت المجتمع العربي وقتل الإسلام المحمدي  -  الى قول احد دهاقنة الفرس المجوس على اثر سقوط الإمبراطورية الفارسية على يد المسلمين العرب بمعركة فتح الفتوح – نهاوند -  (( نرفض في الظاهر ما بيننا من العداوة ونظهر موافقتهم ومساعدتهم وندخل في دين محمد ونؤمن به ، ثم نفسد عليهم دينهم بلطيف الحيل وندرك منهم ما لم يمكن إدراكه بالقهر والغلبة  )) وهذا بعينه مشروع الفرس المجوس ما بعد انهيار إمبراطوريتهم على يد العرب المسلمين ولليوم من خلال ما يقوم به نظام الملالي في الوطن العربي وخاصة في العراق وسوريا واليمن ولبنان وبشكل واخر في دول عربية أخرى وبلاد المسلمين  تحت عنوان تصدير الثورة الإسلامية لنصرت ألمستضعفين ومحاربة الاستكبار العالمي بشيطانه الأكبر وكما يدعون كذبا ودجلا وتضليلا أمريكا ، وعند مراجعة التاريخ نجد لم تمر على الإنسانية حقبة تاريخية تمكن فيها الظالمون بباطلهم أشد من الزمن الرديء الذي نحن فيه والعالم أصبح غابةً متخمةً بالضواري التي لا ترويها أنهار الدم النازف هنا وهناك من المعمورة  ،  إنه عالم تتسلط على رقابه حفنة من الموتورين المدعين الدين ونصرت المستضعفين ولم تجد مجالاً لاستخدام ما تمتلكه إلا في التدمير والتخريب وإشاعة الظلم والقهر والفوضى ، فجعلت من جبروت القوة وسيلةً للابتزاز والإذلال وارتكاب الانتهاكات والجرائم بحق الإنسانية أولا والشعوب التي تمكنت منها بفعل ذيولها المليشياوية وأصبحت القوة هي الأمر الوحيد الذي يحتكم المدعي بانه ولي امر المسلمين خامنئي  اليه ، فضاعت القيم الإنسانية وضاعت الأخلاق السوية التي من المفترض أن تتحكم بالنفس البشرية لتتصدى للمهمة الأساس التي أوكلها الله عز وجل وهي ((  عمارة الأرض   ،  وإحقاق الحق  ،  وإزهاق الباطل  ،  ونشر العدل والقسط بين الناس  ))  بقوله تعالى  * هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ  *  ( سورة هود : الآية 61  ) عقيدة القوة الطاغية الباغية ، اعتنقتها حفنة من المهووسين  بعد أن شعروا أنهم امتلكوا عواملها ومفاتيحها ،  فاجتمع شر النفس البشرية وتجردها من كل خُلُق إنساني سوي  مع القوة المادية  فكانت النتيجة { بطشاً وظلماً وجبروتاً وطغياناً وتدميراً واستعباداً ونزفاً للدم في كل مكان  } وكان في المحصلة النهائية الانقلاب المريع في المفاهيم الإنسانية وأسس التعامل بين البشر التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف والسنة النبوية الشريفة ، فأصبح الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف هو أصل العلاقات بين الشعوب والأمم تلك العلاقات التي نسجت خيوطها حفنةُ الطغاة من الملالي والقابعين في البيت الأبيض الأميركي وان تظاهرا بانهم بصراع ، ولم تعد خافيةً على عاقل  وصاحب البصيرة تلكم الأصابع الخفيّة التي تُحرك حفنةَ الطغاة وأولئك الأصابع نصارى يهود التي التقت مصالحهم مع مصالح المصابين بجنون التطرف والتسلط والعظمة والحقد والكراهية للعروبة والإسلام المحمدي فكانت الحرب المستمرة الضارية موجهَةً توجيهاً دقيقاً نحو الإسلام  دِيناً وعقيدةً ومنهج حياة ونحو العالمين العربي والإسلامي ، مهداً وأرضاً للإسلام ونحو المسلمين إنساناً وأداةً لمقاومة الظلم والعبودية لغير الله عزّ وجلّ  ، والتي استطاعت تزييف الحقائق على مدى قرنٍ كامل ، فسقطت – مثلاً -  مزاعم تحقيق الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية واحترام استقلال الدول وما يسمى بالشرعية الدولية كما حصل في غزو واحتلال العراق عام 2003 ، ومقابله أفغانستان ولاحقا العمليات العسكرية في ليبيا  ،  وظهر أولئك الطغاة على حقيقتهم تماماً من خلال تحالفهم مع نصارى يهود بعدوانهم ومن ثم التمكن من العراق جمجمة العرب والبوابة الشرقية للوطن العربي  ، وتبيّن أنهم ليسوا سوى حفنة من السفاحين الساديين  الساعين إلى ابتزاز الشعوب المستضعفة واحتلال أوطانها واستغلالها وإذلالها وقهرها والاستبداد ونهب ثرواتها وانتهاك حرماتها وسيادتها وما يحصل اليوم في العراق من ارتفاع سعر الدولار الغير طبيعي والذي يهدد مصير العملة الوطنية الدينار ما هو الا نتاج تلك المفاسد التي ينفذها الملالي وذيولهم من الأحزاب والتيارات والحركات المتأسلمة المتفرسة للنخاع ، وظهرت استراتيجية هؤلاء جليّةً تجاه شعوبنا وأوطاننا التفتيت أولاً ، لخدمة المخطّطات القائمة على السيطرة والاحتلال ، وعلى مَنْعِ أي حالة نهوضٍ حقيقيةٍ لأمّة العرب والإسلام  وكان لابدّ من أداة فعالة تحقّق لهم ذلك  ، وضمن هذا الواقع المشحون المريب الذي صنعه وما يزال يصنعه طغاة أمريكا بإدارتيها والصفويين الجدد للهيمنة

 

يتبع بالحلقة الثانية

 






الثلاثاء ٩ رجــب ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / كانون الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة