شبكة ذي قار
عـاجـل










حقيقة الديمقراطية الأمريكية في العراق - أزمة طائفية عرقية وإرث من الإقصاء   - الحلقة الاخيرة

زامل عبد

 

هناك أمر لابد من الإشارة إليه لم يكن المالكي خلال ولايتيه مستعداً لدمج المقاتلين السُنَّة السابقين الذين انضموا إلى جماعات الصحوة في الأجهزة الأمنية  وقد فعل ذلك أحياناً بسبب الضغوط الأميركية ، أصبحت هيمنة الشيعة بين صفوف جنود وضباط قوات الأمن العراقية أكثر وضوحا وخاصة في المفاصل الأساسية ومن ضباط الدمج  الذين منحوا رتباً تؤهلهم لاستلام مناصبهم وعلى الرغم من أن هناك قادة وضباطاً وجنوداً من السُنَّة فإن سلوك بعض أفراد قوات الأمن العراقية يتميّز بالتحيّز الطائفي  ويشارك بعض الجنود علناً في الاحتفالات والطقوس الشيعية وهم يرتدون الزي العسكري أو أثناء حملهم الرايات والشعارات الشيعية على سياراتهم في المناطق ذات الأغلبية السُنّية كأسلوب اثارة وتحدي ، وهو ما يمكن أن يعتبر استفزازاً  فقد تم استعداء بعض الشرائح السُنّية بسبب التجاوزات المنسوبة إلى وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب مسؤولة مباشرة أمام رئيس الوزراء وينظر معظم العرب السُنَّة إلى الجيش العراقي بوصفه جيشاً شيعياً بسبب تلك السلوكيات والتصرفات  ومن هنا تأتي مطالبهم بنقل الصلاحيات الأمنية في المناطق السُنّية إلى الشرطة المحلية ، التي لا تثق بها الحكومة العراقية  ويعتقد مسؤولون أمنيون أن الجماعات المتمرّدة اخترقت الشرطة المحلية في المناطق السُنّية إلى حدّ كبير  ،  تبدو السمات الشيعية حاضرة على نحو متزايد في مؤسّسات الدولة الأخرى ، بما في ذلك وسائل الإعلام الرسمية مثل قناة العراقية التلفزيونية ، والتي تُتَّهم بأنها أداة تسيطر عليها الحكومة وأنها فشلت في تمثيل هوية عراقية جامعة  والمشهد الإعلامي عموماً مستقطب على أساس طائفي  وبسبب زيادة مواردها المالية ، أطلقت معظم الأحزاب السياسية الرئيسة قنوات تلفزيونية فضائية ، تمثّل وسائل الإعلام الأكثر شعبية في العراق  وغالباً ما تنتشر هذه القنوات رسائل تعكس التحيّز الطائفي لمموّليها  كما تم استنساخ النعرات الطائفية والقوالب النمطية من خلال وسائل إعلامية غير عراقية ، وخاصة القنوات الناطقة بالعربية والتي تموّل معظمها أو ترعاها ايران أو نخب سياسية مؤثرّة ، وقدمت بعض وسائل الإعلام الدينية رسائل طائفية صريحة وأصبحت أدوات تستخدمها الجماعات الطائفية المتطرّفة لحشد أتباعها  كما أصبحت الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتوتير ويوتيوب أدوات هامة للمتطرّفين الطائفيين لإيصال الرسائل التي لا تجد لها مكاناً في وسائل الإعلام الرئيسة  ، وقد اتّسعت الفجوة الطائفية بسبب الاستخدام المفرط لسياسات الهوية وغياب التواصل بين الطوائف عبّر عدد قليل من المبادرات المدنية عن هذا النوع من التضامن بين الطوائف القادر على إضعاف الشكوك المتبادلة ، كان أحدث مثال على ذلك هو الترحيب الحار الذي أظهره السكان الشيعة في كربلاء للاجئين السُنَّة الذين فرّوا من الأنبار نتيجة العمليات العسكرية التي بدأتها قوات الأمن  ومع ذلك  لم تكن هذه المبادرات في بعض الأحيان فعّالة على نحو يكفي لخلق التوافق الاجتماعي الذي يمنع التجاوزات وأعمال العنف التي يقوم بها المتشدّدون أو قوات الأمن  إذ لايزال إهمال معاناة الآخر يعيق مثل هذا التوافق أثّر التنافس الخارجي وتصاعد النزعة الطائفية في منطقة الشرق الأوسط أيضاً على العلاقات بين السُنَّة والشيعة في العراق ومع تعزّز الأواصر الطائفية عبر الحدود الوطنية ، أصبح تكوين هوية عراقية موحِّدة أمراً أكثر صعوبة  فقد أصبحت إيران لاعباً إقليمياً رئيساً في السياسة العراقية ، نظراً إلى علاقاتها المعقّدة مع القوى الولائية ودعمها للحكومة التي يهيمن عليها حزب الدعوة او الاطار التنسيقي وما سبقه من تحالفات  كالتحالف الوطني.

 

مهما فعل الطائفيون وادعوا إيمانهم بالديمقراطية  تبقى الساحة العراقية شاهد إدانة لهم ولأفعالهم التي يراد منها تمزيق النسيج المجتمعي العراقي والهوية الوطنية للعراقيين.






الجمعة ٢٨ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة