شبكة ذي قار
عـاجـل










قراءة في بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

الصادر في 26 تشرين الثاني 2022  - 

 الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

بالرغم من اشتداد التآمر الامبريا صهيوني صفوي وانبطاح أغلب النظام العربي أمام إرادة قوى الاستكبار والإرهاب الدولي الذي تتزعمه أمريكا،  فإن الجماهير العربية كانت وما تزال هي الأقوى والمبادرة باستمرار في مختلف الساحات بحراك شعبي قل نظيره إن كان في العراق  وسوريا ولبنان وتونس والجزائر والسودان وقد قدمت قرابين الحرية والديمقراطية شباب مؤمن بقدر الأمة وحتمية الانتصار والتحرر من القيود التي أريد لها أن تكبل الإرادة الحرة الكريمة قبل الأيادي، فكان للعراق الحصة الكبرى بأكثر من 800 شهيد في ساحات التظاهر والاعتصام في بغداد المحافظات الأخرى وأثبت شباب ثورة تشرين عنفوانهم  وقدرتهم على  التشخيص الواعي لكل الانتهازيين والطارئين الذين استغلوا عنوان الثورة ليحققوا أهدافهم الغير مشروعة وقد ركزت القيادة القومية ببيانها في 26 تشرين الثاني 2022  على ذلك حيث ورد الآتي  {{ إن القيادة القومية للحزب التي رأت في الحراك الشعبي المنطلق في أكثر من ساحة، دليلاً على حيوية الجماهير العربية وعلى قوة نبض الشارع المنتفض على وقع هتاف "الشعب يريد اسقاط النظام" تؤكد أن هذا الحراك وإن تعرض للاختراق في بعض الساحات من قبل القوى المعادية لتطلعات الجماهير وحقها في التغيير، فهو يبقى معبراً أصيلاً عن إرادة التغيير لدى الأمة بوسائل التعبيرات الديموقراطية ولا تستبطن نظرية المؤامرة كما يروج لها بعض الأصوات الإعلامية بهدف شيطنة الحراك وتبرير الانقضاض عليه والقيادة القومية إذ تشدد على أهمية هذه الظاهرة الشعبية التي يختلج بها الشارع العربي في العديد من الأقطار، ترى أن إعادة الاعتبار للقضية الديموقراطية في مسيرة النضال الوطني العربي، هي السبيل الذي يمكن الجماهير من الإمساك بناصية قرارها بعيداً عن القولبة السلطوية التي عطلت دور الجماهير وأفقدت الأمة أحد مصادر قوتها في سعيها لتحقيق أهدافها في التقدم والتحرر القومي والاجتماعي. فكما الديموقراطية هي أساس في تفعيل الحياة السياسية عبر اطلاق الطاقات الجماهيرية وإقامة النظم التي تحكمها قواعد تداول السلطة والتعددية السياسية  بالاستناد إلى ما تفرزه الإرادة الشعبية، فإنها ضرورية لمحاكاة مشاريع التنمية المستدامة ببعدها القومي الشامل  التي تؤسس لاقتصاد قومي تحكمه قواعد التفاعل والتكامل في استثمار الموارد الطبيعية والبشرية ، وبما يوفر فرص عمل ويحد من هجرة الكفاءات ويفتح الأسواق العربية أمام الإنتاج القومي الذي يتطلب إقامة شبكة مواصلات وبنى تحتية تربط الأمصار العربية بعضها بالبعض الآخر وبما يساعد ويرفع من مستوى التحفيز للاستثمار ضمن الشروط التفضيلية للرأسمال الوطني بطرفيه الخاص والعام  ، فلتعد القضية الديموقراطية لتحتل موقعها المتقدم في مسيرة النضال الوطني جنباً إلى جنب مع قضايا الوحدة والحرية وإنهاء كل أشكال الاستلاب القومي والاجتماعي }}.

 فالشعب بكل قواه وخاصة المؤمنة بوجوب التغيير نحو المنهج الديمقراطي التحرري الذي يعيد الحياة لكل مناحي الحياة، ويمكن الامه من النهوض بمسؤولياتها الانسانية هو القوة الأساسية في حركة الحرية والاستقلال والسيادة الغير منقوصة  ، وهنا اشارة القيادة ببيانها إلى الدور الرسالي الذي نهض به مناضلي البعث الخالد في العراق {{ تكبر في رفاقنا في العراق دورهم في تثوير الحالة الشعبية والتي كانت انتفاضة تشرين واحدة من تعبيراتها، تقدر عالياً المدى الذي وصلته الانتفاضة الشعبية في السودان بعدما استطاعت أن تفرض إيقاعها على إدارة الحياة السياسية وتحاصر من خلال مواقفها وحراك الشارع، محاولات "المكون العسكري" الذي نفذ انقلاب  الارتداد عن كل ما تم الاتفاق عليه في الوثيقة الدستورية لإدارة المرحلة الانتقالية  بإنجاز عملية  التحول الديموقراطي وإقامة الدولة المدنية التي تصون الحريات العامة وتطلق عملية تنموية تلبي الحاجة الشعبية في بناء اقتصاد وطني غير مرتهن للصناديق الدولية ولاتجاهات قوى التطبيع مع العدو الصهيوني.

فتحية لهذا الحراك الشعبي الذي حافظ على سلميتها، وتحية للجان المقاومة والقوى السياسية والنقابية والديموقراطية ولحزبنا المناضل ودوره المتميز في العمل من أجل وحدة قوى الثورة وفي التصدي لنظام البشير ومحاولات إعادة إنتاج نفسه بأدوات وشخوص جديدة تصدى لها الشعب بقوةٍ، بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر من العام ٢٠٢١، إن القيادة القومية للحزب وهي توجه التحية للرفاق في السودان قيادة وكوادر ومناضلين، تشد على أيديهم وهم يواجهون سلطة القمع دون أن ترهبهم أو تفت من عضدهم إجراءات الاعتقال والتعسف، التي طالت مناضلين من الحزب وقوى الحرية والتغيير وعلى رأسهم الرفيق المناضل المحامي وجدي صالح، عضو القيادة القطرية للحزب وعضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وعضو لجنة إزالة نظام التمكين  ، إن القيادة القومية للحزب في الوقت الذي تفخر فيه بالدور النضالي الذي يؤديه الرفاق في السودان وحضور الحزب في المشهد السياسي، تنوه بدور المنظمات الحزبية في ساحات النضال القومي، من فلسطين إلى لبنان والأردن وسوريا والبحرين واليمن والأحواز وكل ساحات المغرب العربي وساحات الاغتراب من أجل دفع مسيرة النضال العربي خطوات إلى الأمام على طريق أهداف الأمة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية  }} فالتصدي لكل أشكال التآمر والعدوان من صميم المسؤولية الوطنية القومية للمواطن العربي  وأبناء الأقليات المتأخية على ارض الوطن والتي تحمل ذات الهموم والامنيات بالحياة الحرة الكريمة وبهذا ستتحقق الغاية الفعلية من الحراك الشعبي تصديا لكل ما يخل بالأمن الوطني القومي، ولا يعطي الفرصة لقوى العدوان من قوى اجنبية او الرتل الخامس والمتواطئين إن كانوا شعوبيين او ولائيين باعوا قيم الرجولة لخدمة العدو التقليدي للامة وهؤلاء هم الأكثر خطرا على الامن القومي

 

عاشت الأمة العربية عزيزة مقتدرة بإرادة أبنائها ورجالها الأشداء الأصلاء.

 

 

 






الاثنين ١٨ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة