شبكة ذي قار
عـاجـل










قراءة في بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

الصادر في 26 تشرين الثاني 2022 – الحلقة الرابعة

 

زامل عبد

 

كما أن الأحداث التي تشهدها الساحة العربية  تؤكد التنمر الصفوي الجديد والتركي والامعان في تدخلهما بالشأن العربي بالمباشر كاحتلال أو فرض الإرادة السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال إشاعة مناهجهما التي يعتقدونها ووفق فكرهم الديني المسيس والذي لا ينبع من جوهر الدين الإسلامي المحمدي، وهذا موثق بما يحصل في سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان المختطف من قبل حزب الله اللبناني والذي شلت فيه الحياة بكل مناحيها وقد وثقت ذلك القيادة القومية ببيانها المؤرخ في 26 تشرين الثاني 2022  بالآتي {{ إن القيادة القومية للحزب التي تدرك حجم المخاطر التي يمثلها التنمر الذي يمارسه النظامين الإيراني والتركي على العرب كمكون قومي ، من خلال تقديم نفسهما مرجعان لمشروع نظام الحاكمية وولاية الفقيه ، وكلاهما ينطويان على تهديد لهوية الأمة القومية ولوحدة نسيجها المجتمعي ، تعيد التأكيد بأن التناقض العدائي الذي يحكم علاقة هذين النظامين مع الأمة العربية إنما يتغذى من المدى الذي بلغه المشروع الصهيوني الذي تحكمه قاعدة التناقض الوجودي مع المشروع القومي، ولهذا فإن الأخطار ذات الطابع الشمولي التي تهدد الأمة بوجودها ودورها ورسالتها التاريخية، لا تستقيم مواجهتها إلا إذا أتت في سياق المشروع الوحدوي الذي تنصهر فيه إمكانات الأمة على الصعد السياسية والاقتصادية والتعبوي والتنموية، والعودة للجماهير في نضالها لإنجاز تحررها القومي والاجتماعي، فالجماهير هي صاحبة المصلحة في التغيير، وهي المادة الأساسية لفعل التحرير، وهذا ما وعاه الحزب في وقت مبكر من انطلاقته، بتأكيده بأن الحزب يقف دائماً على الضفة التي تقف عليها الجماهير، وإن الكفاح الشعبي المسلح هو الطريق القويم لتحرير الأرض والإنسان من الاحتلال الأجنبي.  ولهذا، فإن حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، يجدد الدعوى لقوى الثورة العربية وتلك التي تناضل من أجل التغيير والتحرير، لمسارعة الخطى من أجل قيام الجبهة القومية الشعبية العربية، لتشكيل الإطار القومي لتوحيد الجهد العربي، وتوفير رافعة قومية لدعم النضال الوطني التحرري بمضامينه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأبعاده القومية، ورفع مصدٍ شعبي في مواجهة مسار التطبيع مع العدو الصهيوني ومواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي من داخل الوطن العربي ومداخله.  وإذا كانت الأمة العربية تعيش تحت وطأة احتلال متعدد الأشكال، فإن أخطر تجسيداته هو ذاك الذي يمثله الاحتلال الصهيوني لفلسطين، يليه الاحتلال الإيراني للأحواز ، وما اقتطع من الجغرافيا العربية وألحق بدول الجوار الجغرافي إقليمية كانت أم دولية  ، من هنا  فإن القيادة القومية التي تدعو إلى مواجهة كل عدوان أو تدخل خارجي تتعرض له الأمة العربية ، بموقف موحد ، ترى أن الترجمة العملية لهذا الموقف إنما تكون بتوفير الدعم والاحتضان لقوى التحرير ضد الاحتلال وقوى التغيير ضد نظم الاستبداد والاستغلال والتخلف والرجعية إن هذا يتطلب ، دعماً قومياً على كافة الصعد والمستويات لقوى المشروع المقاوم للاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة ولقوى المشروع الوطني المقاوم للاحتلال الأميركي الإيراني للعراق ، وتوفير الدعم والاسناد السياسي والمادي لثورة الشعب العربي في الأحواز، ووقف خطوات التطبيع مع العدو الصهيوني وعدم المراهنة على اعتدال أو تطرف في تركيب السلطة في الكيان الصهيوني وعليه فإن أي عمل عربي لا يرتقي في اجراءاته العملية إلى مستوى ما هو مطلوب من دعم سياسي ومادي لقوى الثورة العربية يبقى كلاماً مفرغاً من أية مضامين عملية  وهذا ما ينطبق على مقررات القمة العربية الأخيرة ، التي لم تلامس حقيقة ما يتهدد الأمة من مخاطر ، واقتصرت على التمنيات المجردة من أية التزامات جدية وفعلية لمواجهة هذه التهديدات وخاصة في فلسطين والعراق  }} العدوان الصفوي الجديد والتركي ضد الأمة العربية ما كان ليحصل ويتمادى لولا الانكشاف للساحة العربية والذي بلغ ذروته بعد العدوان الامبريا صهيوني ومن تحالف معه من عرب الجنسية  والملالي على العراق واحتلاله منذ ما يقارب العشرين سنة  لتدمر الدولة العراقية دستوريا وبنيويا  ليحل محلهما دستور كتب من قبل الصهاينة وحلفائهم ليكون لغما متفجرا باستمرار لإنهاء الدولة كمؤسسات وجعلها خاوية لأنها بنية على مفهوم المكونات والطائفة والتطرف القومي الذي لا يمت للمواطنة باي شكل من الاشكال  وقد اشارة القيادة ببيانها أعلاه إلى الحل الذي يخلص الوطن العربي والأمة من الظرف والحال التي اريد ان يكون  {{  ولهذا فإن الرد على هذا الاطباق العدواني من قبل قوى إقليمية ودولية على الأمة  ،  لا يكون إلا بإسقاط النتائج التي ترتبت على اسقاط واحتواء دول الارتكاز العربي التي تمثلها مواقع مصر والعراق وسوريا  ، وهذا ما يتطلب تحرير مصر من قيود اتفاقيات كامب دافيد وتحرير العراق من الاحتلال الأميركي  -  الإيراني المزدوج واسقاط العملية السياسية بكل شخوصها ، واستعادة سوريا لدورها في قلب المشروع القومي  ،  بعدما ذهب النظام الحاكم فيها ، بعيداً  في رهن هذا القطر العربي الأصيل في عروبته ، لمصلحة المشروع الشعوبي الفارسي المحمول على رافعة التحالف الصهيو –  أميركي  }}

 

يتبع بالحلقة الأخيرة






الاحد ١٧ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة