شبكة ذي قار
عـاجـل










العلاقة بين

البريطاني بازوفت والعراقي أحمد الجلبي والمصري علاء عبد الفتاح

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق

 

الجاسوسية والتجسس قصة معروفة ربما منذ أن بدأت الخليقة وتطورت واتسعت وتشابكت وتعقدت مع حاجات مشروعة وأخرى غير مشروعة وعدوانية مع تطور الدول الحديثة وتصاعدت الحاجات للعمل المخابراتي والاستخباري الذي يوصف بوصفين متناقضين تماماً، هما خدمة الدولة والتآمر على الدولة، طبقاً للأطراف المتعاملة مع هذه المهنة الخطرة المحفوفة بالتوصيفات المتقابلة على ضفاف متباعدة.

للجاسوسية سياسات وتقنيات، ولها أدبها وإعلامها وكتابها، ولها برامج وأفلام وتمثيليات يصعب حصرها، غير أن القول بأنها ظاهرة عالمية هو قول حق تماماً، وقد تكون عالميتها أوسع من العولمة ذاتها وأوسع من تعدد هويات شركات الإنتاج المشترك وغيرها.

والمفارقة الأخطر في موضوع التجسس هو إن بلد الجاسوس يراه بطلاً وطنياً أو قومياً في حين تعتبره البلدان المتضررة من فعله على أنه مجرم بكل المقاييس.

تتجسس روسيا على بريطانيا وعلى أمريكا، وعندها محطات مخابرات في كل العالم، وبالمقابل فإن بريطانيا وأمريكا على سبيل المثال لا الحصر تتجسس على روسيا وعلى الصومال في آن معاً مع اختلاف الأهداف والأغراض.

من أبرز محطات التجسس الخياني هو ما مارسته (المعارضة العراقية) ضد العراق، وليس فقط ضد نظام وطني كان يشتغل بجد واجتهاد لرخاء العراق ورفعة شعبه.

ونقول الأبرز لأن جاسوسية هؤلاء الذين يسمون أنفسهم معارضة تعدت التعدد الفردي أو المكتبي لتشمل أحزاباً وقوى وحركات اشتغلت ضد العراق لصالح إيران ولصالح الكيان الصهيوني ولصالح الغرب الامبريالي، فضلاً عن تورطها في خدمة الرجعية العربية والأنظمة القطرية المعادية لوحدة الأمة وتطورها الجمعي المشروع.

ما دفعنا لكتابة هذه السطور هو ما يثار الآن من لغط وغوغاء إعلامية ضد جاسوس بريطاني الجنسية مصري الأصل اسمه علاء عبد الفتاح، والذي وصلت المطالبات بإطلاق سراحه من محكومية أوقعها بحقه القضاء المصري لتجسسه على بلده وتورطه بأعمال تخريب وإدارة عمليات إرهابية.

وقد تبنى رئيس وزراء بريطانيا الذي حضر جانباً من جلسات مؤتمر المناخ العالمي المنعقد في شرم الشيخ المصرية هذه الأيام المطالبة وفقاً لما تسرب من أخبار بنفسه قبل مغادرته المفاجئة للمؤتمر وفي ظروف يلفها الغموض وتغرقها التساؤلات. وتولت بريطانيا طرح الموضوع على الأمم المتحدة فردت مصر رداً حاسماً.

وما دفعنا للكتابة هو أن موضوع علاء عبد الفتاح يشابه في كثير من وجوهه موضوع الجاسوس البريطاني الإيراني الأصل بازوفت الذي أقامت بريطانيا الدنيا ولم تقعدها لإطلاق سراحه من بغداد قبل أن تعيده بغداد السيادة والكرامة والقانون إلى لندن جثة هامدة.

ويبدو أن بازوفت مات جسداً غير أنه ورَّث أشباهاً له في الأغراض الإجرامية ووسع دائرة التجسس الإجرامي البريطاني الأمريكي الإيراني ضد العراق فنمت كروش عفنة كمثل أحمد الجلبي وحزبه، ومحمد باقر الحكيم وحزبه، ونوري المالكي وحزبه، وغير هؤلاء كثيرون ممن ركبوا عربات الخيانة فأوصلتهم إلى كراسي السلطة، ولكن في عراق ينخره الفساد والإجرام لأن الجواسيس لا يصنعون دولة ولا نظام.

نثق أن مصر لن تستسلم ولن تسلم جاسوس خان جيش بلاده وتآمر على أمنها، ولكن الأهم هو أن تنتبه مصر إلى ما جرى للعراق بعد بازوفت والجلبي والحكيم والمالكي وسواهم من ضباع الخيانة وأن تمتلك كل مقابض حماية شعب مصر وسيادة مصر.




الاربعاء ٢٢ ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تشرين الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة