شبكة ذي قار
عـاجـل










تشرين تنتصر بصمود ثوارها

خنساء الفارس

 

الثورات الشعبية تنتصر بإرادة وعزيمة الشعوب الثائرة على الظلم والطغيان، ثورة تشرين الشعبية السلمية التحررية انتصرت من خلال عزيمة وصمود ثوارها الأحرار الغيارى ووقفتهم الوطنية المشرفة ضد الظلم والطغيان والتعسف والفساد والفاسدين، وتحديهم لجلاوزة السلطة العميلة وأحزابها اللقيطة وبرلمانها الكسيح.

لقد أثبت الثوار للعالم أجمع أنهم أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة، وأنهم خرجوا ثائرين منتفضين لإعادة السيادة والكرامة لوطنهم التي سلبها أعداء الحق والإنسانية، وأن ثورتهم هي ثورة عراقية وولاءهم للعراق فقط.  

إن دماء الشهداء الأبرار وتضحيات الأبطال المرابطين في ساحات العز والشرف والكرامة وآلام ومعاناة الشعب الجريح هي من أهم العوامل الرئيسة والأساسية لانتصار الثورة وتحقيق أهدافها المنشودة، وستنتصر الثورة السلمية مهما طال الزمن بقوة وثبات إرادة الثوار وعزيمتهم التي لا تلين وصمودهم الأسطوري، وسيجر المحتل والعميل والخائن أذيال الخيبة والهزيمة بعون الله تعالى ثم بهمة أبناء العراق الأباة الغيارى.

لقد كان هناك تحول كبير في تاريخ العراق بعد أن تعرض للغزو والاحتلال الأمريكي والفارسي والذي هو الأخطر، لأنه يسعى إلى محو تاريخه وتفريسه وطمس هويته العربية وإبعاده عن الصف العربي، ففرضت عادات وتقاليد مصطنعة لغرض تقسيمه وتفتيت لحمة أبناء شعبه، وهذا ما يطمحون إليه، وما تصبوا إليه الامبريالية العالمية والصهيونية، والسبب الرئيس هو حماية الكيان الصهيوني الغاصب، لأن العراق بقيادته الوطنية كان يشكل خطراً كبيراً على وجود هذا الكيان.

بعد غزو العراق واحتلاله سخرت إيران كل قواها وإمكانياتها للتوغل في العراق ومنه إلى المنطقة العربية لتنفيذ مخططها العدواني الشرير، وهو تقسيم العراق وتفكيك مجتمعه عبر الفوضى الخلاقة التي أوجدتها بمساعدة ومساندة عملائها في الحكومة الحالية والأحزاب، وخاصة الأحزاب المغطاة بالدين ، التي عملت على إشاعة الفتنة والطائفية والعنصرية والاقتتال الداخلي، وكل هذا من أجل إعادة امبراطورية فارس التي وُئِدت في أرض العراق ...

ورغم كل ما عاناه العراق وشعبه من تعسف وظلم ودمار غير مسبوق له خلال السنوات التي تلت الاحتلال فقد خرج أبناؤه الغيارى ثائرون منتفضون في وجه الظلم والطغيان والفساد، تحت شعار "نريد وطن"، فنهض العراق بشعبه الأبي المتمسك بعراقيته وعروبته، والذي رفض كل أشكال الاحتلال رفضاً قاطعاً، خرجوا من أجل عراق حر مستقل آمن ذي سيادة، يعيش شعبه بسلام تحت خيمة الوطن الواحد.

إن أهم إنجاز حققه الثوار هو هدم جدار الطائفية والعنصرية الذي سعى المحتل وعملاؤه وأذنابه إلى تشييده، وبنوا جدار اللحمة الوطنية والتماسك، فشعارهم "نريد وطن" هو تعبير واضح عن توجههم لتحرير العراق من الثلة الحاكمة الضالة واستعادة سيادته وكرامته وحريته، وهذا هو الهدف الأسمى.

إن ثورة تشرين ستنتصر عاجلاً أم آجلاً، وستتوج بالنصر المبين بصمود وعزيمة أبطالها الثوار الأحرار، وسيعود العراق لأهله وستنجلي عنه الغمة بعون الله تعالى وهمة أبنائه الغيارى المخلصين، والنصر حليف المؤمنين.






الجمعة ١٧ ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خنساء الفارس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة