شبكة ذي قار
عـاجـل










عزة إبراهيم: قائد البعث والعراق المقاوم ضرورة تاريخية

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق

 

ونحن نحتفي بالذكرى الثانية لمضي القائد التاريخي عزة إبراهيم إلى بارئه، يطرح ضمير البعثيين خاصة والعرب عامة تساؤلاً جوهرياً هو: هل كان لرجل غير عزة إبراهيم أن ينجز ما أنجزه عزة إبراهيم في قيادته للحزب وللمقاومة الوطنية العراقية؟

الجواب قطعاً لن يكون أحد غيره، لماذا؟

الإجابة على التساؤل تتطلب أن نتوقف على الحقائق الآتية:

الحقيقة الأولى: إن الرفيق عزة إبراهيم يحمل تاريخاً لا يحمله غيره في العمل العقائدي النضالي للبعث والعمل الإداري، حيث هو رجل من ثوار تموز 1968 وهو وزير في وزارات بناء الدولة العراقية التي تصدى لها البعث بجدارة تاريخية مشهودة وهو نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ونائب الأمين العام للحزب.

الحقيقة الثانية: أن الرفيق عزة قد تمرس في العمل التنظيمي خلال عمر دولة البعث في العراق، وامتلك خبرات يندر أن يماثلها مثيل، كان، رحمة الله تغشاه، يمتلك مفاتيح البناء العقائدي للحزب ومسالك تطوير وتثوير قدرات رفاقه، ولديه موسوعية أيضاً نادرة في خارطة التنظيم أفقياً وعمودياً... باختصار كان يعرف الحزب تفصيلياً.

الحقيقة الثالثة: جميع البعثيين مؤمنين شجعان ثابتين غير أن المزاوجة بين الإيمان الروحي بالله وكتابه ودينه ورسوله وبين الإيمان بعقيدة البعث القومية الوحدوية التحررية الاشتراكية فريدة متفردة عند القائد عزة إبراهيم، مما يجعل منه قائداً ذو خصال وسمات فذة نادرة.

تتداخل هذه الحقائق مع بعضها ومع عوامل شخصية وظرفية أخرى لتجعل من الرفيق عزة إبراهيم قادراً على ما لا يقدر عليه سواه، ونافذاً إلى أعماق لا ينفذ لأغوارها غيره، وماسك بمقومات اقتدار خاصة جعلت منه قائداً تاريخياً ضرورة لإنقاذ الحزب من الكوارث التي حلت به، وليعيده قوياً صلباً مناضلاً مكافحاً مقاتلاً لتحرير العراق من جهة وللبدء بعزم جديد وإرادة لا تعرف القهر بمساهمته كطرف مقاتل فاعل لمقاومة الاحتلال وعملائه.

إن مفهوم القائد الضرورة الذي اشتغلت على تشويهه ماكينات إعلام الاحتلال وأعوانه هو مفهوم إيجابي بالمطلق. وفي تاريخ كل الأمم والشعوب عبر حقب التاريخ قائد ضرورة يتصدى لحاجات المرحلة وضروراتها الملحة. إنه الإنسان الرمز الذي ينذر نفسه فداءً لوطنه وقضايا شعبه، وهو يمتلك قدرات قيادية استثنائية لعبور المحن واستثمار طاقات الأمة وتثويرها وتوجيهها باتجاهات صائبة مثمرة منتجة.

هو رجل يمتلك العقل والفكر والحكمة والصبر لصناعة واقع جديد وبناء متجدد ومؤهل لقتل يأس الشعب واحباط الثوار وإيقاد مشاعل جديدة للثورة ورفع رايات أخرى للحرية وكرامة الإنسان.

هذا ما فعله الرفيق عزة إبراهيم قبل٢٠٠٣ مع رفاقه قادة الحزب والدولة، وهذا ما أنجزه كقائد للبعث والمقاومة بعد أن فقد رفاقه ودولته.




الاحد ١٢ ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة