شبكة ذي قار
عـاجـل










متى تنتخي الغيرة العراقية لكرامة العراق

علي العتيبي

 

منذ أن أنشأ المحتل عمليته السياسية التي ولدت ميتة لأن اختيارها تم وفق توافقات مؤتمر العملاء في لندن الذي تم فيه مساومة الحاضرين بأن من يذهب إلى تل أبيب سيكون من ضمن الرعاية الأمريكية ، وهؤلاء فقط هم من يستلم الحكم، فهرول الجميع إلا من صحت عنده الغيرة العراقية ورفض زيارة الكيان الصهيوني، ومن هذا المنطلق فإن جميع من حكم ويحكم العراق من قادة أحزاب وميليشيات وأشخاص جميعهم وقعوا ما تطلبه منهم الصهيونية، وكما قال أحد العملاء ( نحن جئنا كمقاولين تفليش)، ومعناه رسالة واضحة للشعب العراقي بأن الهدف من وجود هذه الحكومات هو لأجل عيون الكيان الصهيوني وتنفيذ ما يطلبه، حيث ابتدأوا بتصفية العلماء والطيارين وقادة الدولة والجيش (هدف مشترك للكيان الصهيوني وإيران) تخللتها أعمال النهب والسرقة وبث الفتن الطائفية والمناطقية من أجل أن يكون الاقتتال عراقياً يؤدي إلى تنفيذ خطة بايدن بتقسيم العراق.

إذاً مهما يكن اسم الذي يشارك بالحكم في العراق ضمن العملية السياسية لا يخرج عن هذا الإطار في عمليات منظمة ومدروسة لإضعاف العراق كلياً لأن أول قرارات المجرم بريمر، والتي تتوافق مع مطالب الكيان الصهيوني وإيران والأحزاب التي تدور في فلكهم، هو حل الجيش العراقي والأجهزة الأمنية ووزارة الإعلام ووضع قوانين في العرف الدولي تعتبر جرائم ضد الإنسانية من خلال حرمان أكثر من خمسة ملايين عراقي من حقوقهم الإنسانية، وأبرزها سبل المعيشة إضافة إلى التصفيات الجسدية والاعتقالات العشوائية وتسخير القضاء وتسييسه لصالح الأحزاب، وحينما طالب الشعب بحقوقه ومنها إطلاق سراح الأبرياء أصبحت التهمة جاهزة للجميع بأنهم يدعمون الإرهاب، فأدخلت أمريكا وإيران والحكومة العميلة داعش الإرهابي حتى تكتمل خطة التدمير بإشعال حرب طائفية طاحنة خرج منها الشعب العراقي خاسراً بعد تدمير مدن كاملة وتهجير سكانها وإذلالهم وتقديم عشرات الآلاف من القتلى بحيث لا يوجد بيت عراقي ليس فيه مأتم من شماليه إلى جنوبيه.

والمضحك المبكي أن الحكومات الغربية والإعلام الدولي والعربي والمحلي يتفرج على هذه الجرائم وكأنه يعيش في كوكب آخر عكس ما كان يمارسه في شيطنة النظام الوطني، بل قدمت بعض الدول التي تسمى عربية دعمها لتدمير المدن بالقصف الجوي والدعم المالي إضافة إلى التدخل السافر للنظام الإيراني بزج الحرس الثوري وصار قائد الحرس الثوري المجرم المقبور قاسم سليماني هو القائد المشرف على التدمير وأصبح من يطلق عليهم قادة جيش في العراق لا يتحركون إلا بأوامره.

من أجل تحرير الوطن وانقاذه خرج الشباب بثورة عارمة وبصدور عارية واجهتها السلطة وميليشياتها ومعهم إيران بالقمع قتلاً وخطفاً وتغييباً واعتقالاً وابتزازاً ودس عناصرهم مع الثوار لتشويه صورتهم، لكن النقاء العراقي الأصيل يبقى علامة مميزة لهذه الثورة  التي أرغمت السلطة على تغيير قانون الانتخابات وإقالة المجرم عادل زوية، ولكن تمخضت عن حكومة أخرى هزيلة يرأسها جندي هارب وجبان وكذاب ولص، ومارست نفس دور الذين سبقوها وأيضا تجددت الثورة بعد أن تم تزوير الانتخابات، لحقها تناغم بين التيار المراوغ الأكثر قساوة على الثوار الذي يتلاعب بالعواطف ولكنه سلم السلطة إلى  الإطار الذي لا يقل إجراماً وفساداً عنه، وتمخض ذلك عن حكومة تعتبر من أفشل الحكومات من خلال توزير أشخاص مجرمين وسراق ومزورين وهاربين من الخدمة العسكرية وأعضاء في عصابات وكذابين، وسبق أن تسلموا مناصب وفشلوا فيها نتيجة فسادهم وإجرامهم، وهذا يدعونا لوضع ألف علامة تعجب واستفهام على مقولة المرجعية ( المجرب لا يجرب)، ورغم هذا جاء المجرب ولم تنفذ وصية مرجعيتهم  .

هل ما زال هناك عاقل تنطلي عليه هذه الألاعيب والأكاذيب    والعراقي يعيش في المقابر وعلى المزابل، فهل تهتز العُكل والشوارب التي تتراقص أمام مسؤولين ساقطين وفاشلين لصوص مجرمين وتقف موقف الرجولة بدعم واسناد الشباب الثائر الذي رفع راية العراق وشعار (نريد وطن)..

وطن خالي من الطائفية، وطن له سيادة وكرامة ومهابة، وطن ينعم أبناؤه بخيراته، وطن خالي من العملاء والجواسيس واللصوص والمجرمين، وطن تنتشر فيه قيم الفضيلة والتسامح والأخلاق الحميدة، وطن خالي من الأحقاد والفتن، وطن واحد ينعم بالأمن والأمان.

فهل يحقق العملاء هكذا وطن، وهم جاؤوا خصيصاً لتهديمه، إذن على الشعب تحمل مسؤولياته، وأن يقف وقفة رجل واحد كما وقف في الحرب ضد إيران وصد الهجمة الإيرانية الشرسة، عليه أن يوحد صفوفه ويدعم الشباب الأبطال لتحرير الوطن وتطهيره من الجيف والقاذورات التي تحكمه، والذين يتبادلون الأدوار فيما بينهم باسم المحاصصة من أجل السرقة والتدمير بينما ينعم الأجنبي بخيرات البلد، ونعود ونقول (شوكت تهتز الشوارب).




الثلاثاء ٧ ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة