شبكة ذي قار
عـاجـل










الذيول يتباكون على قاسم سليماني ويمجدونه والشعوب الإيرانية تحرق مجسماته وصوره

 

زامل عبد

 

 من الأمور التي لابد من الوقوف عندها أن العراقيين الإيرانيين (الذيول)  يبكون ليلاً ونهاراً على قاسم سليماني، وجعلوا من مكان قتله من قبل أمريكا في محيط مطار بغداد الدولي محجاً لهم  ولجلاوزة الملالي من الإيرانيين، أو الإيرانيين الوافدين إلى العراق لغرض السياحة الدينية رغماً عن أنوفهم كما يفعل الإيرانيون مع العراقيين الذاهبين إلى هناك لأغراض سياحية بإجبارهم على زيارة قبر خميني، وما امتازت به الانتفاضة الإيرانية عبر محطاتها حرق مجسمات سليماني وصوره بالإضافة إلى صور خميني وخامنئي في عموم المحافظات والمدن الإيرانية المنتفضة وبالدرجة الأساس طهران واصفهان وشيراز والاحواز العربية وهذه دلالات ومؤشرات الغضب الشعبي الداخلي، فما هي الرسائل التي تحملها مثل هذه التحركات، وهل هناك دلالات على توقيت وقوعها ؟ فقد أضرم مجهولون النار في مجسم لسليماني بعد ساعات من نصبه في شهر كرد بوسط إيران، كما تكرر الأمر في كرمان،  وقال محمد علي نيكونام ممثل علي خامنئي معقباً على هذه الأحداث واصفاً إياها بأنها  -  ذروة الغباء  -  ومن اللافت أن رئيس بلدية شهر كرد محمد تقي جابلقي قال إن التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 6 أمتار كلّف 150 مليون ريال إيراني  أي ( 91 . 541  . 3  دولار امريكي)  الأمر الذي فجر غضب المواطنين الذين يعانون من الأوضاع الاقتصادية الصعبة إذ أن حوالي 60 % من الإيرانيين تحت خط الفقر ،  بحسب تقارير رسمية كما انخفض دخل الفرد بنسبة 22 % بين عامي 2012 - 2020  وقد فشلت الدعاية التي اتخذها الملالي للتسويق في نصب المجسمات والصور لسليماني كونه بطل قومي دافع عن الأمن القومي الإيراني وتمكن من إيجاد مواقع قدم عدة لإيران في دول عربية  (( العراق، سورية، لبنان واليمن))، ولا تعدو واقعة حرق مجسمات سليماني خلال الانتفاضة الحالية أمراً جديداً حيث سبق وحدث المشهد ذاته للمرات عدة الأولى في ياسوج وسط إيران،  وبحسب الناشط السياسي الإيراني مهرداد منصور نيا حيق أفاد لوسائل الاعلام الحكومة أنفقت أموالاً كثيرة لتقدم سليماني كـ -  بطل قومي - غير أن قطاعات واسعة من المجتمع تقاوم ذلك وأرجع مهرداد في حديثه إلى أنه (( بعد الانتفاضة الشعبية  2019 )) ومع نشر وثائق كشفت طبيعة مهام الجنرال سليماني انكشفت شخصيته الحقيقية  ودوره الإجرامي في قمع الاحتجاجات  وتراجعت صورته الدعائية ومنذ ذلك الحين ارتبط سليماني بـ  ((حقائب الدولارات التي يجري تهريبها لميليشيات في العراق وسورية، حيث إنه من المسؤولين عن إهدار موارد البلاد في نفقات خارجية لتحقيق الأجندة التوسعية للنظام، وهو ما يستفز المواطنين الذين يعيشون تحت وطأة الأعباء الاقتصادية))  وفق تعبير مهرداد  بالإضافة إلى جرائمه  في دول الجوار وعن دور سليماني في تنفيذ أجندة إيران التوسعية أوضح المتخصص في الشأن الإيراني نزار جاف أن  ((  بروز اسم سليماني بدأ في الصعود بالتزامن مع انخراطه في مشاريع الملالي  ،  حتى أطلق عليه لقب ( الحاکم المطلق للعراق ولبنان واليمن وسوريا )  وأضاف الجاف في حديث عمدت الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري إلى تهجير العوائل وتغيير ديموغرافية العديد من المناطق في دمشق وبغداد وصنعاء ،  وعمد سليماني إلى تنفيذ استراتيجية تعزيز نفوذ قواته في المناطق المحاذية لإيران ، وتحديدا محافظة ديإلى العراقية لتسهيل مهامهم العسكرية  ))  واعتبر الجاف أن حرق التمثال الكبير لسليماني يمثل رسالة واضحة برفض السياسات الدموية التي كان سليماني ينفذها  ، وان  حرق صور سليماني وخامنئي دليل واضح لربط الشعوب الإيرانية فيما بين الاثنين بجريمة التجويع والقتل وانتهاك حقوق الانسان ان كان في الداخل الإيراني او في الدول العربية التي تمكنت ايران من احتوائها بفعل عملائها والذيول ، أفلم تكن هذه الرسائل التي يبعثها الإيرانيون تستيقظ عندكم أيها  الذيول الولائيون جزءاً من الكرامة ورد الجميل لأرض والشعب العراق وتعودون إلى الوجدان  والكرامة  وتكفرون عن عاركم وذلكم وخيانتكم؟

 

لكن لمن تنادي؟ إن كان المنادى فقد كل شيء، حتى الرجولة بكل معانيها وأبعادها.






السبت ١٢ ربيع الاول ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة