شبكة ذي قار
عـاجـل










مؤتمر إيران في كربلاء المحتلة: إيغال في الخديعة

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق

 

وصفه البعض بأنه مؤتمر الفتنة، وهو في جوهره وحقيقته مؤتمر لتعميق فعل خديعة بعض العرب.

الفتنة نارها مستعرة على يد إيران، منذ أن مكنتها أمريكا من العراق، ووفرت لها تحت غطاء الطائفية المهلهل استباحة سورية ولبنان، ومد مخالبها إلى اليمن.

فمؤتمر كربلاء قد يصح له وصف الاستمرار في اضرام وتأجيج نيران الفتنة الطائفية، غير أن وظيفته الأهم في تقديرنا هو الإيغال في الخديعة.

جمعت إيران كل الجمهور المعتاد على موائد الشراهة والتكسب لتحرير القدس، ولا أحد يعرف كيف ومتى سيحصل هذا التحرير الذي تتبجح فيه إيران وتدعي أنها تسير في دروبه منذ سنة استلام خميني للسلطة سنة ١٩٧٩، أي قبل قرابة ٤٤ سنة، لم نر خلالها رصاصة إيرانية أُطلقت على الكيان الصهيوني، كل الذي رأيناه فعلاً هو:

أولاً: تحالف إيران مع أمريكا لاحتلال العراق سنة ٢٠٠٣ م، الأمر الذي غيب العراقَ عن معادلات مواجهة ومقارعة الكيان الصهيوني. وانتهى التحالف بتسليم أمريكا العراقَ لإيران عبر وكلائها المعروفين، ومن خلالهم صار الاحتلال مباشراً وكاملاً.

ثانياً: احتلال إيران لسورية بعد أن أدخلتها هي وحلفاؤها ونظام بشار في دوامات حرب مهلكة، شاركت في التدمير أمريكا وروسيا وتركيا ودول ناطقة بالعربية، ولا زالت سورية تنزف.

ثالثاً: أنهت إيران الديمقراطية التقليدية المعروفة في لبنان على يد حزب الله الإيراني، ودخل لبنان في مسارات الفناء، ولا زال يحتضر.

رابعاً: كان لإيران دور مباشر في تأجيج الحرب المدمرة في اليمن، ولا زال شعبنا العربي اليمني يدفع فواتير التدخل الإيراني البغيض.

هذا ما يحصل، فكيف لإيران أن تحرر القدس أو فلسطين وهي تمزق العرب وتوغل في اضعافهم أنظمةً وشعباً بالطائفية وتعدد الولاءات على حساب الولاء الوطني والقومي؟

إن نظرية إحلال إيران محل العرب في استعادة حق عربي هي أقرب ما تكون إلى الطُّرفة ذات الطعم الحنظل، ولا يتقبلها ويتجرع مرارتها غير بعض العرب الذين غابت عقولهم، وتاهت في سراب الطائفية وبعض من احترف الارتزاق.

إيران تسير قدماً في احتلال أرض العرب بهدف تصفية قضاياهم المصيرية، وأولها فلسطين. إيران مخلب امبريالي صهيوني ينغرس في الجسد العربي لاحتلال أرض العرب، وإقامة الإمبراطورية الفارسية القومية الكهنوتية لا غير. ومؤتمر كربلاء ليس له من أهداف غير حث مرتزقة المؤتمرات والمتكسبين في حقائبها للمضي في خديعة العرب القابلة قدراتهم الذاتية على الاختراق، وقهر العرب المجاهدين والمقاومين من أجل تحرير العراق وفلسطين والأحواز وباقي أقطار الأمة.

مؤتمر كربلاء تعزيز لمشروع الصراع الفارسي الصهيوني في مواجهة العرب لا غير.

إيران هي القوة المكلفة بإنهاء الوجود العربي انهاء تاماً، وأهدافها الراهنة هي الحاق الكويت والبحرين وعمان وقطر والإمارات والسعودية بالأقطار التي سقطت في قبضة احتلالها، وهي العراق وسورية ولبنان واليمن.

مؤتمر كربلاء تجميع لأنصار المشروع الفارسي لوضع قضية تحرير القدس وفلسطين خلف النجوم لا يراها أحد ولا يسمع بها أحد.






الاربعاء ٢٥ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة