شبكة ذي قار
عـاجـل










تبقى الصفحات النضالية للبعث أقوى من مؤامراتهم

نبيل مرتضى

 

إن مسيرة البعث النضالية الشاقة والمتواصلة عبر متعرجات طريق الانبعاث لاستمرار راية البعث خفاقة. وقد تحدث المرحوم القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق عن الجيل الجديد، هو جيل البطولة، وهذه البطولة تعبر عن نفسها في ساحات المنازلة الكبرى في العراق وفلسطين وجميع الأقطار العربية.

لقد تميز رفاقنا في العراق بإعادة روح الانبعاث من جديد بعد أن تعبد طريق الانبعاث وتعمد بدماء الشهداء الأبرار، بالصمود الأسطوري لمناضلي البعث بعد الاحتلال، والذي تحول إلى شظايا متناثرة.

إن الحزب ليس آلة تضم أجزاء ميكانيكية جامدة، كما يقول المرحوم القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق، يتم فكها وتركيبها في لحظات، بل هو مكون حي من البشر الذين تعرضوا إلى التشرد والملاحقة والتعذيب والاعتقال في العراق وأصقاع الدنيا، يعيشون شظف العيش ومرارته من دون أي مورد معيشي أو تقاعد وظيفي، محرومون حتى من الوثائق الشخصية وجوازات السفر، إنها سنوات الجمر لإعادة بناء الحزب. بينما يتعرض الثوار في العراق، ثوار تشرين المباركة، إلى حملة من التهميش والإقصاء بكل أشكاله، ممثلاً بالإبعاد والاعتقال وإذا استوجب الأمر يصل إلى مرحلة الاعتقال والتصفية الجسدية.

السؤال الذي يمكن أن يثار في هذا الوقت بالذات، لماذا ما يسمى بالدولة العميقة ممثلاً بما يسمى باستخبارات الحشد الشعبي تقوم باعتقال 44 مواطناً بريئاً بناء على معلومات مضللة في المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط كإجراء احترازي لاعتقال من يريد مهاجمة زوار أربعينية الإمام الحسين عليه السلام.

 ألم يحكم حزب البعث العربي الاشتراكي خمسة وثلاثين عاماً، وهو من أعاد توسعة وترميم وتجديد مراقد الأئمة الأطهار والمحافظة على ممارسة الطقوس والشعائر الدينية، الذي يحفظ مكانة آل بيت النبوة الأطهار والابتعاد عن المغالاة التي تسيء إلى آل البيت الأطهار، لأن هذا من صلب عقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يحفظها دستوره تحت بند حرية الأفراد في المعتقد والدين.

إن الحملة الأمنية  التي شنها الحشد تعكس حجم المأزق الأمني لحكومة الخضراء، إذا كانوا إرهابيين أليس هنالك جهاز مكافحة الإرهاب والأجهزة الداعمة له!

إنه من المعيب أن تتدخل استخبارات الحشد بأمور داخلية، لأن مبرر وجود الحشد قد انتفى، وهو جاء بناء على فتوه الجهاد الكفائي لمحاربة داعش، وقد أعلنت الدولة النصر على فلول داعش.

إن السلوك المشين للحشد باعتقال الأبرياء وتصفيتهم جسدياً لن يمر بدون عقاب، وإن هذا التصرف يعكس حجم الأزمة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي  والوصول إلى الانسداد السياسي، لأن العراق بالنسبة لهم مجرد منجم من الذهب فلا يختلفون في طريقة إدارته وإنما بطريقة وحجم توزيع الغنائم.

حاول المتآمرون الجدد تمزيق وحدة الحزب وتفتيت عضده بكشف الأسماء الصريحة للرفاق، أي تنظيم الداخل كما فعل المرتدين عام 1966 بإعلان إذاعة دمشق في حينها، أسماء أعضاء قيادة قطر العراق الذين أصبحوا أهدافاً سهلة للسلطة العارفية في وقتها، لأنها اتخذت الموقف الصحيح وانحازت إلى قيادة الحزب الشرعية، هم الأشخاص نفسهم الذين اختاروا التمرد، أعادوا الكرة من جديد، ألا تباً لكم...

عن أي إرهاب يتحدث الحشد باعتقال أناس أبرياء، فقط لأنهم يرفضون طائفيتهم البغيضة، ووقفوا ضد العملية السياسية برمتها، لأنها جاءت بالدمار للعراق العظيم، وكذلك يكشفون عن حجم فساد الطغمة الحاكمة، ويؤكدون على رفضهم للتدخل الفارسي بشؤون العراق، ولنا بالشهيد الدكتور إقبال الكرعاوي مثلاً، فقط لأنه فضح ألاعيب المجرم المالكي، فما كان من الحشد إلا أن يصفيه جسدياً، ولكن هيهات، لأن شهداء الكلمة تبقى كلماتهم تصدح في ضمائر الأحرار، ألم يكن يعاب على النظام الوطني أنه يستخدم القوة في انتزاع الاعترافات، أين أنتم من هذا؟ أليس وجود جهاز عبثي يحمل السلاح لإرهاب الناس واعتقالهم وتصفيتهم يسمى إرهاباً؟

ألم يقدم ثوار تشرين المجيدة أكثر من 800 شهيد وأكثر من 25000 جريح، والأجهزة الأمنية عاجزة عن كشف خيوط المؤامرة، وحتى وإن تكشفت تكون النتيجة النهائية إما عفو رئاسي لتجار المخدرات أو هروب من السجن للإرهاب الحقيقي، بينما الأبرياء في السجون تحت بند 4 إرهاب.

أليس وجود السلاح المنفلت إرهاباً؟

 ألا يُسمى الاعتداء على حرمة السفارات إرهاباً؟

أليس الاعتداء على دول الجوار إرهاباً؟

 عن أي إرهاب يتحدث ما يسمى الحشد، أنتم الإرهاب بكل ما تحمله كلمة الإرهاب من معاني.

إن المنازلة قد بدأت، وإن ثوره شباب تشرين مستمرة، وإن النصر حليف الثوار اللذين استطاعوا أن يغيروا اللعبة السياسية في العراق.

وختاماً حيَّى على الجهاد والمطاولة حتى تحرير العراق من كل ذيول وأذناب الفرس المجوس.

 






الاحد ٢٢ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل مرتضى نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة