شبكة ذي قار
عـاجـل










شرارة الثورة اشتعلت... وزاد وهجها

ولن تُبقي أمامها العملاء

علي أبو صدام

 

منذ أن تم احتلال العراق، وكلما يقترب موعد انتخابات مجلس النواب ونحن نقرأ ونسمع ونشاهد التصريحات الرنانة والوعود إضافة إلى خطب ومحاضرات معممي المنابر بكل أطيافها تروج لهذه الكتلة أو تلك بحجج  واهية، ويلبسونها لبوس الدين،  وكل هذه تجعل المواطن العراقي يعيش أحلاماً وردية، ولكن بعد أن تنتهي العملية تتبخر كل الوعود والأحلام، ويغيب معها أصحابها، حتى يعودوا بعد أربع سنوات أخرى، ويُعاد نفس السيناريو، ولكن مع الأسف، إن المواطن العراقي ولطيبة قلبه وعاطفيته يصدق تلك الوعود، وتُعاد نفس الوجوه، ويعود المواطن يقدم شكاواه عن معاناته اليومية دون أن يهتز ضمير أي من هؤلاء ليقدم خدمة للمواطن، بل يعتبر نفسه الشاطر وأنه ضحك على الشعب وجعلهم ينتخبونه، ورغم كل ذلك نرى البعض يمجد هؤلاء المتسيدين على الموقف السياسي رغم معرفته بهم أنهم سقط المتاع، ويعرف تاريخهم جيداً، ولا نعرف هل هذه بلادة من هؤلاء أم تغابي، علَّ وعسى أن يقدم لهم شيء، ولكن دون جدوى، وهكذا وفي كل دورة يعاد تدوير هذه النفايات التي تسمى نواب الشعب، بينما يتضح في آخر دوره انتخابية لم يتجاوز عدد المصوتين على هذه الانتخابات الـ 18 بالمئة من مجموع الأصوات رغم التزوير والترهيب، فهل الذين حصلوا على هذه النسبة يسمون نواب الشعب!

إذاً، العملية برمتها فاشلة، ولا ترقى إلى أدنى مستوى للديمقراطية، ورغم ذلك يحضرون ويؤدون القسم الكاذب الذي يقولون فيه أنهم يحافظون على وحدة العراق وخدمة شعبه، لكننا نرى إنهم مجرد عملاء صغار، يسيرهم السفير الإيراني كيفما يشاء ووفقاً لما يسمونه مصلحة الأمن القومي الإيراني، حيث إن تجويع الشعب العراقي وكذلك الجهل والتجهيل وعدم تقديم الخدمات وإيقاف الصناعة والزراعة وزرع الفتن والقتل والسلب والسرقات والفساد على كل الأصعدة كلها من مقومات الأمن القومي الإيراني، ونقول وماذا عن الأمن القومي العراقي الذي كان محفوظاً قبل الاحتلال!

وقد وعى الشباب على هذه المسلمات فبدأ الثورة على الظلم منذ عام 2008 واستمر بالثورة حتى يومنا هذا، وطيلة هذه الفترة نرى التسريبات والوعود وغيرها وكل واحد يرسم سيناريو وفق هواه ليستمر تخدير الشعب، ولكن إلى متى؟ فالوعي الشبابي انطلق من سباته وانفجر صوته صادحاً إيران برا برا... بغداد تبقى حرة، وإيران لن تحكم بعد، ومزقت صور خامنئي ورموزه، وهذا ما جعلهم يشتاطون غضباً ليحركوا أذنابهم لقتل الثوار، وكلما قدم الشعب شهداء أكثر كلما زاد الوعي أكثر وصار صوته أعلى وإرادته أقوى، فإرادة الشعب أقوى من مقومات الأمن القومي الإيراني، لأن العراق أسمى وأعلى وأقدس من إيران وملاليها ومن كل ذيولها وأذنابها حتى لو استمر الدعم لها من حلفائها أمريكا والكيان الصهيوني، الحليف التاريخي للفرس.

النصر قادم بإرادة الشعب، والصحوة تزداد، وعدم الاعتماد على الوعود التي تأتي من الخارج لأن الأحرار يحققون نصرهم بسواعدهم وليس بوعود الأجنبي، فثورة الشباب اشتعلت شرارتها منذ عشر سنوات وسيزداد لهيبها كل عام، ووصل وهجها الآن لتحرق كل من يقف في طريقها.




الاربعاء ١٨ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي أبو صدام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة