البرنامج النووي الإيراني: المسموح لإيران الممنوع على العرب

كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق

عندما تتهالك الإرادة القومية وتتم الاستهانة بإرادتها وحقوقها تصير هدفاً سهلاً لمطامع الآخرين، وتصير خيراتها، كلاً أو جزءاً، وثرواتها وسيادتها محل أطماع الطامعين وهذا ما حصل ويحصل مع العرب، وخاصة بعد مشاركة بعض أقطار الأمة في العدوان على العراق سنة ٢٠٠٣ مشاركة مباشرة أو غير مباشرة.

بدأ التدهور منظوراً ظاهراً ببدء حقبة الاستسلام للكيان الصهيوني تحت ذريعة (صناعة السلام)، وقد تبين تماماً أنها صناعة الهراء والخداع، وأنه ليس سلاماً ولا هم يحزنون، بل هو استسلام مهين تصاعدت صيغه إلى أن وصلت الآن إلى ما يسمى بالتطبيع.

وتزامناً مع هذا الضعف والهوان إزاء الكيان الصهيوني تم ادخال عنصر عدوان آخر على العرب، هو إيران الخمينية، حيث تمت تغذية شهوات احتلال العرب من قبل إيران تحت غطاء طائفي .

لقد رسمت سياسات أمريكا وأوروبا مع إيران ضد العرب تحت فلسفة عجيبة غريبة، تستند إلى الحذاقة والاحتيال والخداع، هي باختصار شديد فلسفة (أن الإسلام الشيعي مسالم وعقلاني وبعيد عن ممارسة الإرهاب)، وهذه هي القاعدة التي بنيت عليها ثوابت العلاقة الاستراتيجية بين الامبريالية والصهيونية وبين إيران الخمينية ولا زالت.

وهو نفس المنطلق العدواني المخادع المنافق الغبي الذي تجري تحت أغطيته مناورات ما يسمى بالمفاوضات على المشروع النووي الإيراني، والذي يتلخص بثقافة غربية أمريكية تشكلت عبر عقود لتوصل الخمينية للسلطة وتعتمد عليها في الإمعان بإضعاف العرب، وهي الثقافة نفسها التي جعلت الغرب وأمريكا تتحاور لعقود من الزمن على ما يسمى بالمشروع النووي الإيراني.

تنطلق العقلية والسلوك والسياسة تجاه إيران، المغطاة بغطاء التشييع، على أنها عاقلة، لا تفكر بتهور باستخدام أي سلاح غير تقليدي، وحقيقة هذا المنهج هو أن إيران صديقة للإمبريالية وأخت محبة للصهيونية، ولن ترهب أوروبا ولا تل أبيب لا بالسلاح النووي ولا بغيره.

إن السلاح النووي الإيراني سيكون موجهاً نحو العرب حصراً، وللقضاء على ما بسمونه (الإرهاب السني) عبر احتلال البلاد العربية وانهاء الصراع العربي الصهيوني.

إيران وكل من يسير تحت جناحها معادٍ للعرب وينفذ الاستراتيجية الصهيونية الامبريالية. فالعرب المتخيمنون هم أداة أولى في مشروع امتلاك إيران للسلاح النووي شاء من شاء وأبى من أبى.