شبكة ذي قار
عـاجـل










المقاومة الوطنية العراقية وتأثيرها على الثوار

علي العتيبي

 

حينما غزت أمريكا العراق بعد أن جيشت الجيوش، حيث لم تستطع احتلال العراق كما وعدت خلال ساعات أو أيام، ولكن صمود العراقيين أمام الغزو أشعرها بالإحباط، فلجأت مع حليفتها بريطانيا للاستعانة بالحليف السري، وهو إيران، فقد تم ارسال رسالة من المجرم توني بلير إلى الرئيس الإيراني محمد خاتمي يطلب منه المساعدة بإدخال القوات البريطانية إلى محافظتي البصرة وميسان بعد أن عجزوا أمام صمود أبطال العراق في البصرة وأم قصر، فوافقت إيران على ذلك ودخل الجيش البريطاني من الخنجر المسموم الذي يطعن دوماً العراق الجار اللدود إيران ( وفق مذكرات خاتمي التي صدرت قبل عامين).

 ثم واجه الأمريكان القتل على أيدي أبطال العراق في معركة المطار التي يحاول الإعلام طمس آثارها، التي كبدت المحتل الأمريكي أكثر من 2000 قتيل، الذي جعل التخبط العسكري الأمريكي يمارس أبشع الجرائم، فقصف القوات العراقية في مطار بغداد بأسلحة محرمة دولياً، وحينما وصلت المعلومات للسيد الرئيس الشهيد صدام حسين طيب الله ثراه اتخذ قراره وأوعز للجيش (كونوا تحت الأرض انتهت الصفحة الأولى وسنبدأ الصفحة الثانية).

الصفحة الثانية هي المقاومة، التي بدأت بنفس اليوم بعد أن اجتمع بعدد من القادة وأعطى التوجيهات، وبعد أسبوع من عمليات المقاومة ضد الأمريكان استيقظت طالبان من سباتها، وتأست بالمقاومة العراقية وبدأت مقاومتها للأمريكان في أفغانستان بعد ثلاث سنوات من احتلال أمريكا لها، وحينما أوجعت المقاومة الأمريكان حركوا عملاءهم لتشويه صورة المقاومة، وصاروا باسم المقاومة يقطعون الطرق على الناس وقاموا بعمليات التسليب وممارسة القتل على الهوية، وصاروا يسمون المقاومة بالإرهاب. لكن المقاومة الوطنية بقيت على أفعالها البطولية باستهداف الأمريكان فقط، ولم تستهدف أي عراقي، فكانت المعارك القوية هي التي جعلت أمريكا تطلب الخروج بأي حجة، فكانت اتفاقية الإذعان التي عقدها المالكي.

استغلت إيران وعملاؤها ما حدث، بعد أن ضحوا بالأبرياء الذين ورطهم المالكي لدواعي انتخابية بحجة تعيينهم ووضعهم في قاعدة تكريت الجوية (سبايكر) حتى يؤلب المجتمع ضد المقاومة وضد أهالي المناطق التي سيطرت عليها داعش، فصار التحرك من إيران بقيادة المجرم النافق قاسم سليماني . فكان ما يطلق عليه الحشد الشعبي والذي أريد له أن يكون الحرس الثوري بصيغة عراقية، فهُجرت العوائل ودمرت المدن بتغطية شاملة أرضية وجوية ومخابراتية من أمريكا، أو ما يسمى التحالف الدولي لمحاربة داعش،  ولا زال القمع والإرهاب والتغييب والقتل والتهجير مستمراً على كل أبناء العراق الذين ارتفع لديهم الوعي الوطني، فخرجوا بشعار (نريد وطن) لأنهم عرفوا أن وطنهم مسلوب الإرادة والسيادة.

لن يتم ارجاع الحق إلا بالسيف، ولن يتحرر العراق إلا بسواعد رجاله وسلاحهم، وحين تتوحد هذه السواعد ستضطر أمريكا أن تستسلم، كما استسلمت لطالبان التي أخذت دعمها المعنوي منذ بزوغ ضوء المقاومة الوطنية العراقية.

لن تتحرر الأوطان بالخطابات والشعارات، والمقاومة بكل أشكالها حق مشروع شرعاً وقانوناً وعرفاً ووفق القانون الدولي،  فلا نضحك على أنفسنا ونحتج بالسلمية التي لم تنفع بعد أن مورست لمدة عشر سنوات، والدول الكبرى ترضخ للقوي .




الجمعة ١٣ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة