شبكة ذي قار
عـاجـل










كي لا ننسى كيف كان الرد العراقي الحاسم على العدوانية الصفوية الجديدة في 22 أيلول 1980 - الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

الذكرى الثانية والأربعين للرد العراقي الصاعق الشامل ضد العدوان الإيراني المبيت على العراق بعد أن استنفذت كافة السبل السياسية والدبلوماسية والتحذيرية التي اتخذها القيادة العراقية الوطنية والقومية لثني خميني ونظام الملالي من التمادي بعدوانهم المسلح والتدخل المباشر بالشأن العراق بعشرات مذكرات احتجاج لمجلس الأمن الدولي معززة بالوثائق والأدلة الثبوتية على احتلال إيران أراضٍ عراقية والتدخل المباشر بالشأن العراقي بتحريك أدواتها وعملائها، وعند التوقف عند التحليلات والرؤى التي أدلى بها محللون ومختصون نجد وباختصار الآتي:

(الجانب الإيراني قام باستفزازات عدة كانت من أسباب اندلاع الحرب ، منها القصف المدفعي على بعض القصبات والمدن العراقية وكذلك التعرض للسفن التجارية العراقية في الخليج العربي  ، كان هناك قطب إقليمي تمثله إيران الشاه وما بعد التغير المعد مخابراتياً إيران الخميني، وكانت هناك دولة عربية هي العراق بدأت تقوى وتنهض لإيجاد التوازن الإقليمي لتمكين الأمة العربية من مجابهة العدوان الصهيوني وحلفائه التقليدين وما يظهر من أعداء طامعين بالأرض والثروات العربية ، وهي مجاورة لها ولم ترغب إيران بنظامها الشاهنشاهي والخميني أن تكون هناك قوة تنافسها في المنطقة  في عام 1988 ، فبدأت المعارك تأخذ منحى آخر وهو قصف الجانب الإيراني للمدن الحيوية مثل العاصمة بغداد ، ويرى محللون وخبراء أن الحرب العراقية الإيرانية لها تاريخان، تاريخ معلن وهو يوم 22 أيلول 1980 وهناك تاريخ آخر وهو اليوم الرابع من الشهر نفسه ، عندما اخترق الطيران الإيراني الأجواء العراقية فضلاً عن المناوشات السابقة التي وقعت على المخافر الحدودية بين البلدين ، أن الحرب من وجهة نظر العراق بدأت ملامحها الأولى يوم 4  أيلول 1980 ، عندما بدأ الجانب الإيراني بقصف مخافره وعمقه على الرغم من عشرات المذكرات الاحتجاجية التي بعثها والموجودة في أدراج الأمم المتحدة  وأن الرد العراقي على إيران كان يوم 22  أيلول 1980 ، فكانت بداية الحرب الطويلة التي استمرت لثمان أعوام ، إن بداية الحرب كانت قبل يوم 22 أيلول ، حيث كان هناك قصف من الجانب الإيراني للمخافر الحدودية العراقية ، مشيراً إلى أنه في ذلك اليوم بدأ الجانب العراقي بقصف مطارات عدة في العمق الإيراني).

 تحل هذه الأيام وأعتقد لزاماً علينا استذكار هذه المناسبة لأجيالنا الواعدة كي تفهم الحقيقة بكامل أبعادها وليس كما يصورها أعوان الدجل والشعوذة والإعلام المضلل المرئي والمسموع والمقروء ، كما أجد لا ضير من التكرار في هذا الشأن في الأمور التي حدثت قبل هذا اليوم الرد الحاسم العراقي بمقتطفات وبتواريخ أجدها مفيدة جداً ومنها على سبيل المثال كشاهد اثبات ودليل تدخل القوة الجوية الإيرانية للفترة 7 -  22 أيلول 1980 وكان تدخلا سافراً قبل وبعد استعادة القوات البرية العراقية للمخافر الحدودية العراقية  في سيف سعد وزين القوس،  حيث بدأت عملياتها المتمثلة بالقصف الشديد على القوات العراقية والمناطق الآهلة بالسكان منذ 4 أيلول 1980 وحتى يوم الرد في 22 أيلول 1980 مسببه خسائر في الأرواح والممتلكات وقد بلغ معدل الطلعات اليومية حوالي 20 طلعة قتالية مستخدمه طائرات ف/4 وف/5 إضافة إلى الطائرات السمتية وقد تم اسقاط إحداها يوم 7 أيلول 1980 نوع ف/5 وأسر قائدها الملازم الأول الطيار حسين لشكري الذي احتفظت به القيادة العراقية ليكون دليل دامغ على بدء ايران بعدوانها على الأراضي العراقية واحتلال بعض المخافر، وإن اسقاط الطائرة الإيرانية تم بواسطة طائرة الميج 21 قائدها المقاتل الرائد الطيار كمال عبد الستار البرزنجي،  كما أسقطت طائرة عراقية نوع سوخوي 22 يوم 14 أيلول 1980قائدها المقاتل النقيب الطيار نوبار عبد الحميد الحمداني عندما كانت بواجب استطلاع مسلح لرصد المدفعية الإيرانية الثقيلة التي كانت تقصف المدن والقرى الحدودية بقاطع سربيل زهاب والتوثيق العراقي يشير الى الحقيقة  (( منذ المتغير المعد مخابراتيا بإيران في شباط 1979 كان تدخل القوة الجوية الإيرانية كثيف وغير مقبول ولم تعتد عليه القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية في حينه  بالرغم الفتور السياسي ما بين الدولتين  ما بعد الرد الجاف والذي يخلوا من الدبلوماسية  والمعبر عن حقد وكراهية خميني ، على برقية التي وجهتها القيادة العراقية الى خميني كونه المتصدي للتغيير في ايران ما بعد الشاه  حيث لم يأخذ طابع المواجهة العسكرية والتدخل السافر في الشأن الداخلي للعراق)،  لقد أعطت هذه التدخلات السريعة للقوة الجوية الإيرانية دلائل واضحة للقيادة السياسية العراقية وقيادة القوة الجوية والدفاع الجوي بما لأتقبل الشك بالنوايا المبيتة تجاه العراق أرضاً وشعباً وقيادة حيث أخذ هذا المبدأ بنظر الاعتبار عند اتخاذ قرار الرد على العدوان، في صباح يوم 7 أيلول 1980 استدعت وزارة الخارجية العراقية القائم بالأعمال الإيراني في بغداد، وسلمته مذكرة حول استمرار تجاوزات القوات الإيرانية خارج خطوط الحدود الدولية، ومطالبته بردود فعل عملية من إيران، وبالنظر لتسارع الأحداث وعدم اتخاذ أي فعل رسمي أو عملي من قبل النظام الإيراني لطلب العراق هذا ففي الساعة الثالثة من عصر يوم 7 أيلول 1980 قامت قواتنا المسلحة بعملية عسكرية لتحرير الأراضـي العراقية المستولى عليها من قبل إيران وتمكنت من استعادة ( زين القوس، والشكرة،  وبير علي، وسـر بنت).

 صباح يوم 10 أيلول 1980 وفي قاطع سـيف سعد شـرعت قواتنا المسلحة بتحرير واستعادة مخفري هيلة وماي خضـر، وفي يوم 16 أيلول 1980 حررت مخافر (الطاووس ، والرشـيدة ، والسفرية القديم والجديد ) في نفس القاطع، وفي يوم 17 أيلول 1980 باشـرت القوات العراقية بالتقدم نحو مخفري ( شور شـيرين  وهنجيرة) في قاطع مندلي، وتمكنت من رفع العلم العراقي عليها، وكانت كل  الفعاليات العسكرية القتالية هي داخل الحدود الدولية العراقية أي لا يوجد أي فعل عراقي بالشأن الداخلي الإيراني  بالرغم من المواقف الإيرانية السافرة والمعبرة عن نوايا عدوانية مبيته تستهدف الأمن الوطني والقومي العراقي وما يشكله العراق كبوابة الوطن العربي الشرقية.

 

يتبع بالحلقة الثانية






الخميس ١٢ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة