شبكة ذي قار
عـاجـل










العدوان الإيراني على العراق... من تجرع السم

علي العتيبي

 

مرت علينا ذكرى يوم 4/9/1980 وهو يوم شن إيران الحرب على العراق بعد مناوشات استمرت أشهر بعد تسلط خميني على السلطة في إيران في اذار 1979 ومن هنا لنا وقفات.

الكثير من العرب وبعض العراقيين من الاجيال التي لم تعش تلك الفترة ونتيجة الاعلام المعادي فانهم يأخذون تاريخ الرد العراقي في 22/9/1980 على العدوان الايراني هو تاريخ بدء الحرب وللتاريخ نقول ان الحرب كان مخططا لها منذ كان خميني في باريس والسبب اوضحته الوثائق التي كشفت لاحقا بان امريكا طلبت ثلاث شروط على شاه ايران ان ينفذها بعد ان وقع اتفاقية الجزائر  عام 1975 مع العراق واستقرار اوضاع العراق وبدء الخطة الانفجارية للبناء والاعمار وتطوير القطاع الصحي والتربوي والمعاشي والصناعي وغيرها فاصبح العراق يشار له بالبنان  فقد طلبوا منه ثلاث امور وهي

1. التخلص من جنرالات الجيش بسبب خوفهم من تنامي قوته العسكرية

2. تخفيض سعر البترول كونه عضو فاعلا في اوبك

3. شن الحرب على العراق

وقد رفض الشاه هذه الشروط فحركت امريكا من يحرك الشارع الايراني ضده ولكنه كان يثق بالأمريكان انهم سوف يحمونه ولكن امريكا دوما تغدر بأصدقائها بعد ان تحصل على من يحمي مصالحها بشكل أفضل.

حين بدأت التظاهرات فقد أرسل الشاه رسالة بيد زوجته إلى المرجع في النجف أبو القاسم الخوئي يطلب فيها ان يعمل على تهدئة الشارع الذي يتداول رسائل خميني التحريضية  واثناء الزيارة طلب الشهيد القائد صدام حسين وكان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ان يلتقي مع زوجة الشاه ونظرا لعدم تضمن برنامجها مثل عذا الاجتماع فقد اتصلت بالشاه واخبرته فوافق على اللقاء وحاء الشهيد الى مقر اقامتها وحين قال السلام عليكم وردوا عليه لكن مرافقها رد عليه السلام بلغه عربيه واضحة فقال الشهيد انت تتحدث العربية قال نعم بعد ان عرف انه مصد ثقة للشاه وزوجته فقال له انت ابقى معنا لأنني لدي كلام لا أريد ان يعرفه المترجم فبقي الشهيد وزوجة الشاه ومرافقها فقط فقال لها الشهيد ( سلمي لي على اخي الشاه وقولي له ان ينزل الدبابات الى الشوارع ويقمع هؤلاء حتى لو ضحى ب200 او 300 منهم لان الذي يحرك المظاهرات اذا سيطر على الحكم في ليران فانه سيقتل الملايين من الشعبين الايراني والعراقي ) وصدق حدس الشهيد صدام حسين حيث خسر الشعبين العراقي والايراني ملايين الضحايا  نتيجة ثورة خميني وحربه على العراق لمدة ثمان سنوات وما لحقها من مشروع تصدير الثورة ولازال العراق وسوريا واليمن ينزف من أبنائه نتيجة هذا كله  إن كلامنا هذا موثق في مذكرات مرافق زوجة الشاه ، لكن الشاه لم يستمع للنصيحة واستمع الى نصيحة امريكا بمغادرة ايران  وطبعا موقف الشهيد صدام حسبن هذا مبني على معلومات دقيقة حصل عليها بشكل مباشر من خلال ارساله المرحوم علي بياره الى خميني في باريس للعلاقة الوطيدة بين الاثنين حيث استقبله خميني وقال له( اهلا بالصديق العدو) فقال له كيف صديق وعدوا فرد عليه انت صديقي واحبك وانت عدو لأنك بعثي وانا بعد ان احكم ايران سأحارب نظام البعث ... وهذا ما حصل فعلا فبعد ان غدرت امريكا بالشاه ومجيء خميني الى الحكم بالطائرة الفرنسية مع ابو الحسن بني صدر أول رئيس جمهورية لخميني وإبراهيم يزدي أيضاً أول وزير خارجية لجمهورية خميني حيث قال لهم العرب حكموا المنطقة والاتراك حكموا المنطقة والان جاء دور الفرس ليحكموا المنطقة  وبعد ان نجحت التظاهرات وتسلط خميني على الحكم فارسل له الرئيس الاب القائد احمد حسن البكر رسالة تهنئة يبارك له نجاح الثورة الايرانية ونعمل على علاقات حسن الجوار والتعاون فكان الرد برسالة جافة نهاها بسلام ( والسلام على من اتبع الهدى) والكل يعرف ما معنى هذا لان هكذا مخاطبات كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يخاطب بها الكفار فما بالك بخميني الذي اسمى جمهوريته اسلامية واعتبر نظام البعث في العراق كافر  ورغم ذلك حاول العراق بشتى الوسائل ان تكون العلاقة حسنة لكن الذي حصل انه في 13/6/1979 تم اختطاف مقاول مع عماله من الحدود والذين كانوا يعملون على وضع الدعامات الحدودية من جهة محافظة ميسان وفق اتفاقية الجزائر وبقي مخطوفين لدى ايران ولم يطلقهم حتى انتهاء الحرب ثم بدأت المناوشات الحدودية وقصف القصبات العراقية على الحدود والعراق يوثق بشكل يومي كل الاعتداءات برسائل الى مجلس الامن والى الجامعة العربية وفي مؤتمر قمة عدم الانحياز عام 1979 في كوبا التقى الشهيد صدام حسين مع وزير خارجية خميني  من اجل تحسين العلاقة وقدم له دعوة زيارة بغداد ورحب بها الوزير لكن خميني رفض واستمرت الاعتداءات منذ ذلك التاريخ  تخللتها اعتداءات في الداخل العراقي من خلال عملائها مستغلين المدرسة الايرانية فقاموا بتفجير المستنصرية واصابة الراحل طارق غزيز والمرحوم بدر الدين مدثر واستشهاد عدد من الطلبة وجرح العشرات اعقبها رمي القنابل على موكب التشييع من المدرسة الايرانية واستشهد عدد من الطلبة حتى بلغت ذروتها في 4/9/1980 حيث تم القصف المدفعي على خانقين ومندلي  واحتلال نفط خانه وخضر وهيله وسيف سعد وارسال الطائرات لقصف بغداد واسقطت احداهن يوم 4/9/1980 واسر الطيار الايراني واسمه ( حسن لشكري) وهو اخر اسير يطلقه العراق في حملة تبادل الاسرى لأنه دليل على ان ايران هي من بدأت الحرب  ولكن تمادي ايران بالقصف والعدوان واحتلال الاراضي ورغم ان العراق يوثق ويرسل الرسائل الا انه لم يحصل اي تحسن بل تمادوا بذلك واصبح التهديد علني حينما صرح الرئيس الايراني بان لديه عشرين مليون مقاتل لا يستطيع ايقافهم اذا زحفوا الى بغداد فلم يكن للصبر حدود نتيجة هذا التمادي وهذا العدوان فجاء يوم الرد العراقي يوم 22/9/1980 حيث تم تدمير القواعد والمطارات العسكرية الايرانية التي كانت تشكل خطرا على العراق وخلال الاسبوع الاول صدر قرار مجلس الامن الذي يدعوا الى وقف الحرب ووافق عليه العراق الا ان خميني رفضه كما رفض ثلاث قرارات اخرى ورفض كل جهود المصالحة الدولية 

هذا هو يوم العدوان الايراني على العراق في 4/9/1980 حتى يخرس العملاء الذين يرددون ان العراق هو من بدأ الحرب ويطالبون بتعويض إيران

هذه هي الحقيقة الموثقة وكعراقيين تقول (كومة حجار ولا هالجار)






الاربعاء ١١ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة