شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية العدد 335 من مجلة صدى نبض العروبة

يوم الرابع من أيلول تاريخ أسود بوجه إيران الخمينية

 

صار يقيناً، أن خميني لم يخطط لإسقاط نظام الشاه تحت عنوان (ثورة إسلامية) بل إنه خطط لإسقاط أنظمة عربية، أولها العراق، ليصنع الامتداد الجغرافي الذي راود مخيلته للإمبراطورية الفارسية الجديدة المحكومة بنظرية الولي الفقيه التي هي دين جديد لا علاقة له بالدين الإسلامي الحنيف.

 

كان خميني يعول على الطائفية سلاحاً في نقل ثورته الكسروية الفارسية، وكان العراق هدفه الأول، لوجود بؤر صنعها الشاه من قبله لإقلاق الوضع الأمني في العراق وإحداث ثغرات في النسيج الاجتماعي.

نؤكد هنا أن حزب الدعوة العميل، مثلاً، هو منتج إيراني شاهنشاهي قبل أن يكون خمينياً، غير أن للشاه أهدافاً غير الأهداف التي احتضن خميني الدعوة ومثيلاتها من أجل تحقيقها، ثمة شراكة غير منظورة للكثير بين الشاه وبين خميني في العراق.

 

اليقين إذاً أن خميني لم يقم بثورته للاستيلاء على السلطة في طهران، بل أقامها للسيطرة على بغداد وبيروت ودمشق وعمان واليمن والسعودية والكويت وعمان والإمارات وقطر، وعليه فإن إقدامه على مهاجمة العراق في 4-9-1980 ليس صدفة ولا تهوراً ولا اندفاعاً غير محسوب، بل هو هدف من أهدافه المرسومة له أصلاً. وكان يظن خاسئاً أنه يمتلك القوة العسكرية الكافية لإسقاط العراق واحتلاله في أيام معدودات.

 

هكذا بدأ خميني العدوان، واحتل مدناً وقصبات عراقية قبل وبعد يوم الرابع من أيلول ١٩٨٠، وحشد جيوشه، واستحضر كل مستلزمات غزو العراق واحتلال بغداد كخطوة أولى على طريق احتلال باقي مشرق الأمة والخليج العربي والسعودية.

 

الأبواق المسعورة الأجيرة التي نعقت بقول فارغ بأن العراق بدأ العدوان، جاء الزمن ليخرسها ويدينها بعد أن تدخلت أمريكا والغرب والصهيونية لتحتل العراق وتعطيه لقمة سائغة لإيران، وتمتد بعدها إيران بعد ذلك إلى الشام واليمن تنفيذاً لخطة إيصال خميني للسلطة.






الثلاثاء ١٠ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة