شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بيان نعي

بسم الله الرحمن الرحيم

(مِنَ المُؤمنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللهَ عليهِ فَمنهُم مَن قَضَى نَحبَهُ ومِنهُم مَن يَنتظِرُ ومَا بَدَّلوا تَبديلاً)

صدق الله العظيم

 

عِندمَا يَمتَشِق الفُرسَانُ أقلَامَهُم كالسِّيُوفِ الحِدَاد

 

ينعى مكتب الثقافة والإعلام القومي في حزب البعث العربي الاشتراكي، إلى مناضلي البعث والشعب العراقي وجماهير أمَّتنا العربية المجيدة، رحيل المناضل والإعلامي والكاتب سلام كاظم الشمَّاع (أبو زمن) إلى جوار بارئه تعالى ظهر الأمس، بعد أن تعرَّض إلى (ذبحة صدرية) لم تمهله طويلاً.

إنَّنا وإذ نؤمن بقضاء الله وقدره، راضين بمشيئته سبحانه وتعالى، فإنَّنا نشعر بالحزن والأسى لفقدان هذا الأخ الكبير في نفسه وإبائه، المناضل والإعلامي المرموق الذي تصدَّى بقلمه المُبدِع وفكرِه الجوَّال لكل قضايا العراق المحتلّ وأمَّته العربية وحزبه الخالد، فحمل هموم ومعاناة وطنه وشعبه بين جوانحه، رغم ما كان يعانيه من شظف العيش، وعذابات الغربة منذ الاحتلال المشؤوم في سنة 2003م.

وُلِد الفقيد الشمَّاع في مدينة الكاظمية، في عاصمة الرشيد بغداد، في العام1955م، وأنهى دراستَه في بغداد. حيث باشر عمله المهني كصحفي وإعلامي منذ شبابه المبكر، لأنَّه كان يعتبر ذلك واجباً وطنياً يتناسب مع الحركة النهضوية التنموية الشاملة في عهد ثورة السابع عشر من تموز المجيدة في العام 1968م. وكان مُستَهَّل عمله في الصحافة في مجلة ألف باء، ثم في التوجيه المعنوي التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة، خلال خدمته في الجيش العراقي الباسل، وكانت لرفيقنا الراحل زاوية مهمة في صحيفة الجمهورية بعنوان (المجالس مدارس)، عرضت لألوان الحياة الفكرية والثقافية في العراق في عهده الوطني. ومن مآثره تأليف عدد من المؤلفات والكتب من أهمّها: الجندي المجهول، من وحي الثمانين، وكتاب نقاط على الحروف. وقد اشتهر بعلاقاتِه الواسعة مع كبار العلماء والمفكرين والأدباء ، وكان عضواً في نقابة الصحفيين العراقيين، واتحاد الصحفيين العرب. أمَّا مآثره الوطنية والنضالية، فلم يألُ جهداً في أن يَستَلّ سيفه المُهنَّد ليقاتل المحتل الأمريكي والفارسي، أما وأنَّه غادر العراق كرفاقه الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ، فالسَّيف الذي يقاتل به هو قلمه المُبدع الذي يصلي المحتل وأعوانه ناراً مستعرةً.

لقد حمل الفقيد سلام الشمَّاع قضية العراق المحتلّ كما هُم رفاقه في قلبه ونفسه، وتحمَّل نصيباً كبيراً من أوجاع وهموم الوطن، التي رَمَت بثقلها عليه، غير أنَّه لم يشعر لحظةً بالضعف أو الهَوان، وكان مثلاً أعلى للصبر حين البأس، والتَجلّد على أشَّد المكروه. وتميَّز الشمَّاع رحمه الله بدماثة الخُلُق، فكان سَمِحاً، كريماً، طيِّباً، محبوباً بين رفاقه وأصدقائه وشعبه العراقي وأبناء أمته العربية. وهذا هو دَيدَن رجال البعث وماجداته، تلاميذ مدرسة البعث الاخلاقية والنضالية، من هنا تأصَّلت فيه كل تلك القيَم والمبادئ، فكان ورفاقه صُنَّاعاً للحياة وللقيم والاخلاق والعطاء والتضحيات. وهكذا وجدناه مع رفاقه يتصدَّى بكل شجاعة واقدام لمحاولات استهداف البعث في كل المراحل، فلم يتوقف قلمه يوماً عن الكتابة اضافة الى بذل الجهود الميدانية للذود عن الحزب، ولتحرير العراق من الاحتلالين الايراني والامريكي. فقد كانت نفسه تستهوي البعث والعراق والأمة، كما تستهوي الهواء والماء.

 

لقد أوفى المناضل الشمَّاع بالوعد والعهد للبعث والعراق والأمة العربية خير الوفاء وأجمله، رحم الله فقيد العروبة الرفيق المناضل والاعلامي الجريء سلام الشمَّاع.

كما وينعى المكتب الرفيق المناضل والشاعر الأستاذ سامي مهدي الذي وافاه الأجل بعد إصابته بمرض عضال لفترة ليست بالقصيرة. وكان قد شغل عدة مسؤوليات في العهد الوطني، منها مديراً عاماً لدائرة الشؤون الثقافية، وللإذاعة والتلفزيون، ثم تناوب في رئاسة عدد من الصحف والمجلات منها: المثقف العربي، والأقلام، وألف باء، وصحيفة الجمهورية. وللفقيد عدد كبير من الدواوين الشعرية، بلغ أكثر من خمسة عشر ديواناً. .كما أنَّه لم ينسَ المقاومة العراقية بُعيد الاحتلال الغاشم، فأنشد لها عدداً من قصائده الوطنية. من هنا فرحيله بعد حياةٍ حافلة بالإبداع، يُعتبر خسارة وطنية وقومية كبيرة.

 

وبهذا المصاب الأليم يتقدَّم المكتب بخالص العزاء وصادق المواساة لأسر الفقيدين الكريمة ولشعبنا العراقي الماجد والأمة العربية برحيل اثنين من فرسانها الأشاوس، سائلين المولى سبحانه أن يتغمدهما بواسع رحمته، وأن يُكرم نزلهما، ويسكنهما فسيح جنَّات الخُلد، ويُلهم أهلهما وذويهما ورفاقهما الصبر والسلوان.

وإنَّا لله وإنَّا اليه راجعون.

 

مكتب الثقافة والإعلام القومي

في الثاني من أيلول لعام 2022م





الجمعة ٦ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والإعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة