شبكة ذي قار
عـاجـل










انقاذ العراق بين الإصلاح والثورة



فقراء الحال فقط هم من يرقعون ثيابهم لأنهم يعجزون عن استبدالها بجديد، هذه حقيقة لا علاقة لها بالفلسفة ولا بالإبداع التعبيري. ويقابل هذه الحقيقة الوقوع بين مفهومين قد لا تكون بينهما علاقة مرئية ولا يربطهما إلا خيط شفاف: الثورة والإصلاح.

تلجأ الشعوب وقواها الطليعية الخيرة إلى الثورات عندما تواجه ظروفاً قاهرة تتطلب قلعاً شاملاً من الجذور وتغييراً جوهرياً يطال كل مكونات المنظومات السياسية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية.

الثورة هي الطريق الوحيد الذي ينقذ، وينتج الفروقات النوعية المطلوبة وطنياً وقومياً وإنسانياً. أما الإصلاح فله مهام أخرى ترقيعية منها ومن أمثالها ترقيع الثوب المثقب دون ابداله وفي أحسن الأحوال ابداله من سوق الثياب المستخدمة (اللنكات).

الإصلاح في معانيه العامة، هو إبقاء الجوهر وتبديل بعض الواجهات وتعديل بعض المناهج، وهو منهج مقبول ومتداول في الأنظمة المستقرة والدول المستقرة أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وكل ذلك غير متوفر بالعراق المحتل.

الإصلاح لا يصلح كمعالجة لأحوال العراق المحتل، لأن أحوال العراق صنعها غزو واحتلال أسقط الدولة العراقية والنظام والقوانين والأمن والجيش، وغار عبر العملية السياسية والقوى التي تصدت لتنفيذها في طيات البلاد والعباد، وأمعن فيها تدميراً وإرهاباً وتجويعاً وتجهيلاً.

إن الحديث عن إصلاح يقوم به أي طرف ممن دخل العملية السياسية وغرق في مستنقعات فسادها هو عبث وضحك على الذقون.

الحل لحال العراق المتردي هو ثورة شعبية عارمة شاملة مساراتها سلمية ولا تسقط السلاح المقاوم من اعتباراتها قط.






الاربعاء ٤ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب افتتاحية العدد 334 –مجلة صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة