شبكة ذي قار
عـاجـل










مفارقات ليست غريبة من نظام اللصوص الفارسي في العراق.

د. أبا الحكم

 

أولاً- الحروب تقع بين الدول ونتيجة هذه الحروب سقوط ضحايا قتلى وجرحى ومعاقين ومفقودين وأسرى.. ويتم معالجة هذه الأمور في ضوء القوانين والتشريعات المتعلقة بالسلام وبالحرب وإنهاء تبعاتها وتداعياتها.. وتتكفل في ذلك المنظمات الدولية التي تطبق او تنفذ المعاهدات الخاصة بأسرى الحرب والجرحى والمفقودين فيها والقتلى، فضلا عن متابعة تنفيذ اتفاقيات حقوق الأنسان في وقت السلم ووقت الحرب.

ولكن ان يؤسس المحتل الغازي الايراني (مؤسسة الشهداء) ويضع قوائم لا تعد ولا تحصى بأسماء قتلاه الذين سقطوا في الحرب الايرانية- العراقية،  ويقدر عدد مليون قتيل ايراني وجريح ومعاق ، لكي تدفع حكومة عملاء ايران رواتب لهم شهرياً منذ توكيل امريكا لإيران بإدارة الحكم في العراق بواسطة ذيولها ولصوصها وقتلتها والمستفيدين منها ، وهي مبالغ تدفعها حكومة العملاء في بغداد بمليارات الدولارات لعوائل ايرانية يراجعون هذا المؤسسة في العاصمة العراقية لاستكمال ملفاتهم، فهذا امر غاية في الغرابة، فيما سقط الآلاف من العراقيين في الحرب الايرانية- العراقية ولا احد يعتبرهم شهداء دافعوا عن الوطن بدمائهم واموالهم ، والكثير من عوائهم بدون راتب تقاعدي، فضلاً عن الكثير من العسكريين في الداخل والخارج بدون رواتب تقاعدية وهي حق من حقوقهم .

ثانياً- على الجهات المعنية والقوى الوطنية وضع اليد على تلك الملفات في مؤسسة الشهداء في بغداد، طالما هي تروج لمعاملات ايرانية (يعلن اصحابها صراحة انهم القادمون من إيران لاستكمال معاملاتهم واستلام رواتبهم، لأن ذويهم قتلوا في الحرب العراقية- الايرانية) الأمر الذي يستوجب تسجيل المبالغ التي استحوذ عليها الايرانيون منذ ان باشرت هذه المؤسسة عملها في ترويج معاملاتهم.. الوقاحة بلغت بالنظام الفارسي ان يأمر ذيوله بإصدار مشروعات قوانين (برلمانية) عراقية من اجل تكريس النهب الايراني المنظم لثروات الشعب العراقي.. الأمر الذي يستدعي مراقبة التحويلات المصرفية بين العراق وإيران وتسجيل عمليات النهب المنظم من خلالها طيلة تلك الفترة ولحد الآن والعمل على إيقافها.

ثالثاً- العراق دولة محتلة من قبل امريكا وإيران.. قتل المحتل الاول جنرال ايراني اسمه قاسم سليماني.. فلماذا تطالب إيران حكومة العراق بدفع تعويض عن مقتل قاسم سليماني وهو مجرم حرب سقط على ارض العراق والذي قتله المحتل الاجنبي الامريكي الذي يتوافق سياسيا وعسكريا مع إيران منذ ما قبل الاحتلال وحتى الوقت الحاضر؟  لماذا يطلب من حكومة العملاء الذيول دفع تعويض عن مقتل مجرم حرب قتله المحتلون الأمريكيون؟ ثم، لماذا في هذا التوقيت تخرج مثل هذه المطالبات؟ هل ان النظام الايراني يستشعر بأن أجل الحكومة العميلة في بغداد قد اقترب ويستعجل الحصول على أكبر قدر ممكن من النهب والسلب من ثروات الشعب العراقي؟

رابعاً- لماذا لا يسمح المالكي والعامري والحكيم والفياض والخزعلي بتنفيذ مشروع الكهرباء السعودي والكويتي ويهددون بنسف شبكات المشروع إذا ما تمت المباشرة بتنفيذ الاتفاق الذي وقعه الكاظمي، لذر الرماد في العيون، وهو المشروع الذي سيكلف خزينة العراق نصف ما تنفقه حكومة العملاء في بغداد على مصروفات الكهرباء الى إيران وبمليارات الدولارات؟

خامساً- لماذا استبقتْ حكومة العملاء في بغداد مليشيات تركية مسلحة في شمال العراق PKK وهي على علم بقواعدها المسلحة وتدريباتها في سفوح جبل (قنديل)؟ وهي تعلم وغيرها ان ردود افعال تركيا قائمة بالضد من هذه المليشيات التي تدعمها إيران بصورة غير مباشرة كلما تطلب الأمر ذلك؟ وحكومة طهران تتصيد الفرص حين تأمر مليشيات الحشد الشعبي بقصف اربيل وقصف قرى الحدود وتهجير سكانها وقصف المصايف بطريقة خلط الأوراق، طالما ان تركيا ترى ان منطقة جبل قنديل تشكل خرقاً للأمن التركي، فلماذا لا تطرد مليشيات تركيا وتغلق معسكراتها ومكاتبها لكي يعيش الشمال في أمن وسلام؟ هذه العقدة المزمنة، لماذا السكوت عليها وهي مصدر تهديد دائم لأمن العراقيين وأمن العراق؟

سادساً- لماذا يختزل العراق كله في الصراع بشخص مجرم اسمه المالكي؟ ولماذا يظل العراق والعراقيين حبيسي الحلقة المفرغة في صراع فارغ لا نهاية مشرفة له في الأفق؟

سابعاً- الظروف الموضوعية الإقليمية والدولية مواتية وناضجة، والأوضاع الداخلية العراقية مواتية وناضجة، فلماذا لا يحسم موضع سلطة الاحتلال الفارسي للعراق؟

الانتظار سيف ذو حدين فإن فاتت فرصته، ذهب الزخم وهبطت المعنويات وافرغت جذوة الثورة لدى الجماهير...!!


8/8/2022






الخميس ١٣ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة