شبكة ذي قار
عـاجـل










القادسيتين فخر للعرب والمسلمين

وليد الحديثي

 

معركة القادسية الأولى: أحد معارك الفتح الإسلامي لفارس، وقعت في 13 شعبان 15 هـ (16-19 نوفمبر 636)، بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص والإمبراطورية الفارسية بقيادة رستم فرخزاد في القادسية، انتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم.

وكانت أحد أهم المعارك لفتح العراق، لقد تحالف الفرس مع الروم البيزنطيين ضد العرب المسلمين لكن إرادة الله فوق كل إرادة، وقول رسول الله صل الله عليه وسلم عندما بشر المسلمين بفتح بلاد فارس.

 

القادسية الثانية: هي معركة العراق العظيم للدفاع عن بلد التاريخ والحضارات ضد عدو حاقد يريد أن يغزو العراق، بدأت الحرب يوم 4- أيلول -1980 وانتهت بنصر عراقي عظيم يوم 8-8-1988 بقيادة الرئيس البطل الشهيد صدام حسين، خاض خلالها الجيش العراقي أشرس المعارك، وقدم للعالم خططاً عسكرية متميزة في فنون القتال العسكري، وكان لكل عراقي بصمة في تحقيق النصر.

بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصدام حسين رحمه الله، القادسية الأولى والثانية، وقبل كل شيء، لابد من النظر إلى الشخصيتين بعين عربية مسلمة، فالأول عروبي مسلم غيور على أمته قبل الإسلام وبعد دخوله في الإسلام، لا يهادن ولا يستكين في تحرير الأمصار، ومنها العراق، ووقف إلى جانب المثنى بن حارثة الشيباني ضد الاعتداءات الفارسية، وخطا بذلك على نهج رسول الله صل الله عليه وسلم وخطط أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولذلك يكرهه الفرس الذين أوفدوا الملعون أبو لؤلؤة الفارسي المجوسي ليقوم بعملية اغتياله، ليسقط شهيداً بإذن الله.

 

أما الثاني، الشهيد صدام حسين فيكتنز نفس الحب للأمة العربية والإسلامية، وينظر إليهما بعين الحضارة والجهاد، والعمل على رفعتها وتطورها، ولا يقبل المساومة على المبادئ. كما أن صدام حسين ينصر المظلوم، ويعطي حقوق الناس، ولا يخاف إلا من الله، وسقط شهيداً بقرار أمريكي – إيراني.

 

من المستفيد من احتلال العراق؟

خسرت الأمة العربية دولة عظيمة، يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي، ورئيس شجاع حامي البوابة الشرقية للوطن العربي، ومع الحزن والألم بعد احتلال العراق دُمِّر العراق وشعبه ونهبت ثرواته، وقتل علماؤه ومفكروه، وسيطرت إيران على المشهد السياسي والديني والاقتصادي والأمني، وفرقت شعبه، ونشرت الطائفية والدجل والشعوذة والتخلف.

كيف أصبح واقع الأمة بعد احتلال العراق؟

انهار جدار العراق، انهار جدار الأمة، سقطت اليمن، سقطت سورية، وخرب لبنان، وأينما حلت إيران حل الخراب، مع الأسف، أدرك العرب أخيراً الخسارة والضرر من تآمر بعض الأنظمة العربية على العراق.

إن يوم 8-8-1988 يشكل أهم انتصار للأمة العربية في العصر الحديث، يوم النصر العظيم، ذكرى انتصار العراق على أطماع الملالي، يوم النصر العظيم هو يوم ارتفعت فيه هامات الرجال فخراً، وتجلت صور التصدي والبطولة لجيش شجاع عقيدته التصميم على النصر، وأن تبقى عين العراق مرفوعة، ويبقى حامياً البوابة الشرقية.

يوم النصر العظيم، ذكرى الانتصار التاريخي الخالد على أعتى قوى الشر والحقد الفارسي على أمة العرب.

كل من عاش هذا اليوم يتذكر الإحساس بالفخر والعز والشموخ، عندما كانت لنا دولة وكانت لنا سيادة، عندما دحرنا خامس أقوى جيوش العالم في وقتها، وأذاق العراقيون الأبطال الخميني كأس السم، وتجرع الفرس الهزيمة على يد أصلاء العرب عندما كان العراق عراقاً.

الرحمة للشهداء الذين استشهدوا دفاعاً عن العروبة والإسلام والإنسانية، والمجد والخلود للقادة والآمرين والضباط والمراتب في صنوف الجيش العراقي.

يوم تاريخي مهم في ذاكرة الشرفاء، ويوم مخزي لكل من خان الوطن وقاتل ودعم العدو الإيراني.

يوم النصر العظيم... يوم القادسية الثانية ملحمة وجود وتحدٍّ بوجه المجوسية، يوم انتصر العرب على الفرس، يوم مشهود، قد لا يعرفه هذا الجيل، وربما لا يتخيلون وجوده حتى، ويعمل الخونة والعملاء على تغييب سجله البطولي، وكيف كان الإباء والعزة والشرف والكرامة، قاتل فيه كل العراقيين ودمروا القوات الإيرانية الهمجية.

يومٌ أرغم طهران على الانكفاء سنوات طويلة دون أن تظهر للوجود إلا بمعاونة قوى الشر والظلام، أمريكا وإسرائيل والصهيونية العالمية، فعملوا على تقوية إيران وإضعاف العراق.

  

رحم الله شهداء العراق الذين قضوا نحبهم في الجبهات وعلى السواتر، من الأهوار إلى جبال زاخو الشامخة، الذين قدموا أرواحهم من أجل سيادة بلدهم أمام أطماع الملالي.




الاربعاء ١٢ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب وليد الحديثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة