شبكة ذي قار
عـاجـل










لعبة كبرى اسمها(توم اند جيري) لعبتها رئاسات امريكية.!!


هذا هو حال العرب في المسلسل الكرتوني الشهير (توم وجيري)  المتخاصمان، اللذان يعيشان في بيت واحد وتحت سقف واحد .

(توم) الأمريكي و (جيري) الإيراني، ومسألة التطبيع ومحاولات اصطحاب وفد اسرائيلي مع (توم) على طائرته الرئاسية من تل أبيب إلى السعودية، التي باءت بالفشل فسقطت هذه المحاولات بجر المملكة نحو منزلق خطير يؤدي برمزيتها وبوضعها وكيانها إلى منحدر تحالف (ناتوي عربي) ميت سريرياً فضلاً عن تسييس امدادات النفط والغاز للإطاحة بالعلاقات السعودية الصينية والروسية التي ما تعززت لولا الكذب والمراوغة والخداع الذي ابداه (توم) الأمريكي منذ ما قبل ولاية أوباما وسمساره جون كيري فارسي الهوى وحتى ولآية جو بايدن .

النفط والغاز، ليسا لعبة سياسية ولا يمكن التعويل على تقليل انتاجهما أو رفعهما الى مستويات الشحة او اغراق الانتاج العالمي إلا في حدود قدرات الإنتاج واستيعاب السوق العالمية .. فزيادة الأنتاج يؤدي انخفاض الاسعار ومثل هذا الاجراء لا يخدم المنتج إنما يخدم المستهلك كما يخدم المضارب على مسرح السياسة الدولية .. وكما نرى (توم) وقد حط رحاله في السعودية من اجل المضاربة بإنتاج النفط وبإمداداته وبأسعاره مقابل (وعود) وهمية يريد توم بيعها على الذين ذاقوا الأمرين جراء هذه السياسة المخادعة، ولا ننسى ان (توم) قد باع بضاعته المخادعة الى الرئيس الفلسطيني بإعلانه الفارغ تمسكه بخط احلال السلام، فيما كان ترامب قد نقل السفارة الأمريكية الى القدس خلافا لقرارات المنظمة الدولية .

الخداع الامريكي ليس وحده على طاولة المفاوضات إنما هناك قبح وعدم لياقة امريكية ايضاً ..  فالمثل عربي المعروف يقول (ياغريب كن أديب) ، وما على الضيف إلا أن يتحاشى الإساءة  بالتلميح والوقاحة بالإشارة أثناء الحديث .. كل ذلك مارسه (توم- الأمريكي) وهو في ضيافة المملكة وحتى على مائدتها، حين ذكر الضيوف قبل زيارته بأن المملكة (منبوذة) وعلى طاولة المفاوضات طرح موضوع (خاشقجي) وهو موضوع محسوم قضائيا وقانونياً كما شدد على حقوق الانسان وحقوق المرأءة السعودية، وكأنه قاضي عالمي او رئيس محكمة دولية او وصي على حقوق الأنسان وحقوق شعوب الأرض .. فيما لم يلتفت (توم- الأمريكي) الى الشعوب الأمريكية التي ينخرها التعصب والتمييز العنصري والفوارق الطبقية الكارثية ( 5% يمتلكون الثروات واكثر من 43% تحت خط الفقر و30% طبقات شبه معدمة و 22% طبقات وسطى منتفعة من طبيعة النظام الرأسمالي ) .. فلماذا لا يلتفت هذا التوم الى البيت الأمريكي ويلتفت الى ما يفعله (جيري- الإيراني) في المنطقة والشرق الأوسط ويدقق في علاقات (جيري- الايراني) المتينة مع روسيا ومع الصين (عدو) توم الأمريكي المأزوم؟

لست قي معرض الدفاع عن السعودية ولا عن دول الخليج إنما اتحدث في منطق السياسة ومقارباتها .. لأن هذه الدول لها حساباتها ومقاساتها ومدركاتها للمخاطر التي تتعرض لها من ايران وامريكا طوال حقب حكم هاتين الدولتين اللتين تضمران الشر ليس لهذه الدول فحسب إنما لعموم المنطقة على وجه التحديد، الأمر الذي تسبب في شل قدراتها على الحركة والتنمية مع مختلف دول العالم ، ولم تتخذ دول المنطقة ولا دول الخليج أية خطوات (رادعة) لإيران على الرغم من عدوانها المتكرر غير المبرر على شعب المنطقة في ساحاتها وعلى مصالحها الحيوية .. ولا اشير هنا الى موضوع الرد بوسائل عسكرية، وهذا من حقها المشروع، إنما حق الرد بوسائل الردع التقليدية كإستدعاء سفير وقطع العلاقات الخاصة بالطيران وبالمصارف والبنوك والسياحة وحتى قطع العلاقات الدبلوماسية .. كل هذه الوسائل المشروعة لم ترد في ذهن صانع القرار العربي – عدا المملكة المغربية ومصر – أو في ذهن صانع القرار الخليجي.!!

(توم- الأمريكي) و (جيري- الإيراني) يدركان وضع اصحاب الدار في المنطقة والخليج ويرسمان خططهما على هذا الوضع، ولو ادرك اصحاب الدار وعملوا على تحريك الوضع بطريقة الردع بالوسائل السلمية المشروعة، لغيَرَ توم- الأمريكي شيئاً من لعبته القذرة مع (جيري- الايراني)، ولكن لم يحدث غير الإصغاء للهراء الامريكي المشحون بالتسويف والتهديد الأجوف، وبالتالي شراء أوهام الكلام - كلام الليل يمحوه النهار- كما يقال ، والخاسر شعبنا العربي في ساحاته ومستقبله ومستقبل اجياله .

(توم- الأمريكي) يقترح ويضغط ثم يرخي .. و (جيري- الإيراني) يفرض شروطه ويضيف مطالب ويضغط ثم يرخي .. وهكذا دواليك في حلقة مفرغة من سيناريوهات متفق عليها لا تحسم شيئا ، لماذا ؟ لأن ، ملف القضية الفلسطينية والتطبيع جزء مهم منها والجزء الاخر هو إبقاء ما يسمى (المقاومة والممانعة) الفارسية مستمرة في إطروحاتها السياسية والميدانية.

لذلك، لا نجد توم- الامريكي يؤذي جيري- الايراني ، ولا الأخير يؤذي توم ، وهما تحت سقف التفاهم الى ان تتحقق اهدافهما في بعض عُقَدَها القريبة وليست عقدها التصادمية حين تتحول السيناريوهات الى مشاريع على الارض .. أفيقوا ياعرب ، أفيقوا ياجماهير الأمة العربية ، افيقوا يا محبوا التحرر ، أفيقوا من سباتكم ..!!


د. أبا الحكم

23/07/2022  






الجمعة ٧ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة