شبكة ذي قار
عـاجـل










اتركوا لنا العراق وعراقيتنا

الدكتور وليد الحديثي

 

في بداية الاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق، ظهر العديد من المحسوبين على العراق، وكان همهم الإساءة والتنديد بالنظام الوطني العراق ولكن بدرجات متفاوتة، فمنهم من كان أمريكياً بامتياز ومنهم من كان إيرانياً صفوياً بدون خوف أو خجل، بل يعلنها على الملأ.

البعض الآخر متعاطف مع أحدهم لأسباب طائفية وسياسية، انضم الاول للجيش الأمريكي وعمل كمترجم أو متعاون، وهؤلاء القردة وصلوا حد السفالة والعمالة وعملوا جواسيس لصالح المخابرات الأمريكية، وعندما انسحب الأمريكان من العراق أخذوا بعض هذه الكلاب معهم تقديراً لخيانتهم وتركوا البعض سائب في الطرقات القذرة للعمالة.

جماعة إيران من حيث التقييم أجد أنهم خونة طائفيون تخلوا عن وطنيتهم وأعلنوا أنهم أبناء إيران وموالين للخميني والخامنئي على طريقة حسن لعنة الله، وتصوروا أن الطائفية والتبعية والذيلية هي خط النجاة من كل المخاطر، ناسين أن سبب دمار العراق هو إيران منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا.

عملت إيران على التوسع في إنشاء ميليشياتها من خلال إحداث انشقاقات في الجماعات العملية التابعة لها حيث تعمل جميعها إما للحرس الثوري الإيراني أو للاطلاعات، وتم استغلال الشباب العاطل عن العمل ودفع له دراهم معدودات تحت جناح فتوى صنعها قاسم سليماني لتكون محركاً قوياً للدوافع الطائفية وعنصر هدم وتدمير لروح الوطن والمواطنة، وتسهم في تشكيل عداء بين أبناء العراق الواحد، بعد أن قدموا لنا نموذج داعش، والذي شكل أقذر نموذج سيئ في تاريخ العراق الديني والسياسي، وهذا برز بشكل كبير بعد احتلال الموصل وصلاح الدين والأنبار، قدموا لنا صورة أن قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس والحشد الشعبي هم من حرر الموصل التي دمر ساحلها الأيمن بكل ما فيه من تاريخ وتراث وحضارة.

ومع كل الأسف والأسى أن البعض من الناس بحثوا عن مظلات طائفية ظناً منهم أنها ملاذ آمن، وبذلك ساعدوا المحتلين الأمريكي والإيراني على تدمير العراق، وتحويله إلى مكان للعمالة والجاسوسية، في ظل ضعف الإرادة الوطنية، وصنعت شخصيات سياسية عميلة لقيادة هذا النهج وترسيخه في أذهان الكثير من العراقيين، إلا أولئك الذين لا تهزهم رياح الشر وبقوا على العهد يعملون بمبدأ المقاومة والكفاح المسلح والتصدي الفكري لهذا التوجه الخطير والذي لاشك فيه أن قوى الاحتلال نجحت في العديد من المحافظات، ولكنه قد ارتد في بعض جوانبه على العملاء وأسيادهم، وكانت ثورة تشرين خط المواجهة المباشر، لهذا تدخلت إيران من خلال ذيولها وعملائها للمواجهة المسلحة مع شباب تشرين الأبطال.

اليوم على كل الشعب وخاصة مفكريه ومثقفيه وأحزابه وقواه الوطنية التي لم تتلوث بالعمالة لأي محتل أن تضع كل طاقاتها وتشغل كل أدواتها من أجل إعادة روح الحب للوطن والوحدة الوطنية، بعد أن كشفت التسجيلات التي سربت لنوري المالكي أن أحزاب الخيانة لا يهمها دين أو مذهب أو طائفة، بل إنها مكلفة لتنفيذ أجندة خارجية همها اذلالنا وتدميرنا، حتى حين تتظاهرون تخرجون عن عراقيتنا وتتحزبون لميليشياتكم وتعبرون عن مواقفكم النفعية، ولم نرَ منكم وفاء للعراق والعراقيين.

مهما فعلتم بكلكم الذي جاء مع الاحتلال لا تمثلون العراق أبداً، ولا يكفيكم نهري دجلة والفرات لتتطهروا لأنكم رجس من عمل الشيطان.

لو ساند أحدكم ثوار تشرين لكانت توبة مقبولة، وكنا سنحترمكم، كما عفا رسول الله صل الله عليه وسلم عن مشركي قريش، ولو أنكم تجاوزتم كل مشرك وكافر في القتل والنهب والسرقة، حرفتم الدين وسلبتم وحدتنا الدينية ووحدتنا الوطنية.

اتركوا لنا عراقيتنا فهي كنز من كنوز الله التي استودعها في العراق.






الاربعاء ٥ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أب / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور وليد الحديثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة