شبكة ذي قار
عـاجـل










الأنشودة الوطنية "ما هو منك يا شعبنا" وأهميتها في حياتنا

بقلم: وليد الحديثي

 

تمثل الأغنية مدخلاً مهماً لتحريك العواطف والأحاسيس، وهي جزء من عملية التعبئة الوطنية لتحشيد أبناء الوطن على قضية ما، وقد أفلح نظامنا الوطني في العراق قبل الاحتلال من توظيف الأنشودة والأغنية لصالح القضايا الوطنية والعربية، إيماناً وتجسيداً لفكرة أن الفن سلاح في العمل الوطني ووحدة الشعب، وإذا من الأهمية ذكر بعض الأغاني والأناشيد فإن هناك عدداً من الأناشيد التي لا زالت تطربني وتستحضر زمناً عشناه حباً ووفاءً لبلدنا وقيادتنا التي قدمت الكثير من أجل شعبنا وأمتنا العربية.

حدثني الفنان الكبير المبدع الراحل طالب القره غولي عن أنشودة "ما هو منك يا شعبنا ولا له مسكن ويه أهلنا" وهي من ألحانه وكلمات الراحل زامل سعيد فتاح رحمهم الله لمناسبة تأميم النفط، ويقول هي التي قربتني بالرئيس الراحل صدام حسين عندما كان نائباً، فبعد الانتهاء من تسجيلها غادرت مباشرة للعمل كمعلم للتربية الفنية في الإمارات العربية وبعد أيام قليلة بثت هذه الأنشودة، فإذا بالسفير العراقي في الإمارات يتصل بي على هاتف المدرسة ويطلبني لمقابلته والتي بلغني أن السيد النائب يطلب منك العودة إلى العراق ومقابلته، فجهز لي التذكرة وعدت إلى بغداد وأنا لا أعلم ما يريد.

تمت المقابلة وبعد الترحيب قال لي هكذا فنان مبدع لا يغادر العراق بل يبقى بيننا وفعلاً تم نقلي من معلم في الناصرية إلى بغداد معاوناً لرئيس قسم الموسيقى في الإذاعة وعملت مع الفنان الراحل وديع خوندة، وقدمنا الكثير في كل المناسبات الوطنية والقومية.

هذه الأنشودة تهز كيان وعاطفة كل عراقي وعربي شريف يحب بلده وشعبه وأمته.

أين حكام العراق اليوم من هذا الولاء والوفاء؟

مع الأسف ارتضوا أن يكونوا ذيولاً تابعين، فيا عارهم وخزيهم.

اليوم تنطبق عليهم كل كلمة وردت في هذه الأنشودة ومطلعها:

 ما هو منك يا شعبنا ولا له مسكن ويه أهلنا

لا حلال عليه مي دجلة وفرات

لما يصون رغيفنه لبيه الحياة

ولا له بين زلامنه جلمه ومكان

إلي يرضه بذله ويعيش بهوان

ترابنه يتبرا منه واحنه نتبرأ منه

لما يشد حزامه وي شدة حزمنه

احنه مره نعيش .. مرة نموت

مرة بكل عمرنا

ألف هنيالة.. ألف هنياله

إلي يستشهد بحبك يا وطنه

 

لا زالت هذه الأنشودة عروس محبتنا ووحدتنا الوطنية، ولا زالت فرقة الإنشاد العراقية تهز مشاعرنا وتذكرنا بالزمن الجميل وقمة جماله أننا كنا شعباً واحداً لا طائفية ولا عرقية، إخوة متحابين في وطن واحد كراماً أعزة، إنها أيقونة اليوم، وتنطبق على الجميع، فمن كان عراقياً أصيلا فهي له ولوطنيته، ومن ارتضى أن يكون ذيلاً فهو ليس منا.






السبت ١ محرم ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب وليد الحديثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة