شبكة ذي قار
عـاجـل










"يا ولـد انتبه على نفسك وإذا ما تنتبه نطكــك على خشمـك"

 

اخترت هذه المقولة للشهيد صدام حسين رحمه الله عنواناً لموضوع مقالتي، وقد وردت هذه المقولة ضمن سياق حديثه رحمه الله أثناء لقائه وفد من الأشقاء الجزائريين في بغداد عام ٢٠٠١ ، وكانت لها في حينها ولا تزال صدى عربي وعراقي رغم أنها لم تتجاوز العشر كلمات، وقد تميزت ببساطة كلماتها ولكنها كانت كبيرة بمعناها  لأنها بحد ذاتها تعبر  وتوضح  الرؤية والأسلوب في النهج المتبع لنظامنا الوطني  لحماية وحدة شعبنا ووحدة البلاد في مواجهة أخطر المؤامرات التي  تعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي، وكيف كان يواجه ويضع حد لكل من  يحاول أن يتآمر ويشق وحدة الصف الوطني، وكان سيادته ينبه الإخوة الجزائريين لكي يأخذوا حذرهم من أمثال هؤلاء في الجزائر.

ولا يخفى على الجميع أن تمزيق وتفريق الشعب له عدة وسائل وطرق يسلكها من يبتغي تحقيق مأربه الدنيئة ولكن يبقى الأخطر هم من يتخذون من ممارسة الطقوس الدينية وسيلة لتمزيق الشعب. وحقيقة رغم بساطة التعبير الذي هو أحد صفات الشهيد عندما يريد توضيح مسألة ما في أي جانب من جوانب إدارة الدولة إن كانت على الصعيد الداخلي أو الخارجي، فقد كان رحمه الله معروف بصدقه وصراحته والشجاعة في قول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم.

ولذلك في حينها أثارت تلك الكلمات على وجوه الحاضرين الارتياح والقبول والتحية لها بالتصفيق الحار. وللأمانة وخصوصاً اليوم وما يعيشه العراق بعد الاحتلال من تمزيق للشعب ونشر الأفكار الطائفية فهم الآن يستذكرون هذه الكلمات ويرون فيها البلسم الشافي للجروح التي يعيشها الشعب بسبب التمزق الاجتماعي نتيجة للسموم الطائفية.

وكما ذكرت آنفاً أن الطرق والأساليب التي تتبع في تمزيق الشعب عديدة، وإن أشدهم خطراً   في لعب هذا الدور الخبيث هم الأحزاب الطائفية، وكان لهم الدور الرئيسي والمحرك لهذا الفعل الخبيث.

ولكنني هنا  سأتناول واحذر  من أشخاص  قد يحاولون ممارسة مثل هذا الدور  ولكن بشكل غير مباشر الآن ومستقبلاً من المتوقع أن يكون مباشراً  ويكون  هدفهم هذه المرة هو وحدة الحزب وجماهيره وكل من يدافع عن  نظامنا الوطني السابق إن كانوا  من الذين عاصروا فترة النظام وعملوا  فيه  من خلال مؤسسات الدولة أو  فئة الشباب أو كانوا صغاراً بالسن آنذاك، وحتى ممن ولدوا بعد الاحتلال ولكنهم   يسمعون من ذويهم ومعارفهم الذين يكبروهم بالسن وعاصروا فترة النظام الوطني، أو ما  يطلعون عليه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي توثق معلومات ووثائق وغيرها من الأدلة التي تعطي صورة رائعة  عن فترة حكم النظام الوطني قبل الاحتلال. وكيف كان العراق ذا سيادة ودولة ونظام، وهناك الكثير من الوطنيين الشرفاء ممن لا زال يكتب عن الكيفية التي كانت تدار بها مؤسسات الدولة وتعمل في كل مجالات الحياة وتجتهد بكل إمكانياتها لتوفير الصحة والأمان والدفاع عن سيادة البلد ودعم التعليم وتقديم الخدمات في كافة المجالات والحرص على تأمين الغذاء لكل فرد من أفراد الشعب بضوابط ونظام البطاقة التموينية.. بحيث أصبحت عبارة الزمن الجميل صفة لنظامنا الوطني.

ومن نحذر منهم ونعتقد أن لديهم نوايا مسبقة في زرع الشك في قلوب من ذكرناهم من جماهير الحزب والشعب تكون أسبابهم ودوافعهم مختلفة، وهؤلاء هم:

أولاً: إما أن يكونوا أداة بيد جهة ما تدفعهم أن كان جهات خارجية أو داخلية من (أحزاب وأتباع السلطة العميلة).

ثانياً: أو يكونون ممن لديهم دوافع شخصية نفسية مريضة نابعة من طبيعتهم النرجسية.

ثالثاً: أو من الذين يشعرون بالنقص بسبب فقدانهم لمواقع وظيفية كانوا يشغلونها قبل الاحتلال ودفعتهم أنفسهم المريضة إلى أن يستغلوا ما يملكونه من معلومات بحكم وظيفتهم السابقة في أحد مفاصل الدولة وبسبب الاحتلال خسروا الجاه والمنصب الذي يبدو أنه كان هو الوسيلة التي يستغلوها لجعل   مكانة لهم بين المجتمع وليس لخدمة الدولة، وبفقدانهم لهذه المناصب أصبحوا يعيشون حالة من عدم التوازن..

وقد تحدث الشهيد صدام حسين عن مثل هؤلاء عندما قال (إذا اردت أن تختبر إنساناً فعليك عندما تعطيه منصب مهم تراقب تصرفاته وعندما ينزل إلى منصب أقل تقارن بين تصرفاته إن فقد توازنه أم لا).

وأيّ كان من تلك الأسباب لكنهم جميعاً ولغرض تحقيق ما يصبون إليه فقد استغلوا ما يملكونه من معلومات للتصريح بها مع تضمينها معلومات كاذبة يمكن أن تجلب انتباه من يسمعها أو أن يكون لها رد فعل وصدى في نفوس من يسمعها بغية إشباع رغباتهم التي تطمح بالظهور على الساحة، ولكي يصنعوا لأنفسهم هالة تشبع غريزتهم المريضة وكأن لسان حالهم يقول ها نحن موجودون ولا زال لدينا تلك المكانة السابقة!!

ولكي نوضح أكثر من دون ذكر للأسماء لكيلا يعتبر الموضوع ذا طابع شخصي فإن هناك ممن نقصدهم قد عمل في زمن النظام الوطني في مجال الإعلام مثلاً او في الأجهزة الأمنية وغيرهم من عملوا في مجالات أخرى.

وكان لكل منهم أسلوبه الخاص  في إيصال وتسويق نفسه فمنهم من اتخذ موقعاً إلكترونياً خاصاً به يدلو من خلاله بالمعلومات التي تخص وظائفهم السابقة أو نرى البعض منهم أصبح  ضيفاً مستمراً ببرامج وقنوات مشبوهة تدار من قبل مقدمين عملاء يملأ الحقد قلوبهم على النظام الوطني وهذا  بحد ذاته يكفي لان نضع دائرة حمراء حولهم  ونحذر منهم ونتحسب لهم  مستقبلاً  خصوصاً وانهم  لم يظهروا العداء الذي يضمرونه في قلوبهم بشكل واضح ضد نظامنا الوطني لذلك هم يحاولون أن يبينوا  بأنهم  لازالوا على (عهدهم بالولاء) لحزبنا المجاهد ونظامنا الوطني ، وهم  في  كثير من أحاديثهم  يمارسون التدليس مع الكذب المفضوح  من خلال ضخهم لمعلومات غير صحيحة لا بل وصل البعض منهم إلى حد (الشماتة)  بالنظام الوطني قبل الاحتلال ..!!

ومنهم وعلى سبيل المثال من تحدث وزعم بأنه على اطلاع كيف كانت تتم طريقة تعيين السفراء في زمن النظام الوطني من قبل القيادة وادعى زوراً بانها تعتمد على (المزاج والعشائرية) دون أي اعتبار للكفاءة أو المعلومات الشخصية عنهم.!!!!!!! وتناسى متعمداً بأنه كان هناك معهد للخدمة الخارجية لا يسمح للمتخرج منه ان يقل معدله عن ٨٠% من العمل في السفارات والقنصليات ويبقى عمله داخل القطر في وزارة الخارجية. لا بل يبالغ في كذبه ويدعي بأنه من خلال علاقته الشخصية مع عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية توصل إلى ذلك. وهذا كلام يخالف الواقع آنذاك.

حيث أن جميع من عمل في زمن النظام الوطني قبل الاحتلال يعلم أن الدولة كانت دولة مؤسسات وأن التعامل بالمعلومات مهما كانت أهميتها ليست واقعة تحت يد كل من هب ودب بل إن المعلومة واي معلومة مهما كانت سريتها وأهميتها يتعامل بها وفق مبدأ (المعلومات لمن يحتاجها) وهذا سياق عمل ثابت وخصوصاً في الدوائر المهمة كالأجهزة الأمنية ومفاصل الدولة العليا.

وهناك أيضا من يتحدث بوسائل الإعلام عن معلومات تخص الأجهزة الامنية الوطنية قبل الاحتلال وهو بهذا يخون الأمانة والقسم الذي قطعه على نفسه في حفظ اسرار الدولة ويتعامل مع المعلومات التي يتحدث بها كأنها ملك شخصي له!!  في حين أن اي معلومة وصلت إليه بحكم عمله هي تعتبر من ارشيف الدولة وملك لها ولا يحق لأي كائن التصرف بها وإنها ليست حق شخصي مكتسب يعطيه الحق بان يصرح بها متى ما يحلو له.

هؤلاء المتلونون بمواقفهم الآن فيهم من الخطورة في المستقبل أكثر مما هم عليه الآن، خصوصاً وأن هناك الكثير ممن يتابعهم ويستمع لهم بدأ يتعامل مع ما يتحدثون به من معلومات بأنها (ذا مصداقية) عن كيفية إدارة الدولة سابقاً لأن من يتحدث بها كان يعمل في مفاصل تعتبر مهمة وأنه لازال يعتبر هو من (مؤيدي النظام الوطني)

وإن كل ما يتحدث به هو (صحيح) باعتبار أن المتحدث ليس من أعداء النظام الوطني وهذا ما يظنه الكثير مع الأسف.

في حين أن ما يتحدثون به من أكاذيب هي من صنع خيالهم المريض ويمزجوها مع معلومات صحيحة حصلوا عليها بحكم عملهم السابق، وبذلك يمكن أن تأخذ بمجملها على محمل الجد من قبل الكثير وهذا الأسلوب هو أسلوب خلق الإشاعات المغرضة حيث يتضمن الخبر أو الإشاعة ٩٠% معلومات صحيحة والباقي معلومات كاذبة لكي يتم تصديقها بمجملها، وهنا تكمن الخطورة عندما يصدقها كثير من المتلقين.

وما يثير حفيظتنا أكثر من هذه النماذج والتحسب لها هو بسبب صفاتهم وطباعهم التي غالباً ما تكون ذا رد فعل انفعالي وغاضب ضد كل من يعارضهم أو يكذب اي معلومة يتحدثون بها أو حتى الذي ينصحهم بترك تصرفاتهم غير المسؤولة وكثيراً ما يكون رد فعل البعض منهم فيه من قلة الأدب بسبب غضبهم وهنا تنطبق عليهم الحكمة التي تقول (من أطاع غضبه أضاع أدبه).

لذلك فإننا أولاً نؤكد على تنبيهنا من مثل هؤلاء، وذلك بعدم أخذ ما يتحدثون به على محمل الجد، بل يجب اعتبارهم من مروجي الإشاعات المضادة لنظامنا الوطني.

وثانياً نقول لهؤلاء نحذركم من الاستمرار بهذه الأعمال التي تدل على إنكم لم تكونوا يوماً ممن تربوا بين أكناف حزبنا المجاهد ونظامنا الوطني وعليكم العودة إلى رشدكم وتنتبهوا إلى تصرفاتكم وما تتحدثون به الذي لا يعطي صورة عنكم إلا أنكم تتبعون أسلوباً رخيصاً وعملكم لا يتعدى المتاجرة بالمعلومات التي هي أساساً ليست ملك لكم، وإنكم بذلك تخونوا الأمانة التي وضعتها الدولة قبل الاحتلال فيكم وثبت بأنكم لستم أهلّ لها.

لذلك ننبهكم بأن المستقبل لن يرحمكم، وعندما يأذن الله إن لم تنتبهوا إلى أنفسكم وترعوا سيكون التعامل معكم بنفس طريقة تعامل نظامنا الوطني مع من يريد تمزيق الشعب (ونطـركم على خشومكـم) ولن نسمح لكم وقد خنتم الأمانة أن تلعبوا دوراً تحاولون من خلاله شق صفوف الحزب وجماهيره وكل من يدافع عن النظام الوطني وتشويه الصورة الرائعة التي يختزنها الشعب بمعظمه عن النظام قبل الاحتلال. فلذلك ولما أشرنا إليه من ملاحظات ومؤشرات مريبة عن  مثل هؤلاء  فعلينا  أن نضع في حساباتنا أنه من الوارد جداً  أن يحصل منهم  مستقبلاً  ما هو أخطر من  الذي يحصل الآن، لذا  يتوجب علينا أولاً تكذيب ما يصرحون به وعدم  اعتبارهم مصدراً موثوقاً للمعلومات ويفترض من الآن أن يتحصن الجميع منهم لكي نجعل من الأرضية التي يقفون عليها أرضية رخوة ممكن أن يغرقوا فيها في اللحظة التي يكشفون بها عن أنيابهم ونواياهم السيئة ضد نظامنا الوطني والامتناع عن تناقل ما يصرحون به لكي لا نصنع منهم أشخاصاً (ذوي شأن) بعين الناس كما يسعون له ويحلمون به،  ونكون مساهمين بشكل  مباشر أو غير مباشر  في أن نجعل  منهم قنابل موقوتة ممكن أن  تنفجر  في طريق جهادنا، بكل ما يحملوه من حقد ونفس أمارة بالسوء.

 

الرفيق الثابت على المبادئ






الاحد ٢٥ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الثابت على المبادئ نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة