شبكة ذي قار
عـاجـل










في الذكرى الرابعة والخمسين لثورة البعث المجيدة في العراق ١٩٦٨

استراتيجيات تثوير الاقتصاد العراقي

 وبعض معالم تنفيذها الخلاق

 

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق

 

 

مدخل:

أنجزت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها حلف من ثلاثين دولة، من بينهم إيران وبعض دول الخليج وأنظمة عربية أخرى، خطتها لغزو العراق سنة ٢٠٠٣ م بعد أن انتظرت أكثر من ٣٠ سنة، تخللتها محاولات لإسقاط النظام وحروب مباشرة  وأخرى بالنيابة، وحصار فريد من نوعه تواصل لأربعة عشر سنة، وتمكنت من ذبح النظام الوطني الذي أسسه حزب البعث العربي الاشتراكي في ١٧-٣٠ تموز عام ١٩٦٨ وتمكن من تحرير العراق سياسياً واقتصادياً، وانتقل به رغم ظروف المواجهة لعدوان امبريالي صهيوني إيراني متواصل إلى بلد متقدم وامتلك نواصي الرقي بالإنسان وبأدوات الإنتاج وصار رقماً صعباً في كل معادلات العالم.

استراتيجيات تثوير الإنسان العراقي:

وضعت ثورة تموز المباركة الإنسان العراقي في ذروة اهتمامها بحيث يمكننا القول إنها اعتبرته قيمة عليا، وأن كل ما ينفذ من إنجازات ثورية تصب في مجملها في خدمة الإنسان. وكانت الاستراتيجيات القصيرة والبعيدة المدى للثورة تتلخص بإزالة أمية وجهل الإنسان العراقي وتخلفه وفي رفع مستويات معيشته وتطوير الخدمات المقدمة له.

 

تم تنفيذ هذه السياسات بدقة وشمولية عبر تطوير التعليم بكل مستوياته وأنواعه وفي إصدار قوانين إلزامية التعليم ومجانية التعليم وعبر الحملة الوطنية الشاملة لمحو الأمية. وتم القضاء بشكل تام على البطالة، وارتفع مستوى الدخل إلى درجة تفوق بعض دول الجوار والغنية منها بالذات. وتطورت نسب النمو السكاني بشكل لافت واهتمت الدولة بوسائل الإسكان المختلفة.

استراتيجيات تثوير الاقتصاد العراقي في قطاع الزراعة:

بتأميم النفط العراقي، وفرت ثورة تموز القواعد المادية الضرورية لبناء اقتصاد متين يعتمد الزراعة والإنتاج الحيواني ركناً حيوياً من أركانه. ارتكزت الاستراتيجيات التي نفذتها الثورة في قطاع الزراعة والإنتاج الحيواني على عقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي في حق الفلاح بتملك الأرض وسيادته التامة عليها، وهذا ما قاد إلى تطوير قانون الإصلاح الزراعي.

 

تم استصلاح مساحات واسعة من الأراضي أضيفت إلى الأرض الخصبة، وأقيمت المئات من المشاريع الزراعية العملاقة، وتم إيصال المياه لكل شبر من أرض العراق.

 

شقت السواقي والترع والأنهار وأقيمت السدود لأغراض مركبة، وتم ربط الريف العراقي بالمدن بشبكات طرق معبدة، وفعلت الجمعيات الفلاحية وجهز الفلاحين والمزارعين بالبذور وأدخلت المكننة، وأعطت الدولة الكثير من الفلاحين سيارات إنتاجية ومكائن مختلفة وتم بناء مدارس في القرى والأرياف ومستوصفات.

 

استلمت الدولة المنتجات الزراعية الاستراتيجية من الفلاحين والمزارعين بأسعار مجزية، وتم تطوير قطاع البيطرة لخدمة الثروة الحيوانية التي شهدت نمواً واسعاً ممثلاً بإقامة مصانع الإنتاج الحيواني وتربية الجاموس والأبقار والدواجن ومساعدة البدو في الاستيطان وتنمية ثرواتهم من المواشي.

 

استراتيجيات تثوير الاقتصاد العراقي في الصناعة

 

وضعت استراتيجيات تطوير القطاع الصناعي بعناية وتدرج منطقي، تضمنت أولاً تدريب الكادر وتأهيل علماء وفنيين في مجالي التخطيط والتنفيذ. تم تأسيس الهيئات الصناعية المتخصصة ووضعت دراسات التوسع والتطوير إلى جانب دراسات الإنشاء الجديد.

بنيت مئات المصانع في مختلف قطاعات الإنتاج لسد الحاجات المحلية المتزايدة وللتصدير وخاصة في قطاع الغزل والنسيج وإنتاج الأقمشة والملابس الجاهزة وقطاع البناء والانشاءات وقطاع الصناعات الغذائية والصناعات الكهربائية والإلكترونية والصناعات البتروكيمياوية والأسمدة والورق والحديد والصلب والصناعات الميكانيكية كصناعة المكائن والمعدات الزراعية والسيارات، وطورت الصناعات الكيمياوية المختلفة لخدمة الصناعة في القطاعات الأخرى، واهتمت الثورة بالصناعات التحويلية.

 

أنتج العراق آلاف البضائع ووصل إلى إنتاج السلاح والدبابات والصواريخ والمدافع والمعدات الهندسية.

الخلاصة:

تمكنت الثورة ورجالها وشعبها من تحويل العراق إلى بلد متقدم اقتصادياً وينافس في حلقات علمية وتقنية معينة أكثر دول العالم تقدماً. وهذا هو سبب تكالب دول وقوى العدوان التي انتهت بغزو العراق وتدمير ما أنجزه شعبنا تدميراً شاملاً.





الاثنين ١٩ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة