ثورة تموز المباركة

منيرة أبو الليل

قام بها حزب البعث العظيم من أجل استعادة ثروات وطنهم وفي يوم ١٧ تموز عام ١٩٦٨ بالتقدم نحو القصر الجمهوري وإجبار الرئيس بالتنحي عن منصبه، سميت بالثورة البيضاء لأنها أتت دون دماء، وأغلقت الطريق أمام كل من يفكر بسرقة الوطن لأن البعث كان حلمه الوحيد بناء وطن خالٍ من أي تدخل أجنبي عليه ويكون مستقلاً بكل مقدراته حتى يستطيع النهوض بشعبه فأصبح الحلم حقيقة على أرض الواقع.

فكان تأميم النفط من الأولويات بالنسبة له لأنه الأساس في رخاء الوطن وجعله وطناً قوياً يحسب له ألف حساب، وقد أخذ على عاتقه بأن يجعل كل عراقي فخوراً بوطنه فأصبح التعليم مجانياً ومتاحاً للجميع وصنع جيشاً قوياً ليكون سنداً لوطنه أولاً وأمته ثانياً، فكان الجيش العراقي مضرب مثل لكل عربي لأنه تعلم مبادئ وقيم البعث حتى صارت كظله وشمل أيضاً باقي مناحي الحياة عامة مثل الصناعة والزراعة وبناء الجامعات والمدارس لكل فئات الشعب، وأغدق على التعليم العالي بحيث يستطيع المتفوق أن يكمل مشواره العلمي للنهاية حتى يعود ليكمل المسيرة في بناء الوطن .. وعندما تسلم البعث الحكم في العراق جعل منه وطناً مستقلاً بكل معنى الكلمة، وصار قوة لا يستهان بها وكان الرديف القوي لأمته في خوضها الحروب ضد الكيان الصهيوني وهو البلد الوحيد الذي كانت فلسطين ضميره الحي لأنه يريد خروج المحتل منها، لهذا وقف العالم الغربي ضده لأنه يقف عثرة أمام مخططاته في سرقة موارد هذه الأمة وتحجيم دور أمريكا في تلاعبها في المنطقة العربية، وأيضاً تحجيم دور الفرس في نشر الطائفية التي غدت منتشرة في أرجاء الأمة العربية بعد احتلال العراق وظهور ما يسمى بالربيع العربي  ، والتي جعلت من أمتنا مسرحاً للقتل والنهب والطائفية والجهل والفقر، والأهم من هذا كله أن الأمة أصبحت في يد البنك الدولي الصهيوني ليكون المتحكم في قراراتها المصرية والنفط يكون بيد أصحاب القوى العالمية، وسعيهم أن يرجع العراق وطناً متخلفاً همه الطائفية التي أكلت مقدراته وصار الفقر عنوانه لأنه محكوم من الفرس والصهيونية وحكام من ورق، وصار القتل على الهوية . وإذا أراد الشعب العراقي أن يعود كما كان إبان حكم البعث الوطني عليه أن ينبذ الطائفية ويتوحد من أجل استعادة ثروات وطنه التي تهبت منه تحت ذريعة الديمقراطية التي جاء بها المحتل ليسرق ما حققه  البعث بالعراق ولأنه لا يريد شعوب مؤمنة قوية بوطنها.