شبكة ذي قار
عـاجـل










التيار الإسلامي  وعدائه للقومية العربية  شواهد وحقائق تظهر الدور البريطاني –  الحلقة الأولى

زامل عبد


قبل الكتابة في الموضوع لابد من الإشارة الى ان التيارات الفكرية التي اتخذت من الإسلام صفة تمت صناعتها في دهاليز المخابرات والماسونية والصهيونية لغرض قتل الإسلام المحمدي أولا وتجريد الامة العربية من محتوى قوتها ولقائها الإنساني مع الأمم والشعوب المضطهدة ثانيا ، والامر يتطلب الوقوف عند الدور البريطاني المعلن والخفي في الوطن العربي كي تبقى بريطانيا هي القوة الفاعلة في كل مجريات الحياة الدولية والإقليمية ضمن المنطقة وكان من ابرز الأساليب التي اعتمدتها بريطانيا سياسة فرق تسد ، وهناك حكمة بليغة اعتمدها مستشار الامن القومي الأمريكي الأسبق  بريجينسكي تقول ((  من يتعلم من الدروس الحقيقية للتاريخ  يجب أن يرى الحقائق بطريقة متمايزة  ))  وهذا هو المطلوب منا كمؤمنين بقضيتنا وعدالتها  ،  ولعل التاريخ وثق الدور البريطاني منذ أن كانت بريطانيا القوة العظمى في العالم  ويخطئ من يظن أن الدور التخريبي توقف  بعد أن أصبحت أمريكا القطب الأقوى في العالم  قبل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي  ،  وهنا يأتي الحديث عن الدور البريطاني في لعبة الشرق الأوسط الجديد وبالتحديد في  { العراق  وسوريا  ومصر } للنضج القومي فيهم  ،  فكان الخيار نشر الفوضى وجني المكاسب ودرء المخاطر باقل الخسائر فخلال تاريخ بريطانيا في الشرق الأوسط  خاصة والعالم عامة ، تميزت سياستها بالمراوغة ونشر الفتن بين الطوائف والقوميات ، أي سياسة -  فرق تسد أو تحكم  ،  ومنذ دخولها الى الشرق الأوسط والهند في القرن الثامن عشر وطردها للهولنديين والبرتغال والفرنسيين اتبعت بريطانيا سياسة التفرقة بين الدول ، فقسمت الخليج العربي إلى عدة إمارات ومشيخة وفرضت عليهم اتفاقيات سميت ((   بالمانعة والابدية  )) اي انها تمنع هذه الامارات من عقد أي اتفاقية مع أي دولة بدون موافقة الحكومة البريطانية  وابدية أي لانهاية لها  ثم بدأت بالتدخل في العراق في العهد العثماني من خلال الارساليات والبعثات التجارية وخاصة شركة الهند الشرقية التي افتتحت لها فرعا في العراق  وبدأت بالعمل من خلال التعاون مع الولاة العثمانيين والعشائر في العراق ، حتى الحرب العالمية الأولى تاريخ احتلالها للعراق ، اذ اشارت على شركاءها الفرنسيين والروس بتقسيم منطقة الشرق الأوسط الى عدة دول تتولى كل دولة منها إدارة هذه الدول ، الا ان قيام الثورة البلشفية في روسيا عام  1917 جعلها تنسحب من الحلف ، وبقيت اتفاقية (( سايكس –  بيكو ))  بين فرنسا وبريطانيا ، حيث ضمت سوريا ولبنان الى فرنسا والجزيرة العربية والخليج والعراق وفلسطين تحت الانتداب البريطاني واقطار المغرب العربي بين الفرنسيين والايطاليين ، وقد عملت على اذكاء الفرقة المذهبية والدينية بين شعوب مستعمراتها في الشرق الأوسط  ولا زالت تعاني منها الى اليوم  فقد قسمت المنطقة الى عدة دول وامارات ، إضافة الى وجود مناطق نزاع بينها ، كذلك جعلت مناطق حدودية مشتركة بين دول الشرق الأوسط والخليج لتكون مثار خلاف يمكن استغلالها لإثارة الحروب بين دولها ، مثل المناطق المشتركة بين الكويت والسعودية والعراق والسعودية  وقد تم تقاسم المنطقة لاحقا ، واستمرت بريطانيا في اثارة المشاكل وخلق التيارات والتجمعات التي تتلاءم مع مصالحها ، فعندما انتشر المد القومي في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي عملت بريطانيا من خلال حكام الدول التابعة لها على تأسيس جامعة الدول العربية ، إذ إن اغلب الدراسات تؤكد على دور بريطانيا في انشاء الجامعة العربية عام  1945 ، وذلك لمنع أي توجه قومي وحدوي بين الدول العربية ، كذلك أصدرت وعد بلفور سيء الصيت بمنح فلسطين لليهود ، كذلك قامت بالمساعدة في تأسيس جمعية الإخوان المسلمين في مصر التي انتشرت في الأقطار العربية الأخرى  بذات الاسم او اتخذوا اسما اخر كالحزب الإسلامي في العراق  والنهضة في تونس لمواجهة المد الديني في المنطقة الرافض للاستعمار البريطاني  والفرنسي وإن أول اتصال بين الإخوان والحكومة البريطانية كان في عام 1941 ، وهو العام الذي ألقى فيه القبض على حسن البنا مؤسس الجماعة  ولكن مع إطلاق سراحه سعت بريطانيا للاتصال بجماعته ، وحسب بعض المصادر فإن بريطانيا عرضت على الإخوان تمويلا ماليا مقابل التأييد لبريطانيا منهم ، وقد لوحظ هدوء نسبى في نشاط الإخوان المضاد لبريطانيا بعد العرض بقليل ، وكان أيضا دور جماعة الإخوان في التصدي للحركات القومية في الأقطار العربية الثلاث خاصة { مصر وسوريا والعراق  } المعادية للاستعمار البريطاني ، إذ سعت بريطانيا لاستغلال العناصر الدينية متمثلة في الإخوان المسلمين للقضاء عليه ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت بريطانيا تتعاون مع الإخوان  والدور البريطاني في عمل وتركيب المرجعية الدينية التي افتى بنشؤها الطوسي في العراق خدمة للمحتل والغازي طهماسب وهولاكو ومن جاء بعدهم من اقوام احتلت العراق وعملت على إشاعة الفتنة والصراع بين أبنائه  ، أما الفترة الحالية فان الاتصالات لم تنقطع بين المخابرات البريطانية والجماعات الإسلامية سواء كانت اخوانية أو ما خرج عنها من أحزاب وحركات ك{ التحرير   الفاطميون -  حزب الدعوة  - او سلفية  ... الخ  }

يتبع بالحلقة الثانية





الجمعة ١٦ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة