شبكة ذي قار
عـاجـل










رداً على ادعاء من يدعي، هذا هو البعث  -  الحلقة الثالثة

 

زامل عبد

 

ردا على الدعي –  أبو منتظر الطالقاني -  وتضليله وخداعة  وكذبه  أقول له ولأمثاله من الذيول من خان الأمانة -  صدق وصفاء الدين الإسلامي  -  من اجل ملئ بطونهم بالسحت الحرام والجاه الزائف المنتهي بانتهاء حمايتهم من قبل نصارى يهود واعوانهم  ، أقول بالدليل القاطع والبرهان  يتعامل البعث مع مسألة الدين وفق مسارين ، فهو من جهة لا يعادي الفكر الديني الأصيل ، وغير المشوه الذي جاءت به الكتب السماوية والرسل الذين حملوها ، بل استلهم منها القيم الخالدة المبنية على تحقيق العدالة والمساواة وحرية الإنسان ، والعيش المشترك في المجتمع بسلام وأمان ، بعيداً عن العنف والفرقة ورفض الظلم والعبودية ، ورفض تقسيم المجتمع إلى مسلم وغير مسلم   ومن جهة ثانية ــ  ومن حيث المبدأ ــ  رفض البعث تسيس الدين  ،  لأن فيه تفريقاً للدين نفسه ــ لوجود مذاهب متعددة لدى المسلمين ــ وللمجتمعات وتمزيقها في الوقت نفسه ، اخذا بعين الاعتبار أن المجتمع العربي يضم كل الديانات والطوائف والمذاهب ، وليس المسلمين وحدهم ، حتى ولو كان المسلمون أكثرية في بعض المجتمعات فهذا لا يعني تسيس الإسلام وإخضاع المجتمع بكل تنوعه وفسيفسائه الديني إلى  حكم باسم الإسلام  حكم بعيد فعلياً عن جوهر الإسلام ، بل هو تطرف يخرج الإسلام عن جوهره وقيمه ، طالما أنه يفرق بين المسلمين أنفسهم على أساس مذهبي ، وهذا الذي يحصل اليوم في العراق وسوريا واليمن ولبنان المختطفة فعليا من قبل حزب الله الذراع الإيراني   حيث انتشرت فصائل تدعي انها إسلامية اعترى فكرها الجمود والتطرف ، وبدأت تشرع نظاماً تقول عنه إنه إسلامي لكنه في الحقيقة ، بعيد كل البعد عن الإسلام وقيمه ، مما جعل الأمور تسير نحو الفوضى والاقتتال والعنف وانطلاقاً من معارضته تسيس الإسلام  وإيماناً منه بالعيش المشترك ، ظل البعث يتعامل مع المجموعات الإسلامية الموجودة في مجتمعه بالحوار ولم يتخذ منها موقفاً مناهضاً إلا بعدما مارست أعمالاً مسلحة لفرض أهدافها ، والوصول إلى الحكم بالقوة ، حينها واجهها الحزب لإبعادها والحيلولة دون تدمير المجتمع ومؤسساته ( كما حدث في ثمانينيات القرن الماضي وكما يحصل الآن ) ، يقول القائد المؤسس المرحوم أحمد ميشيل عفلق  ((  نحن نعتقد أن شعلة الفكرة القومية والقومية العربية لم تخب أو تنطفئ ،  بل تزداد اتقاداً ،  وستنهض من جديد  لأن في سلوك دربها الخلاص من واقع التجزئة والتخلف ومختلف الأمراض التي يعاني منها المجتمع  وهذا الأمر يحتاج إلى برامج تنويرية وتطويرية للفكر القومي ، لأنه فكر لا يقوم على التعصّب كما ظهر في القوميات الأوروبية ، وأدّى تعصّبها تجاه بعضها إلى حروب محدودة أو شاملة - عالمية -  فالفكر القومي العربي في جوهره إنساني ،  وبعيد عن التعصب  وإن كان في مرحلة معينة من خلال وجوده بالحكم ابتعد بعض الشيء عن التعامل مع أتباع قوميات أخرى - مثل الأكراد - الذين طالبوا بنيل حقوقهم الثقافية ، وبسبب ذلك أرادت هذه القوميات الانفصال أو التهيئة له تحت تأثير مؤثرات خارجية ،  ولكن هذا الأمر عاد إلى جادة الصواب ، وأبدى البعث استعداده لحوار إيجابي مع القوميات الموجودة في مجتمعه ، والاعتراف بالحقوق الثقافية لأتباعها والمشاركة الفعالة معها في بناء مستقبل الوطن ، مع الالتزام بوحدة البلاد والتعاطي القومي في العيش المشترك في الوطن الواحد ،  تحترم القومية العربية الأديان ، وتنظر لأتباع الديانات كلها بأنهم مواطنون متساوون ، لهم الحقوق والواجبات نفسها ، وتنبذ تقسيم المجتمع إلى طوائف ومذاهب ، لأنها تصبُّ في خدمة المشروعات المعادية التي تسعى إلى تمزيق المجتمع وإضعافه ))  أما المنتمون إلى القومية العربية من كل الفئات والفعاليات والطوائف في المجتمع فمنهم موجودون بقيادات البعث  وبين مؤسسيه ــ مسيحيون ومن مذاهب إسلامية متعددة ــ ( ميشيل عفلق ، منصور الأطرش ، وهيب غانم ، زكي الأر سوزي ، سامي الجندي ...  الخ  ) ، وترك للأديان ممارسة حريتها الدينية بشكل كامل ، ودون تدخل بشؤونها الدينية ،  ونظّم الأمر ضمن الدستور والقوانين ، واستفاد المشرّع القانوني في البلاد من مختلف الأديان بتعدّد مذاهبها لتنظيم المجتمع التابع لها ( الأحوال الشخصية ) ، وتعامل مع الإسلام كمكمل للعروبة ، وغير متعارض معها قول القائد المؤسس المرحوم أحمد ميشيل عفلق في 1946 ((   طلب العرب السماء فملكوا الأرض ، فلما اقتصروا على طلب الأرض  أضاعوها والسماء معاً ، لا يسيطر العرب على حياتهم حتى يؤمنوا بالخلود ولا تعود إليهم ملكية أرضهم حتى يؤمنوا بالجنة من جديد  )) ،  وقوله في ذكرى مولد الرسول العربي نيسان 1943 ( لقد كان محمد كل العرب ، فليكن العرب اليوم محمداً ) ، وهذا يدل على أن العرب مسيحيين ومسلمين يعتبرون الإسلام ثقافة مشتركة ، بغض النظر عن العبادات لكل منهم حسب كتابه السماوي ، حيث قال رحمه الله أيضاً مؤكداً الصلة العضوية بين القومية والعروبة ، وأن علاقة العروبة بالإسلام ليست كعلاقة أي دين بأي قومية وأن ((  العروبة جسد روحه الإسلام  )) وعند وجود الحزب بالحكم كانت هناك مشاركة فعلية سياسية لكل البعثيين من مختلف الانتماءات الدينية

 

يتبع بالحلقة الرابعة






الجمعة ٩ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة