من المسؤول عن استباحة أرضنا ودمائنا خنساء الفارس إن وطننا يتعرض ومنذ أكثر من تسعة عشر سنة إلى هجمة صهيونية - فارسية حاقدة تستهدف كل ما هو إنساني ومتحضر في هذا الوطن، فقد استهدفت هذه الهجمة الشرسة اللعينة حضارته العريقة وتاريخه المجيد وهويته العروبية، وعليه يجب على أبنائه الأصلاء التصدي الحازم لهذه الهجمة لدحرها وهزيمتها والقضاء على أفكارها الهدامة ... بعد احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية الغازية ومن تحالف معها وطبل لها اعتقد البعض أن هذا الغزو هو انتصار للحرية والديمقراطية بالرغم من كل ما حدث من مآسي وفوضى ودمار وسلب ونهب وقتل إجرامي، إن الذي قامت به أمريكا وحلفها الشرير من انتهاكات هو خرق لميثاق هيئة الأمم المتحدة ، ويعتبر قرار ظالم غير قانوني وغير إنساني ضد شعب آمن، فالهدف الأساسي من هذا كله هو استكمال المخطط العدواني والذي بدأ بإسقاط النظام الوطني، وحل مؤسسات الدولة، وحل الجيش العراقي الوطني وتدمير أسلحته لتصبح الأمة العربية بلا حماية، لأنهم يدركون جيداً أن العراق هو درع الأمة العربية وقيادته هي المدافع الوحيد عن الأمة ومقدساتها وقضاياها المصيرية ... إن المسؤول الأول عن كل الذي حدث لنا هو الاحتلال والحكومات العميلة الفاسدة التي جاء بها وسلطها على رقاب الشعب، فأطلق العنان للخونة والعملاء المأجورين، إضافة لذلك دور إيران الذي لعبته بعد انسحاب القوات الأمريكية الغازية والميليشيات المسلحة التي دعمتها وسلحتها لقتل العراقيين، فقد أصبح الدم العراقي المسفوك في المدن والشوارع والأزقة حدثاً يومياً، فتدهور الوضع السياسي والاقتصادي الذي يشير إلى أن البلد ينجرف نحو الهاوية، وأن برنامج القتل الممنهج تقشعر له الأبدان ... إن مسلسل القتل والعنف في العراق هو مشروع سياسي غايته خلط الأوراق لخدمة ومصلحة أجندات خارجية، والشعب العراقي هو كبش الفداء، فالدم العراقي أصبح رخيصاً للغاية، وحياة العراقيين اليوم بلا هدف، فالمواطن بات يعيش في دوامة الأحداث والخوف من المجهول، وما زال يعاني الأمرين، ولا يزال العراق يغرق بدماء الضحايا الأبرياء، فمنهج القتل والتآمر على العراق وشعبه مبرمج ومعد له من قبل أمريكا والكيان الصهيوني وإيران وأعوانهم وعملائهم في الداخل.
