شبكة ذي قار
عـاجـل










المقاومة والممانعة أكذوبة صفوية - الحلقة الثانية

 زامل عبد

 

أما الاتفاق الأخطر والذي يكشف حقيقة حزب الله  ، فهو الاتفاق الذي سبق الانسحاب (( الإسرائيلي  )) من جنوب لبنان في عام 2000 ، وهو الاتفاق الذي أشار إليه حسن نصر الله في خطاباته بقواعد اللعبة ، وأبرز بنود هذا الاتفاق تتمثل في النقاط التالية {{ المرحلة الثانية بند ( أ ) يقوم الجيش الإسرائيلي بسحب قواته كافة من كامل الأراضي اللبنانية والحزام الأمني إلى الحدود الدولية في مدة لا تتعدى ثلاثة أشهر تحت إشراف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وفقا للقرارات الدولية المتعلقة بجنوب لبنان وإنهاء حالة الحرب هناك ، كما يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بحل وتفكيك مليشيات جيش لبنان الجنوبي ، ولا يشمل الانسحاب مزارع شبعا على أساس أنها أرض سورية  مرتبطة أمنيا بهضبة الجولان وأمن دولة إسرائيل  ، فقرة ( ب ) تقوم ميليشيات حزب الله بتسلم المواقع العسكرية والأمنية من جيش الدفاع الإسرائيلي ، وجيش لبنان الجنوبي فورا بعد إخلائها  للحيلولة دون وقوعها بأيدي منظمات فلسطينية أو إرهابية معادية لإسرائيل ، فقرة ( ج ) يتعهد الجيش الإسرائيلي بعدم استهداف أعضاء أو مؤسسات تابعة لهذا الحزب ، وأن يسمح للحزب بتحريك أسلحته الثقيلة في المنطقة الحمراء للحفاظ على الأمن والهدوء  وفقرة ( د ) أن تعمل ميليشيا حزب الله على الانتشار في المنطقة الحمراء كلها " الحزام الأمني " حتى الشريط الحدودي بين لبنان ودولة إسرائيل وإحلالها مكان ميليشيا جيش لبنان الجنوبي بعد حل الأخرى ،  فقرة ( و) أن يعمل الحزب على ضمان الأمن في هذه المناطق التي ستصبح تحت سيطرته ، وذلك " بمنع المنظمات الإرهابية من إطلاق الصواريخ على شمالي إسرائيل " ،  ووقف التسلل واعتقال العناصر التي تهدد أمن حدود إسرائيل الشمالية  وتسليمهم إلى السلطات اللبنانية لمحاكمتهم ، كما يتعهد الحزب بمنع الأنشطة العسكرية وغير العسكرية لمنظمات إرهابية فلسطينية أو لبنانية معادية لإسرائيل في المنطقة الحمراء  ، فقرة ( هـ ) تنسق الحكومة اللبنانية والسورية مع حزب الله على تنفيذ الاتفاق كما تتعهد إيران بكونها المرجع والمؤثر القوي لحزب الله بضمان الاتفاق والمساهمة الفعالة في تثبيت الأمن في هذه المنطقة  ،  وتتعهد الحكومة اللبنانية والسورية بعدم ملاحقة أو محاكمة أعضاء جيش لبنان الجنوبي وأن تقدما المساعدة على دمجهم بالمجتمع وتوفير المساعدة والحماية اللازمة لمن يرغب منهم العودة إلى بيته ، وبناء عليه ستقوم كل من إيران وأمريكا بالسعي لحل مشكلة الأموال الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة التي تطالب بها إيران  }} وبهذا يتم اسقاط الشعار الذي يتستر وراءه ملالي ايران وادواتهم في لبنان  معادات الصهيونية والقضاء على كيانها في فلسطين المحتلة  ، مع أنه أتى في ميثاق حزب الله أنه (( يجب إزالة إسرائيل من الوجود " ويدعو لتوحد العرب والمسلمين -  كما يقولون ويدعون -  لتحرير فلسطين كلها  من النهر إلى البحر )) إلا أن ما سبق وعرضناه من تفاهمات واتفاقيات بين حزب الله والكيان الصهيوني ،  تؤكد أن فلسطين ليست على خريطة حزب الله  العسكرية والسياسية وهو ما أكده حسن نصر الله  في الخطاب الذي ألقاه في بنت جبيل عقب الانسحاب (( الإسرائيلي )) ، حيث أشار نصر الله إلى أن حزب الله لن يشارك في أي عمل عسكري ضد إسرائيل لهدف تحرير فلسطين  ،  وقد تكرس التزام حزب الله بضوابط الصراع مع  ((  إسرائيل  ))  حتى أثنت عليه في ذلك الشأن صحيفة هارتز الصهيونية بتاريخ 6/7/2006  امتدحت حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بسبب عقلانية وتحمله للمسؤولية وأنه حافظ على الهدوء في الجليل الأعلى بشكل أفضل من جيش لبنان الجنوبي  والموارنة النصارى في لبنان يمدحون هذا السلوك من حزب الله ، حيث يقول ميشال سماحة وزير الإعلام اللبناني  الأسبق ((  إن حزب الله قد جعل الحياة مستقرة في جنوب لبنان بسيطرته على الأنشطة العنيفة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين القذرة المتناثرة في أنحاء المنطقة ورصدها أحياناً  وأضاف إن أمريكا وقعت في خطأ بعدم سعيها إلى التفاهم مع حزب الله  ،  وأشار سماحة إلى أن الجماعة ملتزمة بإصرار سوريا على منعها منفذي العمليات الانتحارية الفلسطينيين المحتملين عبور الحدود إلى إسرائيل  ))  ، ولنا الحق أن نتساءل إذا كان حزب الله يسعى لتحرير فلسطين فلماذا دوماً لا تنطلق عملياته العسكرية إلا على فترات وفي ظروف تخدم إيران أو سوريا في حاجة لورقة خارجية تخفف الضغط عنهما أو لتحقيق بعض اجندتهما في مفاوضات الملف النووي الإيراني أو تخفيف الضغوط الامريكية الأوربية على نظام الأسد ،  وإذا كان حزب الله يسعى لتحرير فلسطين فكيف يعد الكيان الصهيوني بعدم القيام بأية حرب أخرى كما صرح بذلك في لقائه مع فضائيةNew TV عقب انتهاء الحرب الأخيرة  ،  كما أن من عجيب أمر حزب الله أنه ما فتئ أيام الحرب من التهديد بضرب حيفا وما بعد حيفا ، غير أننا فوجئنا بعدم إقدامه على ضرب حيفا إلا بعد قيام إسرائيل بنقل مصفاة حيفا الكيمياوية ، فمصفاة حيفا وتل أبيب اللتان تقعان ضمن مدى صواريخ الحزب قد حيّدتا حسب لفظ  حسن نصر الله  ولم تقصفا طوال الحرب  وقد كانت وزيرة الخارجية الأمريكية  الأسبق كونداليزا رايس قد طلبت من إيران الضغط على حزب الله بعدم قصف الهدفين ، وهذه هي الحلقة الأهم  ومن الأمور المؤكدة على التوافق فيما بين الكيان الصهيوني وحزب الله اللبناني الذي يدعي انه سيد المقاومة والممانعة  ما أكدت  صحيفة هارتز الصهيونية   ((  أن الضعف الأمني للدولة اللبنانية  فإن الاستئصال الأمني الكامل لحزب الله لن يصب في المصلحة الأمنية لإسرائيل ، فزوال الحزام الأمني العازل الذي يشكله الحزب بين إسرائيل وباقي لبنان ، الذي حفظ السلام في الجليل الأعلى ، يعني عودة التماس الجغرافي مع قطاعات الشعب اللبناني والفلسطينيين ، التي تختلف مع مدرسة الحزب السياسية والمذهبية ، ومع رؤيته إلى طبيعة الصراع مع إسرائيل ، وهو الأمر الذي احتلت من أجله إسرائيل جنوب لبنان في عام 1982 ، وأوجدت جيش لبنان الجنوبي ، ذو الأغلبية الشيعية ، الذي لم يثبت فاعلية في حماية مناطقها الشمالية من عمليات المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية التي كانت تنشط قبل وصول حزب الله وتوقفت تماماً بمجيئه  ، فعلى المدى البعيد نسبياً   فإن زوال حزب الله بالكامل يعني من المنظور الإسرائيلي تحول لبنان إلى منطقة أمنية رخوة ، وقبلة لفصائل المقاومة الإسلامية التي تجوب العالم بحثاً عن نقطة تماس مباشرة مع ما تعتبره العدو الحقيقي  ،  وما تعده أيضاً تجسيداً لخطابها السياسي  الذي ينتقده خصومه على أنه ينشط بعيداً عن جغرافية المواجهة الحقيقية ، وهو ما فعلته بعد سقوط العراق ، وتواجه دوراً من قبل المليشيات الشيعية المحلية والوافدة شبيه بدور حزب الله  بعبارة أخرى  ستبقى حاجة إسرائيل قائمة إلى حزام أمني طائفي يعزلها عن محيط الأغلبية ذات المنطلقات والرؤى المختلفة ))  ولابد أن نشير هنا إلى أن المقاومة الحقيقية في جنوب لبنان والعمليات النوعية التي شهدها الجنوب اللبناني لم يقم بها حزب الله  وذلك باعتراف صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله في تلك الفترة ، حيث نفى مسئولية الحزب عنها كما في مقابلته مع الجزيرة الفضائية في 23/7/2004

 

 يتبع بالحلقة الأخيرة






الخميس ١ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة