شبكة ذي قار
عـاجـل










العراق اليوم ومفاجأة  مقتدى الصدر

 

زامل عبد

 

كنت متهيأ لا كتب موضوعا  بعنوان  -  ردا على ادعاء من يدعي  هذا هو البعث -   انشره  بعد  موضوع  -  المقاومة  والممانعة اكذوبة صفوية -   ولكن القرار المفاجئ لمقتدى الصدر بالانسحاب من مجلس النواب ومطالبة كتلته الفائزة الأولى  ب ( 73 ) مقعد من نسبة المشاركة بالانتخابات التشريعية 2021  ( 20% )  قررت كتابة هذا الموضوع  فأقول ان الكتلة الصدرية تمثل وفق معادلة حساب المقاعد وتمثيلهم النسبي للناخبين ( 7300000  )  منتخب من اصل من يحق لهم التصويت  ،  وعند الاحتساب وفق عدد السكان المعلن  يمثل قرابة ربع العراقيين  وبهذا يكون هو الأكثر تواجدا بين افراد المكون الذي بنيت عليه العملية السياسية  وهنا سيكون التيار الصدري هو الممثل الفعلي لهذا المكون  والمتبقي الذين اختاروا مسمى الاطار التنسيقي بدلا من البيت الشيعي او التحالف الوطني الذي اعتادوا على خداع الناس بهما ، أي أن  { المالكي والعامري والخزعلي  وعمار  والعبادي  وحزب الله العراق والفياض ومن معهم } لا يمتلكون حق تمثيل المكون كما هم يدعون ولهذا جن جنون ما يسمى بالولي الفقيه الخامنئي  والملالي  وتم التوجيه لهم بان يكونون الثلث المعطل اي استنساخ التجربة اللبنانية التي ابتدعها حزب الله  ،  لعملية انتخاب رئيس الجمهورية مرشح البارزاني الذي لا يمثل الإرادة الإيرانية بمجملها  ورئيس الوزراء الذي اعلن عنه مقتدى بان يكون صدري قح  ،  وقد زاد الموقف خوفا وخشية عندما اعلن تحالف انقاذ وطن بين {  مقتدى الصدر والديمقراطي الكردستاني الحاصل على اكثر الأصوات والمقاعد الكردية والذي عبر عن رؤيته بلقاء البارزاني وقاأني قائد فيلق القدس الأخير بانه لم يكن ملبيا ومنفذا لأفكارهم لما اختبره من مواقف غير صادقه من المالكي واطراف الاطار التنسيقي  ،  وتحالف السيادة – الحلبوسي والخنجر - } أي أن  المالكي تيقن بانه سيكون امام المسائلة والحساب لموقف الصدر منه والضغينة من خلال ما سفك المالكي من دماء الصدريين في صولة الفرسان  وزج الكثير منهم في السجون ومازالوا لحد الان  ،  والسؤال المهم الذي يتردد الان  بين انصار مقتدى الصدر وغيرهم هل فعلا قراره وداعا للعملية السياسة التي شارك فيها في مختلف السلطات  ؟  ،  أطلق مقتدى الصدر مفاجأته ومبررا ان انسحابه من العملية السياسية في العراق درئا للمفاسد  !!  ، وبرر أيضا" قراره بالقول إنه جاء حفاظا على سمعة آل الصدر ومن منطلق إنهاء كل المفاسد  وان لا  يكون شريك للفاسدين وعند ترشحهم في الانتخابات القادمة لا يشترك بها الا اذا أراد الله امرا ، البعض اعتبر هذا الإعلان مناورة ولكن استبدال نواب التيار باخرين من الخاسرين الذين لا يمتلكون احقية الوصول الى مجلس النواب وهذه سابقة خطيرة ارتكبها الحلبوسي  ومفوضية الانتخابات ومخالفة للدستور والقانون والأعراف ولم تحصل في دولة من دول العالم  الا في العراق ،  وهنا يترتب الموقف الأخلاقي والحفاظ على القانون ان يكون لمجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية  قول الفصل من حيث عدم قانونية الزحف البرلماني وتمكين من لا يمتلك الحق من ممارسة العمل التشريعي والرقابي واصدر قرار يلزم مجلس النواب حل نفسه واجراء انتخابات مبكرة جديدة في العراق  ،  كما أعلن  بعض المراقبون على أنها مناورة لإضعاف المالكي  عند عجز التيار من تشكيل الحكومة ، واغلب أنصار الصدر وخصومه يقولون إنه عائد قبل الانتخابات المبكرة التي سيجبر الاطار التنسيقي على اتخاذ القرار بشأنها بعد ان تفكك التوحد بين اطرافه كونهم أرادوا وعملوا على منع مقتدى الصدر وحلفاءه من تشكيل الحكومة وتغير رئاسة الجمهورية ليفقد حليفهم الاتحاد الوطني الموقع الذي يجدونه مهم لهم حتى وان كان رمزيا وبدون الصلاحيات الفاعلة  ،  فبرزت على السطح التنافس فيما بين المالكي والعامري على رئاسة مجلس الوزراء لان المالكي أولا طموح للولاية الثالثة وللانتقام من مقتدى الصدر ولأنه الحائز على اكثر الأصوات بعد الكتلة الصدرية  قبل الانسحاب والاستقالة  ،  المالكي موقفه هذا ناتج من الاستقواء  بقيس الخزعلي  -  عصائب اهل الحق -  كونهم يشكلون لدية القوة العسكرية التي يتمكن من خلالها مواجهة التيار الصدري ونسال الله ان لاتصل الأمور الى هذا المنزلق لان الخاسر الأول والأخير هو الشعب العراقي والذين سيقتلون هم أبناء العراق  وهذا الذي تريده ايران اولا واخرا لإضعاف العراقيين وجعلهم مستسلمين بالكامل لها  ،  وبالإضافة الى ذلك  تخوف العبادي وعمار الحكيم  من تفرد المالكي  وعدم تحقيق مبتغاهم من حيث المنافع  وبهذا طرحا مبادرتهما الوسطية التي رفضها المالكي  بشكل واخر  ،  فيما ترى بعض الأوساط الإعلامية الغربية في مقتدى الصدر أقوى المرشحين لمنافسة المالكي  ،  ومن خلال هذا المشهد فأصابع كثيرة  توجه  نحو إيران باعتبارها هي من يقف وراء قرار مقتدى الصدر بالانسحاب من المشهد السياسي على الصعيدين التشريعي والتنفيذي وان نفى ذلك بتغريده الا انه اكد بان اتباع ايران مارسوا ضده  كل افعالهم لمنعه من تحقيق الإصلاح وتشكيل حكومة الأغلبية الوطنية  ،  الإعلان بحد ذاته يتفاعل مع المشهد السياسي في العراق سلبا وإيجابا على حد سواء  ،  وعلى صعيد آخر يرى كثير من متابعي الشأن العراقي أنّ اعتزال الصدر إذا كان حقيقيا  فإنه لم يأت وفق إرادته  بل أنّ إيران وهي راعية أحزاب وكتل ومليشيات الاطار التنسيقي قد فرضت عليه الانسحاب ليُخلي الساحة لكتلة دولة القانون والفتح مذكّرين بهذا الخصوص أنّ الضغط الإيراني هو الذي اجبر الصدر سنة 2010 على أن يتحالف مع المالكي في آخر لحظة من الانتخابات ليحسم النتائج لصالحه ولصالح كتلة دولة القانون  ، الكاتب حامد الشريفي تحدث عبر مجلة العراق اليوم من خلال قناة  DW عربية قائلا بأن  الصدر قد أعلن من قبل انسحابه ، وأعلن حله لجيش المهدي ، وسحب كتلته ثم أعادها ، وسحب وزراءه ثم أعادهم ، والمراقبون السياسيون حتى هذه اللحظة يرون أن السيد الصدر متخبط لا يعرف ماذا يفعل ، ولكن هذه ليست حقيقة الموضوع  بل أن الحقيقة هي أن ما فعله السيد الصدر هو مناورة لكسب مزيد من الأصوات ولحشد الدعم ، هنا في أوروبا تكشف تسريبات الأروقة السياسية أنّ الحصيلة النهائية وحصاد الأصوات سيكون للتيار الصدري ، لذا فمن غير المعقول أن ينسحب ويترك العمل السياسي وأتفق مع هذا الرأي الكاتب ضياء الشكرجي الذي شارك في حوار مجلة العراق اليوم من DWعربية أيضا مبيّنا أن من المهم أن يضع المراقب في الحسبان عنصرا مهما آخرا مضافا إلى دور إيران حيث اكد على الاتي (( فربما رأى الصدر أن أنصاره لم يعودوا ينصاعون لما يقوله حرفيا ، ومثال ذلك الصراع بين العصائب وأنصار الصدر ، وما صوّت عليه الصدرين في مجلس النواب لجانب قانون تقاعد النواب ، بخلاف إرادته ،  وهكذا أصبحت كلمته غير مسموعة  )) ، وأعاد الشكرجي إلى الأذهان موقف الصدر حين قرر التفرغ للدرس في قم ، وحين قرر الاعتكاف ، وما تغير بعدها من مواقف ، مشيرا إلى أنّ من غير المستبعد أن تجتمع كل هذه العناصر والظروف لتجعل الصدر يغير موقفه مرة أخرى وفي ظروف تصاعد الانقسام الطائفي لكن ضياء الشكرجي ذهب إلى أن بعض المحللين يرون (( أن الانسحاب  هو تبرير للعودة إلى تفعيل دور الميلشيات لجيش المهدي  ))  ، وعلى ضوء ما قدمته يتكرر السؤال هل قرار الانسحاب إيرانيا بالكامل  ؟  ،  كي تخلوا الساحة من المقاومين لتوجهات الاطار التنسيقي  وهذا تبين بالفعل من خلال موقف حليفي الصدر في تحالف انقاذ وطن لانهم وبالرغم من التهم التي ساقها الإطارين  ورسائل صواريخ الكاتيوشا  كانت هناك تفاهمات كي يحافظوا على غنيمتهم  مضاف الى ذلك اللعبة التي لعبها ذيول ايران تحت يافطة المستقلين الذين اجادوا الرقص على جراح العراقيين ويفوزون بمقاعد مجلس النواب ويعلنوا ارتباطهم او تفاهمهم مع الإطارين  رغم  رفض ثوار تشرين التقرب والتعامل مع حكومات التجويع والقتل  والسرقات  ، وخلاصة القول ان كان الصدر حقا مؤمنا بالشعب وارادته وحقوق العراقيين المسلوبة المنهوبة كان الأولى به عدم الانسحاب  تشريعيا وتنفيذيا وترك الأبواب مشرعة امام الإطارين ليحققوا هدفهم ومبتغاهم  من خلال حكومة المحاصصة  والتوافق على المغانم والمنافع  ، ويتجه الى الشارع ويصارح الشعب بكل الأمور ويطلب قول الفصل  وهنا وبالتأكيد تسقط كل رهانات خامنئي  وذيوله  ويصل الشعب الثائر الى غايته بتشكيل الحكومة القوية  التي تفرض القانون وتعيد هيبة القوات المسلحة بمختلف صنوفها وتشكيلاتها القتالية والأمنية ومؤسسات الدولة الأخرى ،  وبهذا تنتهي  العملية العرجاء التي جاء بها الغزاة المحتلين واذنابهم وذيولهم  ويتعافى العراق من جراحه  وتنطلق كل فعاليات إعادة البناء  والدور الفاعل للعراق إقليميا ودوليا

 

 

والله ناصر المؤمنين الصادقين






الثلاثاء ٢٨ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة