شبكة ذي قار
عـاجـل










واجبات المواطن لصيانة الامن  القومي والوطني   -  الحلقة الاخيرة 

زامل عبد


الخلاعة والميوعة التي تغرق المجتمع في أوحال الفساد وجه من أوجه تدمير القيم المجتمعية والموروث ليتحقق هدف الأعداء نصارى يهود وأحزاب الإسلام السياسي التي ثبت بالفعل دورها في إدارة كل أماكن البغي والانحلال الأخلاقي والقيمي وإشاعة المخدرات بين الشباب في العراق وخير دليل وتوثيق - أبو حمزة الشمري -  لتفكيك النسيج المجتمعي  ولهذا نرى النظام الصفوي الجديد وبتوجيه ما يسمى الولي الفقيه خامنئي شجع وتبنى تجارة المخدرات ليتحول العراق الى ساحة عبث واستثمار بل مصنع  من خلال الأحزاب اللااسلامية والعمائم  والفصائل الولائية  يحققون امرين  تدمير الفرد والمجتمع  والثاني إيجاد مصادر التمويل  ،  فتنشا الأجيال العابدة لملذاتها ومتعها الرخيصة بحيث يتعذر عليها القيام بأدنى دور ذي بال يحفظ لها كرامتها وشرفها عند تعرضها للامتهان على يد عدو متربص وصائل حاقد وخيانةٌ للوطنية حينما تتحوّل بعض وسائل الاعلام الى وسيلة هدم للقيم والأخلاق ، والتشتت والافتراق بعيدة عن هموم مواطنيها ، ومشاريع الإصلاح في بلدها  ، ومن واجبنا تجاه وطننا ترسيخ القيم الاجتماعية حتى يعيش  الوطن لحمةً واحدةً متعاونين متألفين و يكون المجتمع بعد بذلك كالبنيان  المرصوص يشد بعضه بعضا  ، قال الله تعالى  *  قل اِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَاِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ اِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ *  ( التوبة: آية 24 )  فالآباء  والأبناء والاخوان ، والأزواج ، والعشيرة  والأموال ، والمساكن هذا هو الوطن ومنهي أن تكون أحب من الله ورسوله ، وهذا يعني وجود الحب ، والانتماء الى الوطن ، ولكن الممنوع تقديمه على محبة الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم ، فالآباء ، والأبناء ، والاخوان  والأزواج ، والعشيرة ، فهؤلاء هم المواطنون في أي وطن والوطن فيه الأموال ، والمساكن كقول الله تعالى*  وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا *  أي لأنها مجمع لذلك كله ، ولقد رتبها سبحانه أحسن ترتيب فان الأب أحب المذكورين لما هنا من شائبة النصرة ، وبعده الابن ثم الأخ ثم الزوج ثم العشير الجامع بالمسكن لأنه الغاية التي كل ما تقدم أسباب للاسترواح فيه والتجمل به   ، وكقوله تعالى * وَاِذْ قَالَ اِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ  * ( ابراهيم: آية 35 ) ان المواطنة الصالحة تتحقق في أصحاب العزائم القوية  لذا يصعب عليها الخروج من الوطن ، لأن حب الوطن أصيل في نفسه  بل هو علامة الايمان الواعي ، وهو يؤثر الخير والسعادة لوطنه ، ولا يؤثر الا رضوان الله على حظه وشهواته قول الله تعالى *   لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا اِلَيْهِمْ اِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * ( الممتحنة: آية  8 )  ان الله سبحانه وتعالى قرن حب الدين مع حب المواطن لوطنه  لذا من حق المواطن العدل والبر الذي مأمور به من الله لمن لم يقاتل المسلم في دينه ولم يخرجه من وطنه ، كما  ان الجمع بينهما دليل على مكانة كل منهما في الإسلام ، وفي النفوس كقوله تعالى *  أَلَمْ تَرَ اِلَى الْمَلَاِ مِنْ بَنِي اِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى اِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا اِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * ( البقرة : آية  246 ) وقال الله تعالى *  فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ * ( آل عمران : آية 195 ) ان هذه الآيات تدل على أهمية الوطن ،  والقتال عنه وحمايته من شر الأعداء ، وأثر اخراج المواطن من وطنه ، والأجر المترتب على هذا الإخراج قال الله تعالى *  وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْاِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ اِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *  ( الحشر: آية 9 ) ومن خلال الآيات يصبح الانتماء الوطني بعدا من أبعاد الانتماء الإسلامي العام  ،  اذ الوطن ضرورة من ضرورات إقامة الدين ليكون الوطن إسلاميا ، وتـتحقق إسلامية عمرانه أما خيانة الوطن من الجرائم البشعة التي لا تقرها الشرائع السماوية والوضعية التي  توجب الزجر بأقوى انواعه  وانزال العقاب الذي يوجبه الشارع  حماية لأمن الوطن والمواطن  ، فإن الخيانة يعظم جرمها وإثمها بعظم ما يترتب عليها من الضرر والأذى الذي يلحق  بالمجتمع  ولا شك أن خيانة الوطن  تترتب عليها من الأضرار العظيمة  والنتائج الخطيرة على مقدرات الوطن ومكتسباتها ، وعلى المواطنين بعامة الشيء الكثير فالمؤمن الحق الصادق لا يقدم على خيانة وطنه الذي ترعرع فيه ، ونال من خيراته ، واستفاد من إمكانياته ، ولا يمكن أن يقدم على خيانة   فكل من يكون مطية لأعداء الوطن والأمة في تنفيذ مخططاتهم وما فيه من دمار للبلاد والعباد  أو يكون دليلا لهم على عوراتها وأسرارها ، فهو خائن لله ولرسوله ولوطنه  وكل من سعى للإفساد في وطنه ، وتدميره ، وتخريبه بالأعمال الإرهابية ، فهو خائن لوطنه ولشعبه ، وكل من قام بالنعرات الطائفية وإذكائها وتحريض المواطنين بعضهم على بعض أو تحريض الشعب على القيادة الوطنية ، أو قام بأعمال الشغب والفوضى فهو خائن للوطن  ،   وقتال الكفار إذا قاتلوا المسلمين وبدؤهم بالعدوان  كقوله  تعالى  *  وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين * واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين * فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم  * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين * البقرة 190، 191، 192، 193 ) ، وقد نهى القرآن عن اتخاذ أعداء المسلمين أولياء  كقوله  تعالى *  يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل  *  إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون * ( الممتحنة 1، 2  ) وحكم هذه الآية كما ينطبق على المشركين الذين أخرجوا الرسول من بلده ينطبق على كل طائفة غير مسلمة تهاجم بجيوشها داراً من ديار الإسلام  ،  وقوله جل علاه  *  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * ( المائدة 51 )  ، أيضا يتكرر السؤال  اين انتم من ما حرم الله  والشرع   ؟  فأصبحتم حماة لتجار المخدرات  بل لكم الدور الفعلي في نشرها بين الشباب  واتخاذها وسيلة من وسائل الاثراء  والسحت الحرام

يبقى العراق عصيا" منيعا " تتحطم على اسواره كل خيانة وارتداد ورذيلة

الله اكبر الله اكبر الله اكبر  وليخسأ الخاسئون

 

تنويه  :  ستكون الحلقات القادمة  بعنوان المقاومة والممانعة اكذوبة صفوية






الاحد ٢٦ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة