شبكة ذي قار
عـاجـل










البعث يشق ولا ينشق

هل ما حصل في البعث الآن انشقاق أم انفصال؟

 

 المناضل محمد دبدب سبق الجميع إلى تشخيص حقيقة المتساقطين كونهم انفصاليين

الانفصاليون ينتحلون اسم حزب البعث العربي الاشتراكي وتلك جناية

البروفيسور عبدالسلام سبع الطائي

 أستاذ علم الاجتماع - ستوكهولم

 

 

لا بدّ لي أن أنبه إلى أن ما سيتضمنه تشخيصي وتحليلي للحالة التراجيدية، منبثق ممن عايش الطرفين ميدانياً لأكثر من ١٠ سنوات داخل وخارج العراق، عدا ما قبل الاحتلال، وهي معلومة قد يجهلها بعض الخوارج منهم.

 أدمن بعض النرجسيين الانفصاميين بين الحين والآخر اللجوء إلى قاعدة (خالف تعرف) وهي واحدة من الأعراض السايكوباثية. لذلك سنستهل تحليلنا هذا بالبحث عن أنسب المفردات الملائمة لهذه المحنة أو الفتنة، من أجل تفكيك المفردات أو المسميات الجدلية الشائعة والمتداولة، خلال هذه الأيام، بين الرفاق المناضلين وإعادة تركيبها، لأننا وجدنا أنْ ليس من الصحيح أن نعد كل ما هو شائع من مسميات صحيح، بل يجب أن نعد كل ما هو صحيح يجب أن يشاع، انشقاقياً وانتخابياً، كأكاديميين سبق لنا وأن عملنا في اللجان الامتحانية، حيث تقر التعليمات الامتحانية أن النجاح بالغش في الامتحان رسوب دراسي وسقوط تربوي أسوأ من الدراسي، مصير مرتكبيه الرسوب أو الفصل من الجامعة.

ووفقاً لهذا المقياس الأكاديمي القانوني والشرعي المعتمد دولياً، وقدر تعلق الأمر بفوز دعاة القطرية بالغش والحيل الانتخابية المنافية للوائح حزب البعث العربي الاشتراكي ومبادئه. ولأجل اختيار مفهوم أدق وأصح من الانشقاق والانشقاقيين وغيرهما، تطلب تصنيف مفردات ما يتداوله الرفاق، حالياً، بما يأتي:

 

  الخلاف والاختلاف بين الشرعية واللا شرعية.

 الاختلاف يعني، التباين في الرأي والمغايرة في الطرح، وأما الخلاف فهو المخالفة أو المعارضة.

ونشير إلى بعض أسباب الخلاف، وهي: التفاوت المعرفي، النزعة الفردية، نرجسية السياسي التي تدفعه إلى التميز والتفرد علاوة على التعصب للرأي الشخصي، وهذا السبب لا شك أنه مدعاة للخلاف المذموم.

 

"الانشقاق الحزبي" منشقون أم انفصاليون؟

الانشقاق يعني خروج فرد أو مجموعة أو فصيل من الحزب لتأسيس حزب جديد أو الانضمام إلى حزب آخر، مثلما فعل علي صالح السعدي ومؤيدوه بتشكيل حزب العمال الماركسي. وبهذا الصدد نشير أيضاً، إلى أنه عندما يقدم العضو استقالته وينضم إلى حزب آخر فنحن هنا بصدد انشقاق، أما في حال تقديم العضو استقالته من دون أن ينضم إلى حزب آخر فهذا لا يعد انشقاقاً بقدر ما هو انفصال واعتزال للعمل السياسي.

بعض الانفصاليين جناة

 إن ما ارتكبه هؤلاء  من الانفصاليين باستراقهم أدبيات حزب البعث العربي الاشتراكي ومفرداته او التحدث والتمنطق باسمه، فيصنف، والحالة هذه، في خانة ارتكاب لجريمة "انتحال صفة" لحزب البعث وسرقة للملكية الفكرية علاوة على جريمة الاحتيال على حق من حقوق الملكية السياسية والفكرية، حينها يصبح الخلاف لا علاقة له لا بالنظام الداخلي ولا بالمبادئ السامية للحزب، لكونه تحول من سلوك سياسي إلى سلوك جنائي مقترن بالإرادة الاثمية، وهنا تجيز قوانين سرقة الملكية الفكرية، عالمياً ملاحقتهم ومقاضاتهم في المحاكم الشرعية بغض النظر عن المكان. علماً أن جريمة "انتحال الصفة" و"سرقة الملكية" ليست الوحيدة في سجل بعضهم الجنائي. ناهيكم عن جرائم، التهريب البشري، والاختلاس والسطو على مصرف في الموصل من قبل (...) وسرقة المحال  في هلسنكي وإسبانيا والنمسا وغيرها. إن أولئك مكانهم السجن وليس الحزب، ونفيدكم أن قسماً من هؤلاء الانفصالين قد زج في السجون باوربا وداخل العراق، وانطلاقا مما سلف، ولكون ما حصل في حزب البعث العربي الاشتراكي لم يكن خلافاً فكرياً ولا أيديولوجيا، بل هو خلاف تربوي قيمي وجنائي، فمن المفيد، هنا، أن نشير إلى أن ادق مرادفة تنطبق على هؤلاء الخوارج عن الحزب لغير المدانين بجرائم طبعاً. وجوب وصمهم بـ"الانفصاليين الانفصاميين"، لكون تلكما المفردتين "الانفصاليين الانفصاميين" متلازمتان مع بعضهما، أحيانا من الناحية السيكولوجية، وعليه لا يصح مخاطبتهم بالمنشقين، لان الأخيرة تعطيهم وزنا عقائدياً وعددياً أكبر من حجمهم، غير موجود، في الحقيقة، برغم كونهم قد استمدوا اوزانهم من الحزب وتنكروا له. إن حفظ الجميل واجب لأنه من شيم الرجال ونكرانه من سوء الخلق، و"من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله".

وعود إلى ذي بدء، لتفسير ما حصل في المشهد الانتخابي التراجيدي الكوميدي، فهو، من وجهة نظرنا كمختصين تربويين، نتفق فيه كلياً بشأن جوهر الخلاف مع تشخيص الرفيق المناضل محمد دبدب الذي سبقنا إلى تشخيص المشهد الانتخابي الكوميدي التراجيدي الذي توصل إليه، نظرا لتجربته النضالية والتنظيمية التي تفوق جميع أعضاء الطرف الفائز بالغش والخداع.

نقتبس مما أشار إليه المناضل والمربي دبدب، في رسالته، لاهميته، ما نصه: "كنا نتمنى أن يكون الخلاف أو الاجتهاد ضمن رؤية سياسية أيديولوجية، لكن الغرابة أن يستند متبني الانشقاق الجديد في الدعوة إلى الانقسام على اجتماع واحد.. مما يستغرب له أيضاً أن الانشقاقيين، بعد إعلانهم انشقاقهم، قطعوا العلاقة بالقيادة القومية مما يعني أنهم لا يمتلكون رصيداً أيديولوجياً، وكان هذا الإجراء مفاجأة غير متوقعة لا يقدم عليه بعثي انتمى إلى الحزب حديثاً".

 علاوة على ما تفضل به المناضل محمد دبدب بشأن الرصيد والايمان العقائدي، نشير إلى أن خير ما ينطبق على هؤلاء قوله تعالى: ۞ قَالَتِ ٱلْأَعْرَابُ ءَامَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسْلَمْنَا۞. وتماشيا مع ما ذكره القائد الوطني محمد دبدب حفظه الله، لا يفوتنا أن ننوه إلى أن الانشقاقات الموسمية تزداد خلال مدة الانتخابات ثم يتلاشى تأثيرها، بعد الانتخابات، حيث يعود الأعضاء الذين غرر بهم الى الحزب. في الختام نستقرئ أن ما حصل ما هو إلا انفصال وانفصام، لدى بعضهم وليس انشقاقا، كما يصنف جنائياً، بأنه خلاف ما بين الأسوياء وغير الأسوياء، لمن سلبت حريتهم في السجن.

الانفصاليون سايكوباثيون

ويمكننا أن نفسر ما حصل من منظور سايكيولوجيا السياسية، أن هذه "الظواهر السياسية تحصل نتيجة الهوس الأيديولوجي الذي يشكل أحد ظواهر الوجه السياسي للهوس النرجسي" لعشاق الظهور على الفضائيات لإلقاء الخطب والبيانات ذوي السلوك الاستعراضي للعقول المستهلكة من رواد المؤتمرات الفنادقية بأوربا، لـ(مناضلي) الفنادق وثوار (الكي بورد) والخلايا (الوتسأبية)، ولكن شتان ما بين (ثوار) الفنادق وثوار الخنادق في داخل العراق المحتل. ومن جانب اخر، قد تحصل هذه التصرفات اللا معياريةAnomie or normlessness ، بسبب "انشغال (الزعيم) غيرabnormal ، بذاته وبهوس العظمة، نتيجة معاناته من نقص احترام الذات" المقترن بنقص تقدير الآخرين له بسبب نقص المناعة النضالية والقومية والتاريخية التي يعاني منها، "هو ما يدفعه مراراً أو بين الحين والأخر إلى مغامرة الانفراد بالسلطة للتسلط على الآخرين ليظهر من جديد على المسرح وهو على استعداد لشتم الآخرين من أجل نرجسيته، كما حصل بتطاوله على القامة الوطنية الإعلامية العربية سلام الشماع والمناضل محمد دبدب والعالم الراحل الدكتور عبد الكاظم العبودي رحمه الله وغيرهم، علما أن النمط العدواني هذا لا يلبث أن يتحول إلى خطر يهدد الآخرين الذين من حوله".

وبناءً عليه، فان من لديه أي إشكالية في السلامة العقلية والنفسية لهو غير قادر على التمنطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، لأن المرضى قرارتهم حمقاء وخطاباتهم افك.. مسك الختام، ننصح الانفصاليين الانفصاميين أن يؤسسوا حزباً جديد لهم لا يحمل اسم البعث لإثبات حسن نيتهم بعدم تخريب الحزب من الداخل، "والله ومحمد وعلي وياكم"، لتجنبوا الحزب القيل والقال، وكفى الله البعثيين منكم السجال. لا يفوتني أن أنوه للانفصاليين بعامة وعلى الأخص المغرر بهم، أن الشهيد الحي الرئيس صدام حسين، طلب وبخط يده الكريمة، إحالة أحد الانفصاليين، ألا وهو الانفصامي (..) إلى مستشفى الامراض العقلية والنفسية في تسعينيات القرن الماضي، ونحن جاهزون للمناظرة على الهواء امام هذا (الحاخام) المقصود، فلا خير في عدو ودود ولا صديق لدود.

 






الجمعة ٢٤ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب البروفيسور عبدالسلام سبع الطائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة