شبكة ذي قار
عـاجـل










واجبات المواطن لصيانة الامن  القومي والوطني    -  الحلقة الثالثة   

زامل عبد


من مقتضيات حب الوطن  {{ احترام نظمه وثقافته والمحافظة على مرافقه وموارد الاقتصاد فيه ، والحرص على مكتسباته وعوامل بنائه ورخائه والحذر من كل ما يؤدي الى نقصه ان الدفاع عن الوطن واجبٌ شرعي ، وان الموت في سبيل ذلك شهامةٌ وشهادة  *  قَاَلوُا وَمَاَ لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا  * ( البقرة :  246 )  }}  وحتى تتبين مظاهر الوطنية الصادقة ويسقط زيف الشعارات فان المتأمل في الواقع يميز بين المواطن الصالح الناصح لوطنه وبين الكاذب بالشعارات  ، كتب الباحث المتخصص محمد عمارة في كتابه -  التيار القومي الإسلامي -  الاتي  {{  ((  بعد الدراسة المتأملة للكتابات الكاملة لميشيل عفلق ، ومنها ما كتبه عن تراث الإسلام الثوري والروحي ، وعن مرجعية هذا التراث في المشروع النهضوي ، مشروع بعث الأمة ، وعن دور التراث - الإسلام - في تمّيز الأمة وتميز نهضتها القومية ، لا يخالجنا أدنى شك في أنَّ الرسالة الخالدة التي عناها ميشيل عفلق هي الإسلام ذاته كثورة وحضارة ميزت الأمة العربية عن غيرها من الأمم ذات الرسالات النسبية التي لها إطلاق وخلود رسالة الإسلام   ))  وللإسلام عند عفلق دور مركزي في مواجهة التحدي الغربي الحديث للأمة العربية ،  وهو سبب عداء أوروبا للأمة العربية ، فيعبر عن ذلك بقوله  ((  إنَّ المنافسة بسبب الدور الحضاري الذي جاء به الإسلام ، وليس بسبب الموقع والثروات والمصالح )) ، ومواجهة التحدي لا تكون بالتبعية للغرب ، بل بالتميز والاستقلال الذي لا يتحقق إلا بالإسلام الثوري الحضاري ، ومن ذلك قوله  ((  لا نريد لنهضتنا القومية أن تكون مقلدة ،  وأن تنقل مجرد نقل من الحضارة الأجنبية  ))  ، وهذا التمايز يقتضي رفض التبعية للغرب بشقيه الرأسمالي الليبرالي والاشتراكي الشيوعي  ، وقد دعا إلى طريق ثالث منبثق من روح العروبة ورسالتها الخالدة ، فقال ((  قرأنا الإسلام بعد قراءة الشيوعية ... بعد مواجهة التحدي الاستعماري الغربي وحضارته ، وبعد الاطلاع على الحل الثوري الشيوعي الآتي من الغرب أيضاً  -  لذلك دعا المسيحيين العرب إلى أن  يحرصوا على الإسلام حرصهم على أثمن شيء في عروبتهم  وأن يروا في الإسلام ثقافة قومية لهم يجب أن يتشبّعوها ويحبوها  -   ولأهمية دور الإسلام في مواجهة التحدي الغربي  قال ((  ولئن كان عجبي شديداً للمسلم الذي لا يحب العربي ، فعجبي أشد للعربي الذي لا يحب الإسلام  )) ، الإسلام برؤية قومية كما قدمه أحمد ميشيل عفلق ، يؤكد أنَّ هناك رؤى أخرى له خارج إطار الحركات الإسلامية  رؤى ترى فيه حضارة ورسالةً وثورة وروحا ، ولا ترى وجودا للعرب والعروبة من دونه  ولا تؤمن بإمكانية مواجهة التحدي الاستعماري الغربي من دونه كهوية وثقافة ودين  ،  والجانب الأهم في تلك الرؤية أنها نقطة ارتكاز لتحرير العقل المسلم الحركي المعاصر من أوهامه التي تشرّبها من التعبئة الحزبية والحركية على مدار عقود طويلة من الزمن ، وأهمها وهم امتلاك الحقيقة المطلقة ، ووهم احتكار تمثيل الإسلام ، ووهم الثنائية القطعية بين الحق ( نحن ) والباطل ( الآخر )  ... هذه الأوهام هي المسؤولة عن وصمة العداء للإسلام التي تلصق بكل من تنافس أو تصارع مع الحركة الإسلامية من داخل السلطة أو خارجها ، وإزالة هذه الوصمة لا تعني تبرئة أحدٍ من جرائم الاستبداد والفساد المرتبطة بالسلطة التي مورست ضد الإسلاميين وغيرهم ، بل تعني إعادة قراءة تاريخهم بطريقة موضوعية محررةٍ من وصمةِ العداء للإسلام  }} فهل جاء المتأسلمين بمثل هذه الرؤية  الواسعة العميقة النابعة من حب العروبة والإسلام  ؟  ،  وادراك معنى الترابط فيما بينها  ، وإعطاء مفهوم  حب الامة والوطن  بعده الروحي الإنساني الثوري  ،  فان لخيانة الوطن مظاهر وظواهر بعضها مر على عراقنا الغالي فحسم أمره وكبت شره كصفحة الخيانة والغدر 1991 ،  وبعضها لم يزل قائما ما بعد الغزو والاحتلال 2003  يتشكل ويتلون ويخف ويشتد ويظهر ويتوارى وبعضها يظهر باسم الغيرة على الوطن وفي حقيقته غيرة منه ،  ومن ذلك ما تورط به شباب ورفعوا شعار نصرة الإسلام وراية الإصلاح فأخطأوا سبيله ولم يجدوا صدورا يفرغون فيها رصاصهم الا صدور أهليهم ولا أمنا يزعزع الا أمن بلادهم ولا بنايات تهدم على من فيها الا بنايات وطنهم يقطعون شجرا أظلهم ويعكرون ماء سقاهم يزعمون أن عملهم لله وباسم الله وهم في حقيقة حالهم قد ارتهنوا لأعدائهم  وصاروا أدوات لهم يصرفونهم في الإساءة لأوطانهم كيف شاءوا ومن ورائهم من يبرر ويحرض لقد تجللوا بعار الخيانة وتلبسوا بجرم الجناية -  وخير مثال على ما ذهبت اليه بالوصف والتحديد المليشيات الولائية وما يظهر من أسماء وهمية  -  ناهيك عن تعرضهم للإثم والمقت واستحقاق الوعيد الشديد ، وثمت مظهر آخر من مظاهر خيانة الوطن لا يقل سوءا عن الأول ان لم يزد عليه ، فلئن كان الأول شاهرا ظاهرا  فان الثاني متلون خفي  {{ انهم أناس من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا سلبت قلوبهم وغسلت عقولهم وانبهروا بعدوهم ففقدوا ذواتهم اشرب في قلوبهم حب الفرس الصفيون الجدد أو الغرب ومجدوا سلوكه فامنوا بحسنه وسيئة واستحسنوا حلوه ومره  ثم أورثهم ذلك كله انتقاصا لأهلهم واحتقارا لأوطانهم وسخريةً بأعرافهم المعتبرة واستهزاء لتقاليده المرعية وصارت فضائله المتوارثة محل انتقاداتهم وأخلاقياته المتسلسلة غرض رميهم فصارت فنونهم وآدابهم ومقالاتهم لا غرض لها الا نشر أسباب الشر والرذيلة }} وخير مثال عليهم  المتمردون على الشرعية في الحزب في الآونة الاخيرة  وما سبقهم في الماضي القريب والبعيد   أو الذين ركنوا الى من قتل أبناء جلدتهم وهجروهم من ديارهم ونهبوا وسلبوا أموالهم وممتلكاتهم  ،  ان من صفات المواطنة الحقة الدعاء لوطنه بالأمن والأمان  وزيادة الرزق اقتداء بأبي الأنبياء إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، فيتضح { من هذا الدعاء ما يفيض به قلب إبراهيم عليه السلام من حب لمستقر عبادته وموطن أهله ، والدعاء علامة من تعبير الحب ، وتعبير عنه  } فحب الوطن لا يكون الا من مواطن غرست في المواطنة الصالحة لذا تقتضي هذه المواطنة الدعاء للوطن ولأهله لتحقيق السعادة الحقيقية ، وهو العيش في الوطن في ضوء العدل والعزة والرخاء حيث لابد منها جميعاً لاستقرار الحياة السعيدة ، قول الله تعالى  *   وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ اِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا  * ( النساء : آية 66 ) فبين سبحانه وتعالى  في هذه السورة بقوله  *  وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ * ما يشق احتماله كقتل الأنفس والخروج من الوطن لعصى الكثير منهم ، ولم يطع الا القليل  وهم أصحاب العزائم القوية الذين يؤثرون رضوان الله على حظوظهم وشهواتهم  ،   ويتكرر السؤال  اين انتم من ذلك  يامن تدعون  التدين  واتباع منهج ال البيت ؟  ،  فأولى قيم الرجولة حب الوطن والدفاع عنه  وليس كما فعلتم فعلتكم الشنعاء بالاصطفاف مع  العدو في حرب الدفاع والتصدي لأطماع الملالي عام 1980  والعدوان الامبريا صهيوني صفوي  فكان اغلبكم حماة للخطوط الخلفية للقوات الغازية المحتلة المتقدمة من الكويت  ،  والادلاء للقوات الغازية التي عصيت عليها ام قصر  برجالها النشامى  ليتمكنوا من تطويقها واختراقها بالتنسيق مع نظام الملالي  الذي يصدع اسماعنا بشعارات الموت لأمريكا وإسرائيل  والشيطان الأكبر

 يتبع بالحلقة الاخيرة






الجمعة ٢٤ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة