شبكة ذي قار
عـاجـل










واقع الصحافة العراقية بعد الاحتلال

خنساء الفارس

 

ونحن نستذكر الذكرى الثالثة والخمسين بعد المئة لميلاد "صاحبة الجلالة"، نستذكر واقعها المأساوي والمرير التي عانته خلال السنوات التسعة عشر التي تلت الاحتلال البغيض، فقد شهد العراق بعد الغزو والاحتلال في التاسع من نيسان 2003 ، وبعد انحلال مؤسسات الدولة، حالة من الفوضى لم يشهدها من قبل، ولعبت قوات الاحتلال الأمريكي ومن جاء معها دوراً أساسياً ورئيسياً بإشاعة الفوضى والانحلال من خلال جملة الإجراءات والقرارات التي اتخذتها والسياسات الخاطئة التي مارستها في إدارة شؤون الدولة، ومنها القرار الذي أصدره الحاكم المدني الأمريكي سيء الصيت "بول بريمر"  بحل الدوائر والوزارات، ومنها وزارة الإعلام، فأصبح العراق يعاني من فوضى إعلامية لا مثيل لها مع تعدد الإصدارات من الصحف والمجلات وانشاء العديد من الإذاعات والمحطات التلفزيونية والفضائيات ...

إن صحافتنا العراقية الحرة بدأت تمر بمرحلة عصيبة في السنوات المريرة التي تلت الاحتلال، وواجه صحفيونا الوطنيون العديد من المشاكل والصعوبات، وهذا ما أدى ببعضهم إلى ترك المهنة أو الابتعاد عنها نسبياً... فعندما نتحدث عن واقع  صحافتنا الآن، تكثر التساؤلات حول الواقع التي تمر به، فنحن وببالغ الأسى والأسف نعيش واقعاً "اختلط به الحابل بالنابل"، فلم تعد مهنة الصحافة والإعلام محصورة بالمتخصصين في هذا المجال، بل أصبحت مهنة من ليس لديه مهنة، فهناك الكثير من يدعي أنه "إعلامي" وهو لا يعرف كيف يحرر الخبر الصحفي أو يكتب تقريراً أو تحقيقاً، فقد وصلت الأمور إلى أبعد من ذلك، فهناك الكثير من هؤلاء الطارئين ممن لا يعرف بمبادئ الصحافة الأساسية...

إن التحديات والمعضلات التي تواجه الصحافة العراقية الآن لم تقف عند عدم الكفاءة، بل تعدت إلى أبعد من ذلك، فالكثير من الصحفيين يكتبون معلومات خاطئة ويشوهون الحقائق، بالرغم من أن أول بند من بنود أخلاقيات مهنة الصحافة هو نقل الحقيقة والمصداقية في عرض الوقائع وعدم الانحياز، ولكن الواقع الآن أصبح مختلفاً تماماً، فالصحفيون الجدد الطارئون والدخلاء على مهنة الصحافة الحرة الذين طفحوا على الساحة الإعلامية يصولون ويجولون ويشوهون الحقائق، ويرتكبون الأخطاء المهنية التي لا تعد ولا تحصى، وهذا ما أثر على الزملاء المهنيين أصحاب الخبرة والكفاءة....

إن كل إعلامي مخلص ونزيه يشعر اليوم بالحزن والألم والأسى على الوضع الذي وصلت إليه مهنته الحرة، ويتمنى الخلاص من هذه الطفيليات التي حولتها إلى مهنة الارتزاق دون حياء أو خجل.






الاثنين ٢٠ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خنساء الفارس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة