شبكة ذي قار
عـاجـل










الارتداد الفكري خيانة للمبادئ والقيم النضالية  -  الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

 بهذه المقدمة  ولاحقا لما كتبت بحلقات سابقة تحت عنوان -  البعث أقوى من تآمر الخونة والمتخاذلين وأسيادهم -  ابين ان ما قام به النفر ويقوم به انطلاقا من عقدهم الذاتية وما ترسب في عقلهم  من تمرد وخروج يعد وبدون أي  شك ما هو الا ارتداد فكري مؤدي الى الخيانة للمبادئ والقيم النضالية  ،  وهنا أرى التوقف عند  مفهوم الخيانة  بأبسط  تعريف لها {{  تُفْهَمُ الخيانة في العرف على أنها مخالفة لاتفاق ما بين طرفين ، سواءً كان الاتفاق واضحاً ومنصوصاً عليه أو ضمنياً متعارفاً عليه ، ويستوجب هذا الاتفاق من أطرافه التحلي بقيم عليا كالوفاء والصدق ، والمحافظة والرعاية للطرف الآخر  ، وتكون الخيانة عادة بين طرفين يفترض أن تكون بينهما صلة وثيقة ، ورابطة عميقة تبعث على أن يرعى أحدهما الآخر ، ويصون وجوده ومشاعره وكيانه ، ما يجعل فعل الخيانة أمراً مستنكراً وغير متوقّع بينهما وقد يكون الطرفان شخصين متحابين أو جهة معنوية وشخص أو اشخاص ، وقد يكونان شخصاً واحداً مع نفسه فيشعر إن ارتكب خطأً فادحاً أنّ نفسه قد خانته ، أو أنه خان نفسه ، وتحصل الخيانة عادة بارتكاب عمل يوصف بالشائن والمرذول ، خلقيا واجتماعياً   }} ، ومن أبرز الأمثلة على الخيانة خيانة الامة أو الشعب أو الوطن أو الحزب المعبر بصدق عن اماني وتطلعات الامة وجماهيرها  صاحبة المصلحة الحقيقية بالتغير الجذي والشامل للواقع الفاسد المفروض عليه من قوى العدوان  ،  ومن المعنى اللغوي الوارد في لسان العرب {{  يتضح أن مفهوم الخيانة يقع على ثلاثة أمور لها غاية الأهمية  وهي  العهد  ، والأمانة  ، والود  }} والعهد عقد بين طرفين ، وهو ذو دلالة قانونية وأخلاقية  ،  أما الأمانة فذات صلة بالمشاعر أكثر من صلتها بالقانون وأخلاقياته وفي الواقع يمكننا ان نتصور الحزب والمنتمي -  الشخص الذي يبحث عن شخص آخر يودعه شيئاً أو شخصاً عزيزاً عليه ، هو في الحقيقة يبحث عن  الأمن لما يخشى عليه من خطر يهدده  - ،  والخيانة تفريط متعمد في الأمانة وتضييعها والتخلي عنها للخطر وعليه ما قام ويقوم  به المنشقون لا يخرج عن هذه الدائرة الأخلاقية التي تجسد اسمى قيم الأمانة والرجولة  لما لها من تبعات تخدم العدو  وتعطيه الأرضية الواسعة للنيل من  المجاهدين  الاصلاء  الاشداء  ، وهنا سؤال يطرح نفسه بقوة لماذا  بعض الأشخاص عندما يتقدم بهم العمر الانتمائي يتراجعون فكريا وتتغير قناعاتهم سلباً وبشكل جذري ؟  ،  وينعكس ذلك على سلوكهم من خلال حالة الارتداد الفكري التي تحصل عندهم  فبينما يكونون في شبابهم يملكون لمعان القوة الذهنية والتحدي للواقع والظرف ، فهل هؤلاء يضمرون شيء ويعلنون النقيض له  ؟  أم  نزوات الدنيا وعدم تماسك الذات  والتأثر  بمرحلة ما هي التي جعلتهم ينحرفون ارتدادا وهذا  مخيف جدا لأنه يحمل بطياته عقد الكره والبغضاء وعدم الايمان بالشرعية الواجب التقيد بها  والعمل بموجبها وهنا لابد من الإشارة الى تراكم مفاسد الردتين التشرينية والشباطية  في العراق وسوريا  ، ويظهر بعد مرور السنين  انهم أشخاصا تجاريين ومهرجين ويميلون نحو الظهور على الشاشات والندوات بوصفهم مهمين ومساهمين بتغيير الواقع العربي عامة او العراقي خاصة  ، بينما يظهرون في غالبية لقاءاتهم مدى هشاشتهم وخوفهم من ابتعاد الأضواء عنهم  ،  أمر محبط  ومحزن أن يتنازل العقل  عند هؤلاء عن كل ما سعى إليه  ما قبل الارتداد وجعله ينتصر في لحظة ما على معاني الرجولة والأمانة والوفاء بل الايمان الواعي  ، ما أكرهه بهؤلاء الأشخاص هو التغير غير الواع الذي يطرأ يبدو ثمة عامل داخلي لا يستطيعون التحكم به مع التقدم بالعمر الانتمائي أو ربما عقلي متعلق بخلاية المخ  وهذه الظاهرة منتشرة انتشارا كثيراً في الأوساط الفنية  لأنها  تعكس الرغبات والغاية التي تتحكم بها الانا في اغلب الأحيان

 

 يتبع بالحلقة الاخيرة






الاربعاء ٨ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة